تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[بيان أن القراءة برعاية مخارج الحروف وصفاتها واجبة]

ـ[جمال ياسين]ــــــــ[06 Dec 2010, 08:19 م]ـ

[بيان أن القراءة برعاية مخارج الحروف وصفاتها واجبة]

قال الشيخ / محمد بن عمرو بن علي العمادي ت 783هـ رحمه الله *

[إيَّاك أن تحمل قول الفقهاء رحمهم الله في الفتاوى، في زلّة القارئ، من تجويزهم إبدال حرف مكان حرف بسبب قرب مخرج، أو بسبب اختلاف لغة، ممَّا يُخَالفُ السَّبعة، إلى الأخذ بالعزيمة. فإن تجوزهم ذلك بطريق الرُّخصة، أو بسبق لسان، فإن من غيَّر لفظاً من ألفاظ القرآن، متعمِّداً إلى غير المروي من غير ضرورة، يخشى عليه الكفر، فإن ذلك التغيير إمَّا أن يؤدِّي إلى معنى آخر ليس بمراد، أو يؤدَّي إلى لغة رديئةٍ يخل بفصاحة القرآن، وفي الأغلب يخرج القرآن عن حدِّه وماهيَّته التي عرَّفها أئمَّة أُصُول الفقه، حيث قالوا: المُنَزَّل على الرَّسُول، المَكْتوب في المَصَاحف، المنقول عنه نقلاً متواتراً بلا شبهة، فإذا غير بما يخرجه عن فصل من فصول هذا الحدِّ، أومن جميعها، لم يكن ذلك قرآنا؛ لانعدام المحدود، عند انعدام الحدِّ، فلا يتعمَّد تغييره، اللهمَّ إلا أن لا يمكنه تلفظ الحرف كما هو حقه بعد كدّ وتعب، وملازمة على التَّلمذ عند الحفظة المهرة، المتقنين، المجوِّدين، المرشدين، فحينئذٍ يتحقَّق الرّخصة في حقه، وتجوز بتلك القراءة صلاته. ثمَّ لا يجوز له القعود عن الطلب، والتعب، والممارسة، وربما يَتَيَسَّر له، فإن الفيض غير منقطع، ومن لم يطلب، ولم يجتهد، ولم يتحقق الرُّخصة في حقه، فصلاته كصلاة متيمم لم يتحقق له عدم الماء، فقد ذكر الناطفيّ رحمه الله في واقعاته: (رجل قرأ في صلاته: (((ھ ھ)))، أو التحيات لله - بالهاء - أو قال: (لمن حمده) – بالهاء -، إن كان يَجْهِدُ آناء الليل والنهار في تصحيحه لا يقدر عليه، فصلاته جائزة؛ لأنه عاجز. وإن ترك جهده فصلاته فاسدة. وإن ترك جهده في بعض عمره فلا يسعه أن يترك في باقي عمره، وإن ترك فصلاته فاسدة).

وفي فتاوى الولوالجي قال: (سبحان ربي العظيم – بالضاد، أو بالذال - إن كان يجهد بالليل والنهار في تصحيحه، ولا يقدر عليه، فصلاته جائزة؛ لأنه عاجز، وإن ترك جهده، فصلاته فاسدة. إلا أن يكون الدَّهر كله في تصحيحه). وفي المحيط: (وإن أتى بالضاد مكان الظاء، فالقياس أن تفسد، وهو قول عامة المشايخ. واستحسن مشايخنا وقالوا: بعدم الفساد؛ للضرورة في حقِّ العامَّة، خصوصاً للعجم). انظر كيف حكم عامة المشايخ بالفساد؛ لترك رعاية المخرج، وكيف بنى القائلون بعدم الفساد الحكم على الضرورة].


* نقلاً من كتابه: الهدية إلى الحضرة العلية في القراءت السبع. (رسالة علمية).

ـ[جمال ياسين]ــــــــ[11 Dec 2010, 11:13 م]ـ
شكرا لك أخ مصطفى صلاح الدين على مرورك الكريم ..

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير