[تحقيق في قضية الحركة المركبة]
ـ[محمود أحمد محمود]ــــــــ[04 Dec 2010, 11:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
- تحقيق في قضية الحركة المركبة -
- قضية الحركة المركبة ابتكرها الشيخان الجليلان / علي الصفاقسي وعلي الضباع - غفر الله لنا ولهما-!، في نطق فاء الأفعال الماضية الجوفاء المبنية للمفعول، في نحو (قيل)، فذكرا أن نطق هذه الحروف يكون بحركة مركبة ثلثها ضمة مقدمة وثلثاها كسرة مؤخرة، وبنيا على هذا الادعاء أن الياء تتمحَّض بعدها، وفي هذا الكلام نظرٌ لا يقتضي التسليم لهما بما ادَّعياه، ولعلَّ مما يعتذر به عنهما أنهما وجدا في نطق بعض القراء تقريبًا شديدًا للياء المشرَّبة مع أن نطقها السويَّ معتدلٌ بلا هذا الجموح؛= فأرادا التنبيه على ذلك، لكن ليست هذه العبارة بالعبارة الدقيقة.
- من القضايا الأولية الضرورية: أن حروف المد ما هي إلا إشباعٌ للحركة التي قبلها، وبغير هذا الإشباع لا حقيقة ولا وجود لحرف المد رأْسًا، ولذلك فإن تأثر حرف المد بصفات الحرف الناشئ عنه تأثر حتميٌّ، ففي الحروف المفخمة يظهر هذا الأثر في تفخيم حرف المد تفخيمًا نسبيًّا مناسبًا له، وفي حرفي الميم والنون تظهر غنة خفيفة جدًّا في كذلك حروف المد المتولدة عنهما، وهكذا؛ فلا بد على التحقيق من تأثر حروف المد ببعض الصفات المتعدِّية في الحروف السابقة لها تأثُّرًا يسيرًا لا يلتغي ولا يتفاحش.
- ومن هذا التأثر الحتميُّ: تأثر حروف المدِّ بطبيعة الحركة السابقة لها، إن كانت محضةً فمحضةً، أو مشوبةً فمشوبةً، والحركة في مبادي الأفعال المشار إليها هي حركةٌ مشوبةٌ لا غير.
- أما كونها مركبةً؛ فهو وَصْفٌ لا وجود له، لأن الحركة عَرَضٌ ينشأ مع نشأة الحرف وينعدم بانعدامه، فلا تستقلُّ في الوجود عن الحرف، مثلما: أن الحرف في وجوده لا يستقلُّ عن الحركة أو السكون.
- وبالتالي: لا يمكن أن تتوارد حركتان على مَحَلٍّ واحدٍ، وإلا فهما متواردتان على مَحَلَّيْنِ ليس إلا!، فتصبح القاف في (قيل) قافين مثلاً، وبَيِّنٌ بطلان هذا.
- والحركة في هذا الأمر ليست ببِدْعٍ في الصفات، فالحرف لا يحتمل الاستعلاء والاستفال معًا، ولا الشدة والرخوة معًا، ... إلخ، وكيف يستمرُّ صوت الحرف واحدًا بلا تقطُّعٍ = وهيأة الفم والحنك قد تغيَّرت من هيأة الضم إلى هيأة الكسر؟!.
- فلعلَّ الصواب في هذه القضية: أنه لا حقيقة ولا وجود للحركة المركبة، وإنما هي حركة مشوبة، وحرف المد المتولد منها هو حرف مشوب، لكن في حدود الاعتدال بلا إفراطٍ يحيلها إلى القرب والاشتباه في السمع بالضمة الخالصة والواو الخالصة.
- والله الموفق.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[05 Dec 2010, 12:28 ص]ـ
- قضية الحركة المركبة ابتكرها الشيخان الجليلان / علي الصفاقسي وعلي الضباع - غفر الله لنا ولهما-!،السلام عليكم
هذ معلومة غير صحيحة فقد فكلام الصفاقسي والضباع ذكرها الإمام النويري في شرحه نقلا عن الأهوازي (ت 466) وهما أخذاه منه قال النويري: وقال الأهوازي: رفع، وكيفية النطق به أن يلفظ علي الفاء بحركة تامة مركبة من حركتين .... ) ج4ص10
قال أحمد إبن محمد بن الجزرى في شرحه لمتن والده " طيبة النشر": " والمراد بالإشمام هنا خلط الحركة بالحركة والحرف بالحرف فينحنى بالكسر نحو الضمة و بالياء بعدها نحو الوا و " أ. هـ صـ 168
، ولعلَّ مما يعتذر به عنهما أنهما وجدا في نطق بعض القراء تقريبًا شديدًا للياء المشرَّبة مع أن نطقها السويَّ معتدلٌ بلا هذا الجموح؛= فأرادا التنبيه على ذلك، لكن ليست هذه العبارة بالعبارة الدقيقة.ولعل هذا الكلام مما يعتذر به للأهوازي والنويري وغيرهما لأنهما هما مَن نقلاه في الحقيقة.
أما دقة اللفظ فكلامه من باب التقريب واستخدمه الأقدمون ـ كما سبق ـ وعليه فالعبرة بالمشافهة.
- أما كونها مركبةً؛ فهو وَصْفٌ لا وجود له، لأن الحركة عَرَضٌ ينشأ مع نشأة الحرف وينعدم بانعدامه، فلا تستقلُّ في الوجود عن الحرف، مثلما: أن الحرف في وجوده لا يستقلُّ عن الحركة أو السكون.
- وبالتالي: لا يمكن أن تتوارد حركتان على مَحَلٍّ واحدٍ، وإلا فهما متواردتان على مَحَلَّيْنِ ليس إلا!، فتصبح القاف في (قيل) قافين مثلاً، وبَيِّنٌ بطلان هذا.جاء في كتاب الأشباه والنظائر للسيوطي أن الحركات ست:
الثلاث المشهورة: (الفتحة والضمة والكسرة)
ــ وحركة بين الفتحة والكسرة وهي التي قبل الألف الممالة
ــ وحركة بين الفتحة والضمة وهي التي قبل الألف المفخمة في قراءة ورش نحو:الصلاة
ــ وحركة بين الكسرة والضمة وهي حركة الإشمام في نحو: قيل ــ وغيض علي قراءة الكسائي)) ا. هـ
وتعبيره بـ (بين) أي بين حركتين فيكون الإجمال حركة من حركتين وهو ما عبر به الأئمة "مركبة من حركتين "
- فلعلَّ الصواب في هذه القضية: أنه لا حقيقة ولا وجود للحركة المركبة، قد تبين وجودها. والأحكام المتسرعة في هذه الأشياء تؤدي إلي قول غير صحيح.
وذكرني هذا بقول أحد الإخوة أن مثل "ءامن " لا يقال فيها مد البدل، ولم يذكره القدامي بهذا اللفظ إنما ذكروه بقولهم "إذا سبقت الهمزة حرف المد ".
ثم وجدت الإمام الهذلي في كتاب الكامل ذكر في نحو " ءامن " مد البدل.ص426
وينتابني الشك من قول "أول من قال كذا ". والله أعلم
والسلام عليكم