تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وبعد هذا الوضوح في قول الداني ـ وأيد الشيخ الفاضل محمد يحيي شريف أن الداني لم يأخذ في كتبه إلا بالتسهيل كما قال: أقول: إنّ كلام الداني صريح في اقتصاره على وجه التسهيل دون الإبدال.) ا. هـ ـ إلا أنه رجع وذكر آراء بعض المغاربة الذين لم يأخذوا إلا بالإبدال، ثم تأثر بقولهم بدون دليل فقال: من خلال ما سبق فالقول بأنّ الإبدال ليس من طريق التيسير وإن كنت أميل إليه إلاّ أنّه غير مسلّم به لثبوته عن الكثير من أعلام المغاربة القدامى كابن الباذش وابن الرابط وغيرهم.) ا. هـ

فتناقض الشيخ الفاضل محمد يحيي شريف واضح جلي فهو في حيرة من أمره، تارة يجزم بأن الياء ليس من طريق التيسر، وتارة يتبع أسماء القراء دون دليل، بل والدليل يثبت التسهيل كوجه وحيد من طريق الداني.

مناقشة الآخذين بالإبدال من المغاربة للداني:

قال الشيخ الفاضل محمد يحيي شريف: ذهب الكثير من المغاربة إلى أنّ وجه الإبدال مقروء به من طريق الداني بل وصل الأمر إلى بعضهم الاقتصار عليه دون التسهيل. قال المنتوري (ت834) في شرحه على الدرر: "وذكر الأدفُويّ في الإبانة، ومكي في الرعاية والكشف، وابن سفيان في الهادي، والمهدوي في الشرح، وابن شريح في الكافي والتذكير، وابن شعيب في الاعتماد، وابن مطرّف في البديع، وابن الطفيل في الغنية، إبدال الثانية من {" أئمة "} ياء محضة، وقال الحصريّ في قصيدته:

ولا بدّ من إبدالها في " أئمة " ...... فصَحْوَكَ إنّ الجاهلين لفي سُكْر.

قلتُ – أي المنتوري- وكان شيخنا الأستاذ أبو عبد الرحمن القيجاطي رضي الله عنه يأخذ من طريق الداني في {" أئمة "} لنافع، وابن كثير وأبي عمرو بياء خالصة، وبذلك قرأت عليه وبه آخذ. وقلتُ له: تأخذ في مذهب أهل التخفيف من طريق الداني بالإبدال، وهو قد نصّ على التسهيل بين بين، وأخبر أنّه مذهب القراء؟ فقال لي: نصوص المتقدّمين من القراء في {" أئمة "} محتملة، فينبغي أن تحمل على الإبدال، كما حملها الكثير من المتأخّرين لأنّ سيبويه منع فيها التسهيل بين بين.". ثمّ قال المنتوري: واعلم أنّ ثلاثة من المقرئين سبقوا شيخنا رحمه الله فأخذوا في " أئمة " من طريق الداني لأهل التخفيف بإبدال الثانية ياء خالصة، أوّلهم ابن الباذش، قال في الإقناع: إنّ حكم التخفيف في {" أئمة "} عند النحويين والقراء الإبدال ياءً محضة، لأنّها من كلمة واحدة. قال – أي ابن الباذش- وهكذا نصّ عليه سيبويه، وثانيهم أبو بكر القرطبي، قال في أرجوزته: ولكنّ في " أئمة " حيث ورد ........ فأخلص الياء هُديتَ للرّشد. وثالثهم برهان الدين الجعبريّ، ذكر في قصيدته أنّ نافعاً وابن كثير وأبا عمرو، قرءوا {" أئمة "} بالياء." انتهى كلام المنتوري عليه رحمة الله تعالى (1/ 280،281)

وقال ابن المرابط (ت552) في كتابه التقريب والحرش المتضمّن لقراءة قالون وورش: "وأمّا قوله: {" أئمة "} حيث وقع فيجوز أن تُجعل الهمزةُ الثانية ياء مكسورة كسرة خالصة، وهو مذهب النحويين، ويجوز أن تُجعل بين الهمزة والياء كما يُفعلُ في مثل {أئذا} و {أئفكاً} وما أشبه ذلك وهو مذهب القراء." (ص91) ا. هـ

أقول: عجيب أن يسكت مثل الشيخ الفاضل محمد يحيي شريف عن الرد والجواب عن هذا القول، وهو الذي بني طريقته علي تتبع النصوص وترك القول بلا دليل لكائن من كان.

وهذه الأقوال ليس فيها نسبة الوجه للداني، وبالنظر في قول المنتوري الذي يسأل فيه شيخه: وقلتُ له: تأخذ في مذهب أهل التخفيف من طريق الداني بالإبدال، وهو قد نصّ على التسهيل بين بين) ا. هـ دلالة واضحة علي أن نص الداني التسهيل.

وجواب الإمام القيجاطي ليس فيه ما يدل أنه نسبه للداني ولكن قصاري قوله نسبته لسيبويه وكذا بعض القراء غير الداني. وما قاله المنتوري: (وكان شيخنا القيجاطي يأخذ من طريق الداني في {" أئمة "} لنافع، وابن كثير وأبي عمرو بياء خالصة، وبذلك قرأت عليه وبه آخذ) نسبة غير صحيحة وهو اجتهاد منه رحمه الله.

والإمام ابن المرابط جعل الياء من مذهب النحاة وجعل التسهيل مذهب القراء.فأين الإشكال؟

وكل ما سبق تثبيت للقول بأن الداني لم ينقل سوي التسهيل.والله أعلم

مناقشة ما نسبه الجعبري للإمام مكي القيسي:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير