فمصادر العلم بنظره هي ما جاء من تلك الجهة من أوربا ... أوربا الساحرة!
وقد وقفت عند قوله // ولكن تأصيل العقل لا يكون على نصّ أدبيٍّ بلاغيّ ولا لغة تعاليم أخلاقية //
ما المقصود هنا بالنص؟ أهو القرآن الكريم أم ماذا؟ وهل القرآن الكريم قاصر عن تأصيل العقل؟
دونك تاريخ الفلسفة وعلم الكلام وجهود الأصوليين والمفسرين ... والرازي مثال.
ثم يرشدنا صاحبنا إلى المصادر التي تشكل قاعدة عقلية بقوله: // وللإخوة الذين يريدون تشكيل قاعدة عقلية لهم أدلهم على أهمّ الكتب والخطوات: //
ولا يوجد بينها كتاب لأحد من المسلمين ...
ولعل أكثر الرسائل العلمية في كلية دار العلوم - جامعة القاهرة هي حول // نظرية المعرفة عند .. //
عند المعتزلة .. والأشاعرة .. والماتريدة .. والفلاسفة ثم عند: الغزالي والرازي وابن تيمية والصوفية وغيرهم ...
ولكن كل ذلك لم يلفت نظر الدكتور الصالح: فقط الجابري ... وأساتذته وتلامذته
أما المسلمون فلم يقدموا شيئاً بهذا الصدد باستثناء المغاربة ... لقد أصابت الباحث عدوى المركزية المغاربية من أستاذه الجابري الذي لم يعجبه إلا: ابن حزم والشاطبي وابن خلدون فهم أرباب العلم والبرهان .... أما المشارقة:فهم أهل العرفان والشعوذة ...
ثم يقف الباحث عند أسس ثلاثة: هي الهوية - عدم التناقض - الثالث المرفوع وكأني به لأول مرة يسمع بها عند الغربيين وللأسف لم يطلع باحثنا على تفاصيلها في الفكر الإسلامي / علم الكلام والفلسفة الإسلامية / ولم يدر أن أساتذته هم تلاميذ لأساتذتنا نقلوا عنهم العلم ونحن نشيد بهم وننسى رأس العين التي ينهلون منها ....
ثم دخل الأستاذ الفاضل في مسألة العلية التي كتبت فيها آلاف المجلدات في تراثنا ولم تعجبه إلا نتائج الوضعية المنطقية والمادية الغربية // إن فكرة الصحة المطلقة لمبدأ العلية من الأفكار الأساسية التي كان العلم مبنياً عليها ومع ذلك فد وجدنا الآن أنه ليس من الممكن اختبار هذه الفكرة في جميع الحالات. صحيح أنه من الممكن أن نفترض أن علاقات العلية ستظل سارية دائماً، وإن لم يكن من الممكن قياسها.// ثم فرق على هذا الأساس بين الموقف العلمي والموقف الميتافيزيقي فقال // غير أن هذا موقف ميتافيزيقي وليس علمياً. فالفكرة التي لا نستطيع اختبارها تجريبياً أو قياسها لا يمكن أن تصبح جزءًا من العلم الطبيعي، وهي قد تصبح مجرد طريقة في التفكير ولكن ليس جزءًا من نسق موضوعي للمعرفة. وهكذا تحتم علينا أن نتخذ قراراً مؤداه: أن فكرة العلية قد لا تكون سوى طريقة في التفكير. على أن مفهوم العلية سيظل مفيداً على مستوى التجربة العادية والجزء الأكبر من الأبحاث العلمية. ومع ذلك ينبغي أن نظل نرتاب في صحته المطلقة. // إن إيماننا على ذلك وإسلامنا كله قائم على غير علم لأنه يقر بالغيب / الميتافيزيقا / وحتى نكون علميين علينا أن نضع الغيب جانباً لأن العلم والغيب متعارضينن ...
قل لي من أين لك هذا؟
ثم ألا ترى أنك تجازف بشكل غير طبيعي حين تقول:
// وليس ما يفعله الأساتذة المسلمون -غير المغاربة- من التأصيل الفلسفي في شيء //
هل المغاربة بالفطرة هم فلاسفة فنسر بذلك! أم بحكم جوارهم لأوربا ونهلهم من معين فلسفتها الذي لا ينضب؟!
أخي الفاضل محمد عبد الله أرجو أن يتسع صدرك لمثل هذه الأطروحات فها هنا محل مناقشتها ...
ولا بد من البيان لأصل الهيمان / الهيمان بالغرب /
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[27 May 2006, 10:11 ص]ـ
وجدت الناس عندنا لا يقرءون في تاريخ العلم، وهذا سبب سوء التفاهم وسبب عدم التقدم، وسبب تخلفنا في الواقع.
فيجب على كل طالب علم قراءة هذه الكتب الثلاثة أو أحدها:
معالم تاريخ الإنسانية لـ هـ جـ ويلز، ترجمة عبدالعزيز جاويد، وهو كتاب ضرورة.
وتاريخ العلم لجورج سارطون، ترجم مرتين.
ومدخل لدراسة التاريخ لأرنولد توينبي ترجمة فؤاد شبل.
ذلكم أني وجدت الإخوة يقيسون العقل ونظرية المعرفة للبشر قبل غاليلو على العقل ونظرية المعرفة بعد غاليلو.
وهذا لا يفعله أحد في العالم اليوم إلا في عالمنا الإسلامي مع الأسف، ولو فعلها يابانيّ لسخر منه زملاؤه.
¥