تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

رحلة القُرَّاء إلى الدِّيار اليمنية (من عصر الصحابة إلى عصرنا) دعوة للمشاركة

ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[02 Dec 2010, 04:32 م]ـ

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، واتبع هداه، إلى يوم نلقاه

أمَّا بعد:

فاليمن من الحواضر الإسلامية التي اشتهرت بالعلم والعلماء، حلَّها من الصحابة معاذ بن جبلٍ وأبو موسى الأشعري - رضي الله عنهما -، وخرج منها أئمة التابعين، وتفرَّقوا في الأرض شرقاً وغرباً.

يقول الإمام السخاوي -رحمه الله- واصفاً اليمن: ولم يزل به في عصر الصحابة يتوفرون، والأئمة إليه يرحلون، بل هي في كل عصرٍ في ازديادٍ من العلم) (الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ للسخاوي صـ296).

فهذه صفحةٌ قد خصصتها لتتبع رحلات القُرَّاء إلى الديار اليمنية، وقد رتَّبتهم بحسب القرون بدءاً بالقرن الأول الهجري (عصر الصحابة رضي الله عنهم أجمعين) ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم إلى عصرنا هذا، وسأذكر - إن شاء الله - بحسب ما وفقتُ عليه في كتب التاريخ والتراجم، ذاكراً المصدر الذي عنه اخذتُ، فمن وقف على شيء لم أذكره فليفد بإضافاته، ومن رأى خطأ فلينبه.

وسأبتدئ - إن شاء الله - بذكر أسباب رحلة القراء إلى الدِّيار اليمنية

وصلى الله على سيِّدنا محمِّد وعلى آله وصحبه أجمعين

كتبه

أبو إسحاق الحضرمي

عصر الخميس 26/ 12/1431 هـ

حضرموت - غيل باوزير

ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[03 Dec 2010, 09:44 ص]ـ

(1) معاذ بن جبل رض1

هو: معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أدي بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن يزيد بن جشم بن الخزرج، الأنصاري الخزرجي ثم الجشمي يكنى: أبا عبد الرحمن، قال الواقدي وغيره: كان معاذ بن جبل طوالاً حسن الشعر عظيم العينين أبيض براق الثنايا لم يولد له قط. قال أبو عمر: قد قيل: إنه ولد له ولد سمي عبد الرحمن، وإنه قاتل معه يوم اليرموك، وبه كان يكنى ولم يختلفوا أنه كان يكنى أبا عبد الرحمن، وهو أحد السبعين الذين شهدوا العقبة من الأنصار وآخى رسول الله صل1 بينه وبين عبد الله بن مسعود. قال الواقدي: هذا مالا اختلاف فيه عندنا.

وقال ابن إسحاق: آخى رسول الله صل1 بين معاذ ابن جبل وبين جعفر بن أبي طالب شهد العقبة وبدراً والمشاهد كلها، وبعثه رسول الله صل1 قاضياً إلى الجند من اليمن، يعلم الناس القرآن وشرائع الإسلام ويقضي بينهم وجعل إليه قبض الصدقات من العمال الذين باليمن، وقال رسول الله صل1 لمعاذ بن جبل رض1 حين وجهه إلى اليمن: " بم تقضي "؟ قال: بما في كتاب الله. قال: " فإن لم تجد ". قال: بما في سنة رسول الله. قال: " فإن لم تجد ". قال: أجتهد رأيي فقال رسول الله صل1: " الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يحب رسول الله ". (انتهى مختصراً من الاستيعاب لابن عبد البر).

الوداع والشعور بالفراق: عن معاذ بن جبل رض1 أنه لما بعثه رسول الله صل1 إلى اليمن خرج معه يوصيه ومعاذ راكب ورسول الله صل1 يمشى تحت راحلته، فلما فرغ قال: (يا معاذ إنك عسى ألا تلقاني بعد عامي هذا، ولعلك أن تمر بمسجدى هذا وقبري). فبكى معاذ خشعاً لفراق رسول الله صل1. ثم التفت بوجهه نحو المدينة فقال: (إن أولى الناس بي المتقون من كانوا وحيث كانوا) رواه أحمد وغيره.

وعن معاذ رض1 أنه كان يقول: بعثني رسول الله صل1 إلى اليمن فقال: (لعلك أن تمر بقبري ومسجدي، فقد بعثتك إلى قوم رقيقة قلوبهم يقاتلون على الحق مرتين ; فقاتل بمن أطاعك منهم من عصاك، ثم يفيئون إلى الإسلام، حتى تبادر المرأة زوجها، والولد والده، والأخ أخاه، فأنزل بين الحيين السكون والسكاسك).رواه أحمد والبيهقي وإسناده ضعيف كما قاله الأرناؤوط.قال الدكتور المنصوري: وتشير الروايات إلى أنَّه بعثه في السنة التاسعة للهجرة. (علم القراءات في اليمن)

وكان معاذاً يتردد بين مخلافي الجند وحضرموت

ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[09 Dec 2010, 04:12 م]ـ

أحببتُ أن أتكلَّم عن كل عصرٍ بصورة مختصرة، ومن أراد التوسع فعليه بالمراجع، وسأشير إشارةً مختصرة، وسيكون اعتمادي على ما ذكره الدكتور عبد الله المنصوري - وفقه الله - في رسالته، وقد أضيف فيه أموراً أخرى:

2) علي بن أبي طالب رض1

وقد دخل إلى عدن لدعوة أهل همدان إلى الإسلام (كما في دلائل النبوة 5/ 396)

وكذا دخل اليمن للقضاء، ففي المسند (2/ 68) والمستدرك (3/ 135): أنه قال للنبي صل1 لما بعثه لليمن: أتبعثني اليمن، وأنا شاب وهم كهول، ولا علم لي بالقضاء؟! فقال صل1: انطلق فإنَّ الله سيهدي قلبك، ويثبت لسانك، قال علي: فلمَّا صرتُ باليمن، وحكمتُ بين أهله لم أتعايا في حكم قط ببركة دعائه صل1).

ولم يكن هذا هو الدخول الوحيد له إلى اليمن بل تعدد دخوله (ينظر: المنتظم 4/ 5، والبداية والنهاية 5/ 105).

3) خالد بن الوليد رض1

جاء في صحيح البخاري: أنَّ النبي صل1 بعث خالد بن الوليد إلى اليمن معلِّماً قبل حجة الوداع)

ينظر: صحيح البخاري 5/ 163 طبعة بولاق

سيتبع - إن شاء الله تعالى -

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير