[سؤال لأهل العلم فقط]
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[29 Oct 2010, 09:33 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وردني سؤال من أخ فاضل أتمنى من المتخصصين الإجابة عنه بارك الله بكم ونفع بكم
السؤال هو:
أود من فضيلتكم توضيح ما ورد من اختلاف بين القراءتين (ورش و حفص) حيث وجدت اختلاف من حيث الزيادة في الاحرف بين الروايتين على سبيل المثال في سورة الحديد الاية23 - و من يتول فان الله هو الغني الحميد وجدت زيادة "هو" بين الروايتين أفيدونا عن سبب هذا الاختلاف و شكرا
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[29 Oct 2010, 11:12 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الفاضلة لو تتبعتم تاريخ القرآن الكريم بدقة لعلمتم يقينا أنه لم يثبت في المصاحف إلا ما أنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم، ولا يخفى عليكم الأحاديث الواردة في نزول القرآن الكريم على سبعة أحرف، وهي أوجه أداء القراءة (ولا أقصد القراءات السبع أو العشر ... ) التي أنزلها الله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم، وخيّر الأمة بالقراءة بها. ولما أمر سيدنا عثمان رضي الله عنه بكتابة المصاحف، نشر هذه الأحرف في نسخها أي لم تكن المصاحف العثمانية نسخة متطابقة بل حوت كل ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن، ووزع هذه المصاحف على الأمصار وبعث مع كل مصحف إمام يعلّم الناس القراءة.
وقام عدد من العلماء بجمع هذه الفروقات والتوافقات بين المصاحف العثمانية منهم أبو عمر عثمان بن سعيد الداني ت444هـ وألّف في ذلك كتاب المقنع في معرفة مرسوم مصاحف أهل الأمصار ... ، وأبو داوود سليمان بن نجاح ...
وبعد أن تيسرت وسائل طباعة المصاحف وفق الروايات جمعت الكلمات التي توافق الرواية نحو رواية ورش من أصولها في المصاحف العثمانية.
ولهذا نجد زيادة بعض الكلمات أو الأحرف أو تنوع بعض الأحرف والحركات في هذه المصاحف الموافقة للرواية، مع التنبيه على أن كل ذلك مأخوذ من المصاحف العثمانية، وهي في أصلها مأخوذة مما كتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم.
وهذه خلاصة يسيرة في هذا الموضوع، وأرجو التكرم بقراءة ما كتب حول جمع المصحف ورسمه وتاريخه، وما يتعلق به.
المحصلة في هذا الموضوع أن يد البشر لم تصل إلى القرآن الكريم بتقديم أو تأخير أو زيادة أو نقصان. فالله سبحانه وتعالى هو الذي تكفّل بحفظ كتابه، ونستعيذ بالله أن يخالل أنفسنا شيء من سوء الفهم ونقص العقل المؤدي إلى الظن في القرآن الكريم أو الصحابة أو التابعين.
والله سبحانه وتعالى من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل
ـ[ايت عمران]ــــــــ[29 Oct 2010, 03:03 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
وللاطلاع على الاختلافات التي بين المصاحف العثمانية يرجى الاطلاع على ما كتبه الأخ فتحي بودلفة تحت هذا العنوان:
المواضع التي اختلفت فيها مصاحف الأمصار ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=120094)
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[30 Oct 2010, 03:57 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
والخلاصةُ أنَّ الاختلافَ في القراءات مصدره التلقي عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وليس الهوى أو الرأي والاجتهاد.
قال ابن الجزري:
وأصل الاختلاف أن ربنا ** أنزله بسبعة مهونا
والله أعلم.
ـ[محمد أحمد الأهدل]ــــــــ[30 Oct 2010, 11:48 ص]ـ
قد أجاب الإخوة الفضلاء بما فيه الكفاية ولله الحمد، وزيادة في التوضيح، أو يمكن أن يكون كالتلخيص لما ذكروه أقول:
سبب الاختلاف:
هو أن كل وجه من الوجهين المذكورين متلقى وثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فإن قيل:
أليس من أركان القراءة الصحيحة موافقة رسم المصحف؟
وقراءة أهل المدينة وأهل الشام بحذف (هو) فيها مخالفة للرسم.
فالجواب:
نعم يشترط موافقة رسم المصحف، وقراءة الحذف موافقة لمصحفين من المصاحف التي أرسلها عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى الأمصار وهما المصحف المدني والمصحف الشامي.
لذلك قال الإمام ابن الجزري رحمه الله (النشر في القراءات العشر، 1/ 11):
" قلنا: ونعني بموافقة أحد المصاحف ما كان ثابتاً في بعضها دون بعض، كقراءة ابن عامر (قالوا اتخذ الله ولداً) في البقرة بغير واو، (وبالزبر وبالكتاب المنير) بزيادة الباء في الاسمين، ونحو ذلك، فإن ذلك ثابت في المصحف الشامي، وكقراءة ابن كثير (جنات تجري من تحتها الأنهار) في الموضع الأخير من سورة براءة بزيادة من، فإن ذلك ثابت في المصحف المكي، وكذلك (فإن الله هو الغني الحميد) في سورة الحديد بحذف (هو)، وكذا (سارعوا) بحذف الواو، وكذا (منها منقلباً) بالتثنية في الكهف، إلى غير ذلك من مواضع كثيرة في القرآن اختلفت المصاحف فيها فوردت القراءة عن أئمة تلك الأمصار على موافقة مصحفهم، فلو لم يكن ذلك كذلك في شيء من المصاحف العثمانية لكانت القراءة بذلك شاذة لمخالفتها الرسم المجمع عليه" اهـ.
والله تعالى أعلم.
¥