"حِرْز الأماني ووجْه التهاني" القصيدة المشْهورة بـ "الشاطبيَّة"، من نظْم الإمام العلامة وليِّ الله أبي القاسمِ القاسم بن فيرُّه بن خلفِ بن أحمدَ الرُّعيني الأندلُسي الشَّاطبي الضرير، توفي في الثَّامن والعشرين من جُمادى الآخرة سنةَ تِسعين وخمسمائةٍ بالقاهرة.
قال فيها - رحمه الله -:
وَسَمَّيْتُهَا حِرْزَ الأَمَانِي تَيَمُّنًا * * * وَوَجْهَ التَّهَانِي فَاهْنِهِ مُتَقَبِّلا
وقد شرحها الجمُّ الغفير من العُلماء، منهم:
- العلاَّمة علم الدين أبو الحسن عليُّ بْن مُحمَّد بن عبدالصَّمد الهمْداني السَّخاويُّ، صاحب "جمال القُرَّاء وكمال الإقْراء" ت 643، قال عنها من جُملة أبيات:
هَذِي القَصِيدَةُ بِالمُرَادِ وَفِيَّةٌ * * * مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ لُقِّبَتْ حِرْزَ المُنَى
قال ابنُ الجزري في "الغاية": هو أوَّل مَن شرحَها، بل هو - واللهُ أعلم - سببُ شهرتِها في الآفاق، وإليه أشار الشاطبيُّ بقوله: "يقيِّض الله لها فتًى يشرحُها"، وقال عنْ أبي القاسِم المعروفِ بابن الحدَّاد في ترجَمتِه: "ويحتمل أن يَكونَ أوَّل مَن شرحَها".
- والحافظُ أبو القاسم عبْدالرَّحْمن بْنُ إسْماعيل الدِّمشْقيُّ المعْروفُ بأبي شامة ت 665.
- والمنْتجب بْنُ أبي العزِّ بْن رشيدٍ الهمدانيُّ [1] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=418221#_ftn1) ت 643.
- وأبو عبْداللَّه مُحمَّدُ بْن الحسن الفاسيُّ ت 656.
- وأبو إسْحاق إبْراهيمُ بْنُ عُمر الجَعْبريُّ ت 732، ونقل الإمامُ الذهبي في "معرِفة القُرَّاء الكِبار" عنْه قولَه:
إِذَا مَا رُمْتَ نَقْلَ السَّبْعَةِ الْزَمْ * * * لِتَظْفَرَ بِالمُنَى حِرْزَ الأَمَانِي
جَزَى اللهُ المُصَنِّفَ كُلَّ خَيْرٍ * * * بِمَا أَسْدَاهُ فِي وَجْهِ التَّهَانِي
بِأَلْفَاظٍ حَكَتْ دُرًّا نَضِيدًا * * * وَقَدْ نَادَتْ فَلَبَّتْهَا المَعَانِي [2] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=418221#_ftn2)
طَمَا آذِيُّهُ عَذْبًا وَأَرْوَتْ * * * جَدَاوِلُهُ فَكُلٌّ عَنْهُ ثَانِي
حَلا فِيهِ الطَّوِيلُ [3] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=418221#_ftn3) وَلَذَّ سَمْعًا * * * فَعدّ عَنِ المَثَالِثِ وَالمَثَانِي
- والإمامُ العلاَّمةُ أبو عبْدالله مُحمَّدُ بْنُ أحْمدَ بْن مُحمَّدٍ الموْصليُّ المعْرُوفُ بشُعْلة ت 656.
- ومن المتأخِّرين: الشيخ علي محمَّد الضَّباع ت 1380 [4] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=418221#_ftn4)، والشيخ عبدالفتاح عبدالغني القاضي ت 1403، وغير هؤلاء كثير إلى يومِنا هذا.
[1] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=418221#_ftnref1) أرجِّح أنَّه بالدَّال المهْملة نسبة إلى القبيلةِ – كالسَّخاوي - ولم أرَ مَن صرَّح به، راجعْ أعلام الزركلي.
[2] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=418221#_ftnref2) فيه إشارة إلى بيت الشاطبية:
أهلَّتْ فلبَّتْها المعاني لبابها * * * وصُغْتُ بها ما ساغ عذبًا وسلسلا
[3] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=418221#_ftnref3) في معرفة القرَّاء الكبار: المديد، والمُثْبت هنا من مصدرٍ آخَر.
[4] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=418221#_ftnref4) في بعض المصادر – كالحلقات المُضيئات للشَّيخ السيِّد أحمد عبدالرحيم، وإمتاع الفُضلاء لإلياس البرماوي - أنَّ وفاته 1376هـ، وأيضًا من التَّعاجيب أنَّ ترجمته في "الأعلام" للزِّركلي لم تزِدْ عن سطرَيْن، وورد فيها الصبَّاغ بالصَّاد والغين.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[31 Oct 2010, 12:50 م]ـ
(2) دُرَّة
"الدُّرَّة المضيَّة في القِراءات الثَّلاث المتمِّمة للقِراءات العشْر"، نظمٌ للإمام العلاَّمة محمَّد بن محمَّد بن محمَّد ابن الجزري - رحمه الله - توفي ضحْوةَ يوم الجمُعة، لخمسٍ خلَوْن من أوَّل الرَّبيعَين، سنة ثلاثٍ وثلاثين وثمانمائة.
وقد نظم ابنُ الجزري - رحِمه الله - في "الدُّرَّة" قِراءاتِ الأئمَّة الثَّلاثة كما في كتاب "تحبير التيسير" له، فليس لهذا النَّظْم تعلُّق بالقِراءات السَّبع، قال - رحمه الله -:
وَبَعْدُ فَخُذْ نَظْمِي حُرُوفَ ثَلاثَةٍ * * * تَتِمُّ بِهَا العَشْرُ القِرَاءَاتُ وَانْقُلا
كَمَا هُوَ فِي تَحْبِيرِ تَيْسِيرِ سَبْعِهَا * * * فَأَسْأَلُ رَبِّي أَنْ يَمُنَّ فَتَكْمُلا
وقال في أواخِرها:
وَتَمَّ نِظَامُ الدُّرَّةِ احْسُبْ [1] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=418222#_ftn1) بِعَدِّهَا * * * وَعَامَ أَضَا حَجِّي فَأَحْسِنْ تَفَؤُّلا
وهذا النَّظم شرَحَه كثيرٌ من العلماء، من أقدَمِهم الإمام الزَّبِيدي، عثمان بن عمر بن أبي بكر النَّاشري، والشَّيخ النويري، وشيخ الأزهر محمد بن حسن السمنودي ت 1199 هـ، ومن المتأخِّرين: العلاَّمة علي محمَّد الضبَّاع، وغيرهم.
وقد اصطلح المتأخِّرون على تسمِية القِراءات العشْر من طريق الشَّاطبيَّة والدرَّة: العشْر الصُّغرى، وعلى تسْمية القراءات العشْر من طريق "طيِّبة النشْر": العشْر الكبرى.
[1] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=418222#_ftnref1) مضارع حسب - التي هي من الحساب - بضمِّ العين، فيكون الأمر: احسُب بضمِّ السين، ولكن يبدو أنَّ أكثر المطبوع والمسموع من الدرَّة كسَر هذه السين هنا،، والله أعلم.
¥