ـ[الطبيب]ــــــــ[20 Aug 2006, 03:12 م]ـ
طلب الله بيقين
جاء في كتاب التقوى لأحمد فريد:
إن صدقت فى طلابهم فانهض وبادر، ولا تستصعب طريقهم فالمعين قادر، تعرض لمن اعطاهم، وسل فمولاك مولاهم، رب كنز وقع به فقير، ورب فضل اختص به صغير، علم الخضر ما خفي على موسى، وكشف لسليمان ما خفي على داود.
ـ[الطبيب]ــــــــ[20 Aug 2006, 03:21 م]ـ
إرادة الله الخير بالعبد
قال السعدي رحمه الله في تفسيره:
? 26 - 28 ? ?يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيمًا * يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا?.
يخبر تعالى بمنته العظيمة ومنحته الجسيمة، وحسن تربيته لعباده المؤمنين وسهولة دينه فقال: ?يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ? أي: جميع ما تحتاجون إلى بيانه من الحق والباطل، والحلال والحرام، ?وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ? أي: الذين أنعم الله عليهم من النبيين وأتباعهم، في سيرهم الحميدة، وأفعالهم السديدة، وشمائلهم الكاملة، وتوفيقهم التام. فلذلك نفذ ما أراده، ووضح لكم وبين بيانا كما بين لمن قبلكم، وهداكم هداية عظيمة في العلم والعمل.
?وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ? أي: يلطف لكم في أحوالكم وما شرعه لكم حتى تمكنوا من الوقوف على ما حده الله، والاكتفاء بما أحله فتقل ذنوبكم بسبب ما يسر الله عليكم فهذا من توبته على عباده.
ومن توبته عليهم أنهم إذا أذنبوا فتح لهم أبواب الرحمة وأوزع قلوبهم الإنابة إليه، والتذلل بين يديه ثم يتوب عليهم بقبول ما وفقهم له. فله الحمد والشكر على ذلك.
وقوله ?وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ? أي: كامل الحكمة، فمن علمه أن علمكم ما لم تكونوا تعلمون، ومنها هذه الأشياء والحدود. ومن حكمته أنه يتوب على من اقتضت حكمته ورحمته التوبة عليه، ويخذل من اقتضت حكمته وعدله من لا يصلح للتوبة.
وقوله ?وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ? أي: توبة تلم شعثكم، وتجمع متفرقكم، وتقرب بعيدكم.
?وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ? أي: يميلون معها حيث مالت ويقدمونها على ما فيه رضا محبوبهم، ويعبدون أهواءهم، من أصناف الكفرة والعاصين، المقدمين لأهوائهم على طاعة ربهم، فهؤلاء يريدون ?أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيمًا? أي: [أن] تنحرفوا عن الصراط المستقيم إلى صراط المغضوب عليهم والضالين.
يريدون أن يصرفوكم عن طاعة الرحمن إلى طاعة الشيطان، وعن التزام حدود من السعادة كلها في امتثال أوامره، إلى مَنْ الشقاوةُ كلها في اتباعه. فإذا عرفتم أن الله تعالى يأمركم بما فيه صلاحكم وفلاحكم وسعادتكم، وأن هؤلاء المتبعين لشهواتهم يأمرونكم بما فيه غاية الخسار والشقاء، فاختاروا لأنفسكم أوْلى الداعيين، وتخيّروا أحسن الطريقتين.
ـ[الطبيب]ــــــــ[21 Aug 2006, 09:02 ص]ـ
الاعتبار بأصحاب القبور
قال القرطبي رحمه الله في التذكرة:
اعتبر بمن صار تحت التراب، و انقطع عن الأهل و الأحباب، بعد أن قاد الجيوش و العساكر، و نافس الأصحاب و العشائر، و جمع الأموال و الذخائر، فجاءه الموت على وقت لم يحتسبه، و هول لم يرتقبه. فليتأمل الزائر حال من مضى من إخوانه، و درج من أقرانه، الذين بلغوا الآمال و جمعوا الأموال. كيف انقطعت آمالهم، و لم تغن عنهم أموالهم، و محا التراب محاسن وجوههم، و افترقت في القبور أجزاؤهم، و ترمل بعدهم نساؤهم، و شمل ذل اليتم أولادهم، و اقتسم غيرهم طريقهم و بلادهم. وليتذكر ترددهم في المآرب، و حرصهم على نيل المطالب، و انخداعهم لمؤاتاة الأسباب، و ركونهم إلى الصحة و الشباب، و ليعلم أن ميله إلى اللهو و اللعب كميلهم، و غفلته عما بين يديه من الموت الفظيع و الهلاك السريع كغفلتهم، و أنه لا بد صائر إلى مصيرهم، و ليحضر بقلبه ذكر من كان متردداً في أغراضه، و كيف تهدمت رجلاه. و كان يتلذذ بالنظر إلى ما حوله و قد سالت عيناه، و يصول ببلاغة نطقه، و قد أكل الدود لسانه، و يضحك لمؤاتاة دهره و قد أبلى التراب أسنانه، و ليتحقق أن حاله كحاله، و مآله
¥