ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[29 - 05 - 2007, 10:25 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخية نعم أنه مقل النظم وأن جل نظمه كما ذكرت بارك الله فيك في الحكمة والحكمة العميقة.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[11 - 06 - 2007, 05:49 م]ـ
استمع لهذه الأبيات والتي تنم عن ذائقة ادبية لدى الخلفاء،ولا يخفى عليك أثر الشعر والأدب في حق الخلفاء والسلاطين والملوك:
دخل الأخطل على عبد الملك بن مروان، فقال: يا أمير المؤمنين! قد امتدحتك فاستمع مني! فقال: إن كنت شبهتني بالصقر والأسد فلا حاجة لي بمدحك، وإن كنت قلت: كما قالت أخت بني الشريد لأخيها صخر، فهات. فقال الأخطل: وما قالت يا أمير المؤمنين؟ قال: هي التي تقول:
فما بلغتْ كفُّ امرىءٍ متناولٍ ... بها المجدَ إلاّ حيثُ ما نلتَ أطولُ
ولا بلغَ المهدونَ في القولِ مِدحةً ... ولو أطنبوا إلاّ الذي فِيكَ أفضلُ
فقال الأخطل: والله لقد أحسنت القول، ولقد قلت فيك بيتين ما هما بدون قولها، قال: هات فأنشد:
إذا متَّ مات العرفُ وانقطعَ النَّدى ... من الناسِ إلا في قليلٍ مُصرَّدِ
وردَّتْ أكفُّ السائلينَ وأمسكوا ... من الدين والدنيا بخلف محرد
ويقول أبو هلال العسكري في ديوان المعاني:
وأكره أن يخاطب المرء بالموت، (وهذه نظرة نقدية) أخرى بالإضافة لنظرة الخليفة.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[14 - 06 - 2007, 10:35 ص]ـ
نظرات بلاغية للإمام "عبد القاهر الجرجاني" قي أبيات من الشعر لا يكتفى فيها بالدلالة على معدن الحسن بل يمارس هو بنفسه استخراج ذلك الحسن وتحليل البيان وتذوقه.
وهذا كثير فى كتابيه: "الدلائل والأسرار" يجد المرء نفسه جدَّ مفتقر إلى أن يقيم معتكفًاعلى استبصار منهاجه فيهما.
ولعل الذى هو العلم فى هذا موقفه من أبيات "ابن الطثرية"المشهورة:
ولمَّا قضَينا منْ منًى كُلَّ حَاجَة = ومسَّح بالأرْكان مَن هُو ماسحُ
وشدَّت على دُهْم المَهارَى رحالُنا =ولَم ينظرالغَادي الَّذي هُو رائحُ
أخَذنا بأطْراف الأحاديث بينَنا=وسالت بأعناق المُطيّ الأباطحُ
قد كان موقفه التحليلى التأويلى التعليلى لهذه الأبيات مناط استحسان ممن جاء بعده، لما بدا منه ولم يكن من غيره خلا "أبى الفتح عثمان بن جنى"
وعبد القاهر كانت عنايته بهذه الصورة الشعرية فى كتابة "الأسرار" حيث ذكر الأبيات الثلاثة غير منسوبة، وفى الدلائل ذكر شطرا واحدا: (وسالت بأعناق المطى الأباطح) فى مواطن أربعة غير منسوب (16)
تجده فى الأسرار يوطئ للأبيات بتخليص القول فيما قاله أهل العلم بالشعر فى منازلها العالية، ثم يشير من بعد ذكرها إلى معالم الحسن فيها ثم لا يكتفى بهذا كما فعل فى الموقف الأول مع أبيات "البحترى" مع "الفتح ابن خاقان" وأبيات أبى أسحق الصولى: "إبراهيم ابن العباس" مع "الزيات" بل يعتمد من بعد ذلك إلى استقرار الحسن بنفسه، ويوقفك على دقائق ولطائف
وإذا نظرت إلى صنيع الأمام هنا والذى مهد به لتحليله وتذوقه ألفيت أنه قد جعل معدن الاستحسان والثناء فى الأبيات أمورا هى:
1) استعارة وقعت موقعها.
2) وحسن ترتيب تكامل معه البيان.
3) وسلامة من حشو وفضل.
4) وسلامة من التقصير
تلك هى معادن الاستحسان التى أشار إليها ودلنا علينا. ثم عمدا إلى التدبر والتذوق:
وقف عند الإيجاز فى قوله (ولما قضينا من منى كل حاجة) والكناية والإيماء فى (ومسح بالأركان من هو ماسح)
ثم نظر فى جواب الشرط (لما) متجاوزا النظرفىالبيت الثانى:
وشدت على دهم المهارى رحالنا ولم ينظر الغادى الذى هو رائح
وهو من تمام جملة الشرط الممتدة.
ونظره فى الجواب عُنى فيه بدلالة كلمة (الأطراف) على الصفة التى يختص بها الرفاق فى السفر واستجلى بعضا من دلائلها على الواقع النفسى الذى يكون لهم.
وأشار إلى منزلة الاستعارة فى (سالت بأعناق المطى الأباطح) وكان تذوقه وتحليله لها نموذجا عَليًّا يهتدى به، ويرشد إلى ما للناقد المتذوق من إعانة للمتلقين على استبصار لطائف ودقائق فى معدن الشعر وأن الدلالة عليها والإرشاد إليها عمل نقدى جليل، وهو يعنى بهذه الاستعارة فى كتابة "الدلائل" "والأسرار" من وجوه عدة استجماعها إلى بعضها يوفى الصورة الاستعارية بعض حقها.
وكانت له مناظرة بين (بأعناق المطى) وقولنا (بالمطى) تبصرنا الوجه الذى حاوله الشاعر بالعدول عما هو المألوف.
¥