رواية الحُلْوَاني عن قالون في الهمزتين المتفقتين (بين النشر والتعريف للداني)
ـ[أحمد الرويثي]ــــــــ[22 Dec 2010, 09:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد فطريق الحُلْواني هي إحدى الطريقين عن قالون في النشر، والطريق الأخرى هي طريق أبي نشيط.
ومعلوم أن قالون يُسقط الهمزة الأولى من الهمزتين المفتوحتين من كلمتين نحو (جاءَ أَحد)
ويُسَهِّل أولى المكسورتين والمضمومتين بينَ بينَ نحو (هؤلاءِ إِن)، و (أولياءُ أُولئك).
هذا ما ذكره ابن الجزري رح1 في النشر، وهو الذي في الحرز والتيسير أيضاً.
وقال ابن الجزري بعد ذلك ((وانفرد الداني، عن أبي الفتح، من طريق الحلواني، عن قالون بتحقيق الأولى وتسهيل الهمزة الثانية من المضمومتين والمكسورتين)).
وهذا الوجه ذكره الداني في كتابه التعريف فقال: ((وقرأ ورش والحلواني عن قالون بتسهيل الهمزة الثانية من الهمزتين المتفقتين بالفتح والكسر والضم من كلمتين)).
ثم قال الداني: ((وقد قرأُت على غير أبي الفتح للحلواني عن قالون في هذا الفصل مثلما ما قرأتُ لأبي نشيط والقاضي والروايتان عنه صحيحتان)).
ومصداقاً لقول الداني رح1 وقفتُ على نصٍ نفيسٍ يُثبت أن قالون أقرأ الحلواني أولاً بوجه تسهيل ثاني الهمزتين المفتوحتين،
ثم أقرأه آخِراً بإسقاط أولى المفتوحتين
قال ابن مجاهد رح1 في السبعة:
((وقال أحمد بن يزيد [يعني الحُلْواني:] قرأتُ على قالون أول مرة فأخذ علي (شاء أنشره) و (جاء أحدكم) بمَدِّ ألفِ (أنشره) وأَلِفِ (أحدكم) مداً يسيراً.
قال: ثم رجعتُ إليه ثانيةً فأخذ علي (شا أنشره) مثل أبي عمرو)).
فالوجه الأول - وهو الذي عَبَّر عنه بالمد- هو تسهيل الهمزة الثانية، وهذا مصطلحٌ قديم عند بعض علماء القراءات يعبرون عن التسهيل بالمد ولعلي أُفرد لذلك موضوعاً أذكر فيه أمثلةً لذلك إن شاء الله.
والوجه الآخر هو الإسقاط وهو الذي عبر عنه ابن مجاهد بأنه كأبي عمرو.
ـ[ناهر حمدان المحمدي]ــــــــ[23 Dec 2010, 11:28 ص]ـ
شيخنا الفاضل:
شكر الله لكم، وأسأل الله العلي العظيم أن يفتح علينا وعليكم، وهناك استفساراً لو أذنت لي عند ذكرك لقول ابن الجزري رح1، حول تسهيل الهمزة الثانية في الهمزتين المتفقتين في الحركة، اقتصر على المضمومتين والمكسورتين، بينما ذكرك لقول الداني: ذكر له التسهيل في الفتح والضم والكسر. فما تفسير ذلك؟ وجزاكم الله خيرا
ـ[أحمد الرويثي]ــــــــ[24 Dec 2010, 02:22 م]ـ
مرحباً بك أخي الكريم أبا حمدان
أحسن الله إليكم وبارك فيكم.
لعل السبب في ذلك والله أعلم أن الداني رح1 في جامع البيان ذكرَ حكمَ كلٍ من الهمزتين المفتوحتين، والمكسورتين، والمضمومتين على حدة.
فقال الضرب الأول: أن تكونا معاً مفتوحتين ....
ثم قال الضرب الثاني: أن تكونا معاً مسكورتين ....
ثم قال الضرب الثالث: أن تكونا معاً مضمومتين ...
فنقل ابن الجزري رح1 كلامه في الضربين الثاني والثالث، ولم ينقل كلامه في الضرب الأول، والله أعلم.
ـ[ايت عمران]ــــــــ[24 Dec 2010, 09:00 م]ـ
شيخنا الفاضل:
شكر الله لكم، وأسأل الله العلي العظيم أن يفتح علينا وعليكم، وهناك استفساراً لو أذنت لي عند ذكرك لقول ابن الجزري رح1، حول تسهيل الهمزة الثانية في الهمزتين المتفقتين في الحركة، اقتصر على المضمومتين والمكسورتين، بينما ذكرك لقول الداني: ذكر له التسهيل في الفتح والضم والكسر. فما تفسير ذلك؟ وجزاكم الله خيرا
سوال وجيه بارك الله فيكم
وتوقعت أن يكون هناك سقط في المطبوع من النشر، لكن لما رجعت إلى نسخة الدكتور السالم الجكني - حفظه الله - وجدت أن ما في المطبوع صواب، ووجدت أن الدكتور السالم أحال على جامع البيان ولم ينبه على هذه القضية.
ولعل أحدا يتطوع بجواب إضافة إلى ما ذكره الدكتور الرويثي يحفظه الله.