وقد اهتمت إحدى مدارس الأحزاب الإسلامية السنية المهتمة بإعادة الخلافة بتعر يف العقل وتناولت نظرية المعرفة بتعال لم ينفذ إلى صميمها. و (الجهل أول قصاص الكبرياء) كما يقول هـ جـ ويلز، ولذلك جمدت هذه المدرسة عند وضع معين. ولا يحمد لها الا استقلالها الذي تمتلكه إزاء الأيديولوجيات الغربية والشرقية. وهو نفسه (أعني الاستقلال) كان سبب وفاتها. أما فشلها السياسي فسببه موقفها الفكري حيث عرضت على الناس مناقشة أفكار جزئية وهذا خطأ سياسي صرف صَرف الناس عنها.
ويوجد فرق بين الفلسفة والتفلسف، فكل كلام أو خطاب لا يوضح مصطلحاته ومفاهيمه فليس جديرا بالقراءة أصلاً لأنه عبارة عن لياذ عقيم بمصطلحات غير متبلورة.
وأول قاعدة يجب أن يأخذها كل قارئ للعقليات مهما كان نوعها هي كلمة ماكس فيبر الذهبية:"إن جميع المصطلحات والمفاهيم هي إلى حدّ ما اعتباطية (تحكمية)، وإنّ فائدتها في وظيفتها الإجرائية فقط في تقدم البحث وصياغة النظرية). فمن أخذ مفهوماً علمياً تجريدياً على أنه كيان ثابت مجسد فقد ارتكب خطأ قاتلاً لمسيرته التعلمية.
وللإخوة الذين يريدون تشكيل قاعدة عقلية لهم أدلهم على أهمّ الكتب والخطوات:
1 - كتاب الإسلام بين الشرق والغرب للأستاذ علي عزة بيكوفج1994
2 - تطور الفكر العلمي والعقلانية المعاصرة للأستاذ محمد عابد الجابري1994
3 - تشكيل العقل الحديث،
4 - البحث العلمي، جورج بليخانوف، ترجمة: يوسف أبي فاضل، وميشال أبي فاضل، منشورات عويدات، بيروت،1983.
5 - -العلم أسراره وخفاياه، تحرير: هـ. شابلي، وص. رابورت، وهـ. رايت، ترجمة: مح مد صابر سليم، ومحمد جمال الدين الفندي، القاهرة.
6 - -العلم يزحف، كتبه خمسون عالماً، ترجمة: د. محمد الشحات، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة،1951.
7 - بساطة العلم، ستانلي د بيك، ترجمة زكريا فهمي وعبد الفتاح إسماعيل، مؤسسة سجل العرب، القاهرة، 1967.
[هذا الكتاب على غاية الأهمية وودت أن يقرأه كل طلاب العلوم الشرعية]
8 - بنية الثورات العلمية تأليف توماس كون، ترجمة شوقي جلال، عالم المعرفة الكويت1992
ناهيك عن الموسوعات الفلسفية كالموسوعة الفلسفية المختصرة التي ترجمها جلال العشري وآخران بإشراف زكي نجيب محمود. ومعاجم المصطلحات الفلسفية والاجتماعية والسايكولوجية واللغوية وجميع العلوم الاجتماعية (الإنسانية).
وأن يجعل المسلم دليله قول النبي عليه الصلاة والسلام الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها كان أحق بها. وأهم قاعدة للتأصيل الفكري أن تعرف أن قوانين العقل البشري واحدة وأن الخلاف هو في تحققها في العملية العقلية أم لا، وهي مجموعة في كل الموسوعات الفلسفية، وهي: المبادئ اليقينينة التي يلتقي عندها العقلاء جميعاً وهي مبدأ الهوية، ومبدأ عدم التناقض، ومبدأ العلية"، إذ تتصف هذه المبادئ بصفتين رئيستين:
1. أنها ضرورية، فلا تقبل التعديل ولا الاحتمال، ولا تتوقف على الأفراد والظروف. فهي فطرية فينا.
2. أنها تبعاً لذلك كلية، تسلم بها كل العقول وتحكم كل الأشياء.
وقد يضاف إليها أنها أولية بمعنى أنها تسبق التجربة.
وقد تسمى أيضاً قوانين الفكر أو المبادئ المنطقية Principes Logiques . وقد اعتُرض على تسمية هذه المبادئ باسم قوانين الفكر لأن القوانين تعبر عما هو كائن ولهذا فضل بعضهم أن تعد شروطاً للفكر السليم لا قوانين للفكر الإنساني، أي أنها شروط مفترضة في كل تفكير منطقي سليم بحيث لو فقدت لفقد التفكير المنطقي السليم.
مبادئ العقل (قوانين الفكر أو المبادئ المنطقية) Laws Of Thought:
هي الحقائق البينة والضرورية التي تؤلف جهاز فكرنا العقلي، ومبادئ الفكر الضرورية أربعة وظهرت لأول مرة مكتوبة عند أرسطو في الأورجانون، ومن أحسن من بحثها من بعده جورج بول:
1. مبدأ الهوية: ويقول: ما هو هو، وما ليس هو ليس هو، ويعبر عنه رمزياً: أ هي أ. وهو مبدأ يعبر عن ضرورة منطقية تقضي بأن يكون كل معنى يتصور على أنه عين ذاته ويسمى أيضاً "مبدأ وحدة الذات" وهو أساس الأحكام والبرهنة السليمة، وقد أخذ على هذا المبدأ:
¥