باب رضاء عبد الله بن مسعود بعد ذلك بجمع
عثمان ـ رضي الله عنه ـ المصاحف
حدثنا عبد الله بن سعيد، ومحمد بن عثمان العجلي قالا: حدثنا أبو أسامة قال: حدثني زهير قال: حدثني الوليد بن قيس، عن عثمان بن حسان العامري، عن فلفلة الجعفي قال: فزعت فيمن فزع إلى عبد الله في المصاحف، فدخلنا عليه، فقال رجل من القوم: إنا لم نأتك زائرين، ولكنا جئنا حين راعنا هذا الخبر، فقال: ((إن القرآن أنزل على نبيكم من سبعة أبواب على سبعة أحرف [أو حروف]، وإن الكتاب قبلكم كان ينزل [أو نزل] من باب واحد على حرف واحد، معناهما واحد)).
وبعد أن حسن سند هذا الأثر سليم الهلالي قال معلقا:
((قال الحافظ ابن كثي في تفسير القرآن العظيم: (وهذا الذي استدل به أبو بكر [يعني: المؤلف] رحمه الله على رجوع ابن مسعود؛ فيه نظر من جهة أنه لا يظهر من هذا اللفظ رجوع عما كان يذهب إليه، والله أعلم) ...
وأما رجوع ابن مسعود وموافقته للصحابة فمتواتر عند الأمة، قال الحافظ ابن كثير في تفسير القرآن العظيم: وهذا مشهور عند كثير من القراء والفقهاء، وأن ابن مسعود كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه، فلعله لم يسمعها من النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يتواتر عنده، ثم لعله قد رجع إلى قول الجماعة، فإن الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ أثبتوها في المصاحف الأئمة، ونفذوها إلى سائر الآفاق، ولله الحمد والمنة).
وقال القرطبي في المفهم: (وانتشرت المصاحف التي كتب بها عثمان إلى الآفاق، ووافقه عليها الصحابة، وقرأ المسلمون عليها، وترك مصحف عبدالله، وخفي أمره، إلى أن وجد في خزائن بني عبيد بمصر عند انقراض دولتهم، فأمر صدر الدين قاضي الجماعة بإحراقه؛ على ما سمعناه من شيوخنا).
وانظر ـ لزاما ـ البداية والنهاية (11/ 238 ـ 239) في قصة غريبة.
قلت: وهذا لا شك فيه؛ فإن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ وافق عثمان وتابعه فيما دون ذلك عندما أتم الصلاة خلفه، وعلل ذلك: أن الخلاف شر، فما بالك في الاختلاف في القرآن؟! فإنه سيكون أكثر ضررا، وأعظم خطرا، وأشد فتكا بجماعة المسلمين، فتدبر هذا المقام، تستريح من شبهات الروافض والمستشرقين، وأذنابهم من بني جلدتنا المستغربين)) [9] ( http://tafsir.net/vb/#_edn9). انتهى كلام سليم الهلالي.
فثبت بهذا أن ابن مسعود رضي الله عنه رجع إلى ما أجمع عليه الصحاب من مصحف عثمان رضي الله عنهم أجمعين.
([1]) أدب الكاتب ص 555.
([2]) لسان العرب (صحف).
([3]) الفروق اللغوية ص 447.
([4]) كتاب المصاحف ص 289.
([5]) كتاب المصاحف ص 291، 292.
([6]) كتاب المصاحف ص 297.
([7]) كتاب المصاحف ص 356.
([8]) الجامع الصحيح، كتاب بدء الوحي، باب جمع القرآن، حديث (4987).
([9]) كتاب المصاحف ص 189 ـ 194.
ـ[ايت عمران]ــــــــ[07 Dec 2010, 07:03 م]ـ
المبحث الثاني: وصف مصاحب الصحابة من خلال كتاب المصاحف
المطلب الأول: وصف مصحف عمر ابن الخطاب رضي الله عنه:
أورد ابن أبي داود أربع قراءات في مصحف عمر رضي الله عنه، وهي كما يلي:
القراءة الأولى: ?صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين? في الفاتحة.
القراءة الثانية: ?مالك يوم الدين? في الفاتحة.
القراءة الثالثة: ?الم الله لا إله إلا هو الحي القيام? أول آل عمران.
القراءة الرابعة: ?في جنات يتساءلون يا فلان ما سلكك في سقر? في المدثر.
المطلب الثاني: وصف مصحف علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
أورد ابن أبي داود قراءة واحدة في مصحف علي رضي الله عنه، وهي: ?آمن الرسول بما أنزل إليه وآمن المؤمنون? في آخر البقرة.
المطلب الثالث: وصف مصحف أبي بن كعب رضي الله عنه:
أورد ابن أبي داود أربع قراءات في مصحف أبي بن كعب رضي الله عنه، وهي كما يلي:
القراءة الأولى: ?فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى? في النساء.
القراءة الثانية: ?للذين يقسمون? في البقرة.
القراءة الثالثة: ?فلا جناح عليه ألا يطوف بهما? في البقرة.
القراءة الرابعة: ?فصيام ثلاثة أيام متتابعات? في كفارة اليمين من سورة المائدة.
المطلب الرابع: وصف مصحف عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
روى ابن أبي داود عن ابن مسعود رضي الله عنه سبعا وتسعين قراءة، وهذا مسردها:
1. ?إن الله لا يظلم مثقال نملة? في النساء.
2. ?واركعي واسجدي في الساجدين? في آل عمران.
3. ?في مواسم الحج? في البقرة.
¥