تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بداية الشكر موصول لأختنا أحاول أن على هذا الطرح المتميز والجميل، وعلى هذه القراءة والذائقة الأدبية الرفيعة والتي نفتقد أمثالها اليوم، وكل الشكر للإخوة جميعا على ما قدموا، فهذا موضوع يغري الباحث لسَبْر غَوْره.

الشاعر الفلسطيني (ابراهيم طوقان) كان يصارع الموت على سرير الشفاء وكان يصدر شعره برغبة مكبوتة للحياة، وقبل أن تسكن روحه كان يودع الحياة بهذه الأبيات في وصف (الممرضات) الذي وصفهن بملائكة الرحمة يقول:

بِيضُ الحَمَائِمِ حَسْبُهُنَّهْ أَنِّي أُرَدِّدُ سَجْعَهُنَّهْ

رَمْزُ السَّلاَمَةِ وَالوَدَا عَةِ مُنْذُ بَدْءِ الخَلْقِ هُنَّهْ

في كُلِّ رَوْضٍ فَوْق َ دَا نِيَةِ القُطُوفِ لَهُنَّ أَنَّهْ

وَيَمِلْنَ وَالأَغْصَانَ مَا خَطَرَ النَّسِيمُ برَوْضِهنَّهْ

فَإذَا صَلاَهُنَّ الهَجـ ـيرُ هَبَبْنَ نَحْوَ غَدِيرِهنَّهْ

يَهْبِطْنَ بَعْدَ الحَوْمِ مِثْـ ـلَ الوَحْيِ لاَ تَدْرِي بهِنَّهْ

فَإذَا وَقَعْنَ عَلَى الغَدِيـ ـرِ تَرَتَّبَتْ أَسْرَابُهُنَّهْ

صَفَّينِ طُولَ الضِّفَّتَيْـ ـنِ تَعَرَّجَا بِوُقُوفِهنّهْ

كُلٌّ تُقَبِّلُ رَسْمَهَا في المَاءِ سَاعَةَ شُرْبهِنَّهْ

يُطْفِئْنَ حَرَّ جُسُومِهِنَّ بغَمْسِهِنَّ صُدُورَهُنَّهْ

يَقَعَ الرَّشَاشُ إذَا انْتَفَضْنَ لآلِئَاً لِرُؤُوسِهِنَّهْ

وَيَطِرْنَ بَعْدَ الإِبْتِرَادِ إِلى الغُصُونِ مُهُودِهِنَّهْ

تُنْبيكَ أَجْنِحَةٌ تُصَفِّقُ كَيْفَ كَانَ سُرُورُهُنَّهْ

ويُقرُّ عينَكَ عَبْثُهُنَّ إذا جثمنَ، بريشِهنَّه

وَتَمِيلُ نَشْوَانَاً - وَلاَ خَمْرٌ - بعَذْبِ هَدِيلِهِنَّهْ

وَتَخَالُهُنَ بلاَ رُؤُوسٍ حِينَ يُقْبِلُ لَيْلُهُنَّهْ

أَخْفَيْنَهَا تَحْتَ الجَنَاحِ وَنِمْنَ مِلْءَ جُفُونِهِنَّهْ

كَمْ هِجْنَنِي ورَوَيْتُ عَنْهُنَّ الهَدِيلَ … فَدَيْتُهُنَّهْ

* * *

المُحْسِنَاتُ إلى المريضِ غَدَوْنَ أشباهاً لَهُنَّهْ

الروضُ كالمُستشفياتِ دَواؤُها إيْناسُهُنَّهْ

ما الكَهْرَباءُ وطِبُّهَا بأَجَلَّ من نَظَرَاتِهِنَّهْ

يَشْفي العليلَ عناؤُهُنَّ وعَطْفُهُنَّ ولُطْفُهُنَّهْ

مُرُّ الدَّواءِ بفيكَ حُلْوٌ من عُذوبَةِ نُطْقِهِنَّهْ

مَهْلاً فعندي فارِقٌ بينَ الحَمَامِ وبَيْنَهُنَّهْ

فَلَرُبّما انقطَعَ الحَمَائِمُ في الدُّجَى عن شَدْوِهِنَّهْ

أمّا جَمِيلُ المُحْسِنَاتِ ففي النَّهَارِ وفي الدّجَنَّه

ـ[أحاول أن]ــــــــ[20 - 11 - 2008, 12:27 ص]ـ

شكرا لذائقتك الحاذقة، واختياراتك الباسقة أستاذي الأديب / محمد سعد ..

نص رائع وبوح ساكن لإبراهيم طوقان، وهو شاهد على السكون المختنق ..

ولكن تأمل معي أستاذنا: الشدَّة على الأحرف! كم شدَّة في كل بيت؟ لا أظنه بسبب نون النسوة فقط، الشاعر في كرب وفي شدّة يخرج الحرف بالقوة وبالعُسْر حتى وإن تحدث عن الحمائم ورَشاش المطر ..

غفر الله لموتانا وموتى المسلمين ,

و جزاك الله خيرا على الحضور والتفاعل،على أن "الغبار " يعلو المكان:)

ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[02 - 12 - 2008, 04:37 ص]ـ

قرأت موضوع السكون وأنا أتصفح بعض الصفحات الجميلة في الأدب فقلت لعل السكون هذا المساء دفعني لبعثرة بعض الصفحات وتأملت سكون الحرف وسكون المحيط وسكون الإنسان فماوجدت أجمل من لحظات ساكنة نسترجع فيها شريط الذكريات

وهاهي هذه الصفحة مضى عليهاقرابة العامين كلما سكنت عادت لها الحياة

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير