تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أ. أنه تحصيل حاصل Tautology أي تكرار الشيء الواحد بألفاظ مختلفة، ويطلق المصطلح على عمليات تتصل بالمنطق ليس فيها إلا تغيير ألفاظ،أما في الرياضيات والمنطق الرياضي فقد عدّ فتجنشتاين وكارناب من المناطقة الرياضيين المعاصرين القضايا كلها تحصيل حاصل، لأنها قضايا صورية بحتة لا تعبر عن الواقع في شيء وإنما تصوغه في تعبيرات جديدة، والحقيقة أن مراد فتجنشتاين هو أن يبين أن العقل جزء من الوجود فليس بإمكانه أن يجيب عن العلة الغائية للوجود لأنه يكتشف نفسه في الطبيعة فحسب، أي "أنه في النهاية يساوي صفراً"، ولذلك يمثل لنا فتجنشتاين بمثل بسيط وهو "إما أن تكون السماء ممطرة أو غير ممطرة وهو مثال في رأي فتجنشتاين يمثل المنطق والرياضة بأسرهما فهما علمان صحيحان صحة خالية من المعنى إذ هما لا ينبئان بشيء، فتحصيل الحاصل إذن رغم خلوه من المعنى هو استعمال مشروع للغة".

ب. إنه يدل على هوية جزئية فحسب؛ أي هوية من جانب وعدم هوية من جانب آخر. فحين نقول: سقراط هو الفيلسوف اليوناني الذي عاش في القرن الخامس قبل الميلاد وحكم عليه بتجرع السم، فهنا هوية، من ناحية أن سقراط والموصوف بهذه الأوصاف هما شخص واحد، وعدم هوية، من ناحية أن سقراط علم معين والأوصاف المذكورة تعبير عن أحواله وبهذا تنفصل عنه. وبهذا التفسير الثاني لمبدأ الهوية يأخذ الكثير من المناطقة والفلاسفة. وقد ورد ترتيبه في موسوعة ماجروهيل الثالث.

2. مبدأ التناقض (أو بالأحرى عدم التناقض) Le principe de (non - ) contradiction: ويقول: الشيء الواحد لا يمكن أن يكون وأن لا يكون معاً. أي "لا يمكن أن يكون الشيء في آن واحد موجوداً وغير موجود". وهذا المبدأ أهم المباديء العقلية وجوهر الفكر المنطقي، ولهذا حظي باهتمام بالغ في الفكر الفلسفي حتى اليوم. والتناقض هنا هو تقابل السلب والإيجاب، ويعبر عنه رمزياً:

أ لا يمكن أن تكون ب ولا ب معاً.

وهو غير التضاد، إذ المتضادان هما الذاتان الوجوديان المتعاقبان على موضوع أو محل واحد، وبينهما غاية الخلاف، مثل أسود وابيض. فهما صفتان وجوديتان، أي لا تدل إحداهما على عدم كما في حالة طرفي التناقض؛ ومتعاقبان على موضوع أو محل واحد وهو السطح ذو اللون. وبينهما غاية الخلاف أي يقعان عند طرفي سلم طويل (أو قصير) من الألوان: الأسود- البنفسجي- الأزرق- الأحمر – الأصفر – الأبيض. ثم الفروق الدقيقة في داخل كل لون من هذه الألوان. هذا في حال التضاد أما في حال التناقض فلا يوجد أي وسط بين المتناقضين: أسود، لا أسود. إنسان، لا إنسان. دائرة، لا دائرة. ولهذا فإن المتناقضين يتوزعان فيما بينهما كل الوجود أو كل عالم المقال .. واعترض بعضهم على هذا القانون (مبدأ عدم التناقض) بقولهم إنه ليس ثم وجود بل صيرورة. كما قال برجسون: "لا يوجد أشياء بل أفعال"، والرد على هذا هو أن أية عملية صيرورة إنما تجري على موضوع هو الذي يصير من كذا إلى كذا، فثم شيء باقٍ إذن. والتغير يقتضي هذا الباقي المتغير. إنه تطور هوية الصيرورة وانتقال من القوة إلى الفعل. وليس بصحيح ما زعمه بعضهم من أن هيجل أنكر مبدأ عدم التناقض، بل هو يقرر وجود لحظات للانتقال من الموضوع Thesis إلى نقيض الموضوع Antithesis إلى مركب الموضوع Synthesis . وفي مركب الموضوع لا يزال الموضوع محتفظاً بالصفة التي عنها صدر.

3. مبدأ الثالث المرفوع ويسمى أيضاً مبدأ الوسط المرفوع: مؤداه أن القضيتين المتناقضتين لا وسط بينهما، فكل شيء هو إما أ أو لا - أ. ولا وسط بينهما. أي لابد ان يكون الواحد أو الآخر ولا يمكن أن يكون لا هذا ولا ذاك، فمثلاً العدد (2) هو إما زوج أو فرد، ولا يمكن أن لا يكون أحدهما. فالتناقض يقول أن الشيء لا يمكن أن يكون النقيضين معاً. والثالث المرفوع يقول إنه لا يمكن أن يكون ولا واحد من النقيضين. ولهذا كان مبدأ التناقض ومبدأ الثالث المرفوع متكاملين.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير