تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إدغام (بريئاً) لأبي جعفر .... ما رأي أساتذتي الكرام فيه؟

ـ[هانى الدمياطى]ــــــــ[16 Oct 2010, 08:51 م]ـ

منقول

الإمام أبو جعفر برئ من إدغام "بريئًا"

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين

ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

وبعد

"فإن الله عزوجل شرّف أمة محمد صلى الله عليه وسلم على سائر الأمم وفضلهم بتلقى كتاب ربهم هذا التلقى -خلف عن سلف- فأقبلوا عليه إقبالاً وأتقنوا تجويده إتقانًا حتى حموه من خلل التحريف وحفظوه من الطغيان والتطفيف فلم يهملوا تحريكًا ولا تسكينًا ولا تفخيمًا ولا ترقيقًا حتى ضبطوا مقادير المدات وتفاوت الإمالات وميزوا بين الحروف بالصفات مما لم يهتد إليه فكر أمة من الأمم ولا يوصل إليه إلا بإلهام بارئ النسم*"

ولما كانت القراءة سنة متبعة يأخذها الآخر عن الأول بطل قياس مالا يروى على ما روى.

قال الشاطبى رحمه الله:

وما لقياس فى القراءة مدخل ****فدونك ما فيه الرضا متكفلا

وقد دفعنى إلى هذه المقدمة ما وقع من وهم بعض الطلبة أثناء قراءتهم الطيبة فى قول الله عزوجل:"وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَة ًأَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيْئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا"

(سورة النساء:112)

فقرأوا لأبى جعفر بخلف عنه بإبدال الهمزة ياء وإدغامها فى الياء قبلها فتصير ياءً واحدةً مشددة (بريًّا)

وحين أخبرتُهم بأنَّ أبا جعفر ليس له إلا تحقيق الهمز سواء من الدرة أو الطيبة، أشاروا إلى ما فى مصحف الصحابة فى القراءات العشر من طريق الطيبة من ذكر الخلف لأبى جعفر كذا مصحف الكامل المفصل للدكتور المعصراوى كذا ما ذكره الإبيارى فى متنه منحة مولى البر بما زاده النشر فيما زاده كتاب النشر للقراء العشر على الشاطبية والدرة فقال فى باب الهمز المفرد:

وأدغم هنيئًا وبريئًا ومرى****ثبت وها أنتم بمد زر جرى

وأقول وبالله التوفيق

كل ما ورد بذكر الخلف عن أبى جعفر مخالف

أولاً: لما تلقيناه عن مشايخنا فقد قرأت على الشيخ عبد الرازق على موسى رحمه الله بتحقيق الهمز وجهًا واحدًا.

ثانيًا: مخالف لما ورد من نصوص فى كتب الأئمة السابقين وأخص منهم الإمام ابن الجزرى صاحب النشر والتقريب وابنه شهاب الدين صاحب شرح الطيبة وتلميذه الإمام النويرى شارح الطيبة أيضًا ومحقق العصر الإمام الإزميرى فى تحرير النشر واكتفى بذكر بعضًا من نصوصهم

قال الإمام ابن الجزرى رحمه الله فى النشر ما نصه:"وإن كان الساكن قبل الهمزة ياء فقد اختلفوا فى ذلك فى "النسئ" وفى "برئ" وجمعه و"هنيئًا" و "مريئًا" و"كهيئة" و"ييأس" وما جاء من لفظه فأما "النسئ" وهو فى التوبة فقرأ أبو جعفر وورش من طريق الأزرق بإبدال الهمزة منها ياء وإدغام الياء قبلها فيها وقرا الباقون بالهمز وانفرد الهذلى عن الأصبهانى بذلك فخالف سائر الرواة والله اعلم

وأما "برئ" و"بريئون" حيث وقع و"هنيئًا مريئًا" وهو فى النساء، فاختلف فيها عن ابى جعفر فروى هبة الله من طرقه والهذلى عن أصحابه عن ابن شبيب كلاهما عن ابن وردان بالإدغام كذلك وكذلك روى الهاشمى من طريق الجوهرى والمغازلى والدورى كلاهما عن ابن جماز وروى باقى أصحاب أبى جعفر من الروايتين ذلك بالهمز وبذلك قرأ الباقون"أ. هـ النشر صـ302ـــ.

وقال -رزقنا الله علمه- فى تقريب النشر:"وإن كان الساكن ياء فاختلفوا،منه فى "النسئ " فى التوبة فأبو جعفر وورش من طريق الأزرق بالإبدال والإدغام فيصير ياء مشددة.

وانفرد الهذلى بهذا عن الأصبهانى وفى "برئ" و"بريئون" حيث وقعا وفى "هنيئًا"و"مريئًا" فأبو جعفر عنه من الروايتين بالإدغام كذلك

وفى كهيئة فى آل عمران والمائدة فاختلف عن أبى جعفر أيضًا فى إدغامه كذلك وانفرد الحنبلى عن هبة الله عن ابن وردان بمد الياء توسطًا كالأزرق فى أحد وجهيه والباقون بالهمز فى ذلك كله"أ. هـ تقريب النشرصـ66ـ.

وكلام ابن الجزرى نص ظاهر جلى لاشبهة فيه إذ قال برئ وجمعه وإلا لقال برئ وبابه أو وما جاء من لفظه كما قال عند ذكره كلمة ييأس.

وقال الإزميرى رحمه الله فى تحرير النشر:

"424 - وقرأ "هنيئًا مريئًا" بالإدغام من غاية ابن مهران وبالإدغام لابن جماز من المصباح وللحنبلى من الإرشاد.

425 - وقرأ "برئ" و"بريئون" بالإدغام من غاية ابن مهران وللحنبلى من الإرشاد.

426 - وقرأ بالهمز فى "هنيئًا" و"مريئًا" و"برئ" و"كهيئة" من الروضة.

427 - وقرأ "كهيئة بالإدغام من غاية ابن مهران والشطوى بالادغام والحنبلى بأدنى مد والنهروانى بالتحقيق من الإرشاد."أ. هـ تحرير النشر صـ272ـــ.

وهذا النص الأخير-أعنى نص الإزميرى- حجة قوية إذ لم يتعرض لذكر أى خلاف فى كلمة" بريئًا "وإنما النص على كلمتى "برئ" و"بريئون" حيث وقعا

وعلى هذا يكون مقصد ابن الجزرى رحمه الله بقوله:

هيئة أدغم مع هنى برى مرى****خلف ثنا

كلمة "برئ" وجمعه "بريئون" كما نص عليه فى النشر، وقد اجتمعا فى قول الله عزوجل:"وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّى عَمَلِى وَلَكُم عَمَلُكُم أَنتُم بَرِيْئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِئٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ"

(يونس:41)

وبهذا يتضح لنا أن الخلف المتوهم لأبى جعفر خلاف الصواب ولا يقرأ له إلا بتحقيق الهمز.

وفى الختام نسأل الله عزوجل أن يهدينا وإياكم سواء السبيل،

وأن يرينا الحق حقًا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه وأن يجعلنا من العالمين العاملين وأن يستعملنا لخدمة هذا الدين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*من كتاب النشر لابن الجزرى بتصرف.

وباقى المناقشة فى هذا الرابط

http://www.qiraatt.com/vb/showthread.php?p=21056#post21056

برجاء الرد ومناقشة هذا الموضوع لأنه فيه جدل كبير وحتى نصل إن شاء الله إلى القول الفصل فى هذه المسألة

وجزاكم الله خير الجزاء

المصدر:منتدى شبكة القراءات القرءانية ( http://http://www.qiraatt.com/vb/showthread.php?p=21056#post21056)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير