[بين كتب-على الرسم العثماني- و كتاب-على الرسم الإملائي-في سورة النمل]
ـ[ماجد إبراهيم المطرود]ــــــــ[09 Oct 2010, 08:12 م]ـ
مالأمر الذي جعل كتاب في صدر سورة النمل تختلف عن مثيلاتها في السور الأخرى .. ؟
ـ[مدثر خيري]ــــــــ[10 Oct 2010, 02:01 ص]ـ
أخي الكريم ماجد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالنسبة للفظ (الكتاب) كتب في أربعة مواضع بالألف وفي غيرها بحذف الألف، وهي مما اتفقت على رسمها مصاحف الأمصار
قال الإمام الخراز:
وعنهما الكتاب غير الحجر= والكهف في ثانيهما عن خبر
ومع لفظ أجل في الرعد= وأول النمل تمام العد
قال الإمام أبو داوود: (الكتاب) بغير ألف بين التاء والباء وسواء كان معرفا أو غير معرف، إلا في أربعة مواضع فإنهن بألف ثابتة أولاهن في الرعد (لكل أجل كتاب) والثاني في الحجر (إلا ولها كتاب معلوم) والثالث في الكهف (من كتاب ربك) والرابع في النمل (وكتاب مبين) (مختصر التبيين 2/ 61، 62).
وهذه المواضع الأربعة مما اتفق عليه الشيخان (الداني وأبو داوود) كما جاء في نظم الخراز:
وكل ما جاء بلفظ عنهما= فابن نجاح مع دان رسما
وقال في أول الأبيات السابقة: وعنهما الكتاب .... إلخ البيت
وفقنا الله وإياكم لكل خير
ـ[بودفلة فتحي]ــــــــ[12 Oct 2010, 12:11 ص]ـ
يمكن الإجابة على سؤال الأخ الكريم ماجد إبراهيم من خلال نقطتين اثنين:
أوّلهما: أنّ كلمة كتاب في صدر سورة النمل لم تختصّ بإثبات الألف دون غيرها كما ورد في السؤال بل لها أخوات ثلاث
فهذه الكلمة (كتاب) في رسم الإمام من المتعدد (أي أنّها وردت في مواضع عدّة)
وهي من المنوّع (أي أنّها لم ترد بصيغة واحدة بل متنوعة نحو: كتاب , الكتاب , كتابه , كتابية)
وقد نصّ الأئمة وعلى رأسهم الشيخان (الداني في المقنع وأبو داود في التنزيل) [1] على أنّ ألفها محذوف في المصحف كلّها إلاّ أربعة مواضع هي:
أوّلا: سورة الرعد [38] { ... لكلّ أجلٍ كتاب}
ثانيا: سورة الحجر [4] {وما أهلكنا من قرية إلاّ ولها كتاب معلوم}
ثالثا: سورة الكهف [27] {واتل ما أوحي إليك من كتاب ربّك لا مبدّل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا}
رابعا: سورة النمل [1] {طس. تلك ءايت القرآن وكتاب مبين}
ثانيهما: تعليل الإثبات في هذه الأحرف الأربعة والحذف في غيرها
لا يخفى عليك أخي الكريم أنّ لأهل العلم في تعليل مظاهر الرسم العثماني الاصطلاحية [2] مذاهب شتى وأراء عدّة لعل أبرزها:
ـ بعضهم يعرض عن تعليل هذه المظاهر ويعتبر التعليلات المقدمة مجرد تخمينات ورجما بالغيب لا تستند للنّص الصحيح ولا للنظر الصريح
ـ بعضهم يعتبر هذه المظاهر أخطاءً ونقصاً سببها جهل الصحابة بأصول الرسم ومبادئه
ـ وبعضهم فسّر وعلّل مظاهر الرسم العصماني تعليلات صوفية غيبية
ـ وبعضهم فسّر هذه المظاهر تفسيرات علمية وأرجعوها إمّا إلى أصول الكتابة في زمنهم وعهدهم أو إلى طبيعة جمع القرآن برواياته وأحرفه المختلفة ...
وما يهمنا في هذه المداخلة ويصلح لهذه المناسبة المذهبان الأخيران لأنّ فيهما دون سواهما الجواب الشافي والتعليل الكافي لظاهرة الإثبات في ألف {الكتاب} في المواضع الأربعة ـ السالفة الذكر ـ دون غيرها
أوّلاً: التعليل الإشاري الصوفي: وأنقل لك ها هنا التعليل الذي قدّمه ابن البناء المراكشي في عنوان الدليل من مرسوم خط التنزيل وهو قائم على أنّ كلّ الف تكون في كلمة لها معنىً متعلق بالملكوت [3] والأمور العلية التي لا تدرك بالحس فإنّها تحذف للدلالة على ذلك وأما إذا كان معناها متعلق بالمَلَكية [3] أو صفة حقيقية في العلم أو أمور سفلية ثبتت الألف
قال عليه رحمة الله: "واعتُبِر ذلك في لفظتي {القرءان} و {الكتاب} فإنّ القرآن هو تفصيل الآيات التي أحكمت في الكتاب فالقرآن أدنى إلينا في الفهم من الكتاب وأظهر في التنزيل [يشير إلى أنّ القرآن أقرب إلى الملك أي إلى الطهور الذي يقتضي الإثبات والكتاب أقرب إلى الملكوت الذي يقتضي الحذف] قال الله تعالى: {الر. كتب [بالحذف] أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير} وقال في فصلت: {كتب [بالحذف] فصلت آياته قرءانا [بالإثبات] عربيا لقوم يعلمون} وقال تعالى: {إنّ علينا جمعه وقرءانه [بالإثبات] فإذا قرأناه فاتّبع قرءانه} ولذلك ثبت في الخطّ ألف القرءان وحذف ألف الكتاب.
¥