تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[الطبيب]ــــــــ[31 Aug 2006, 03:07 م]ـ

صفة الخائفين

سئل عبدالله بن المبارك عن صفة الخائفين فقال:

إذا ما الليل أظلم كابدوه = فيسفر عنهم وهم ركوع

أطار الخوف نومهم فقاموا = وأهل الأمن في الدنيا هجوع

لهم تحت الظلام وهم سجود =أنين منه تنفرج الضلوع

وخرس بالنهار لطول صمت =عليهم من سكينتهم خشوع

ـ[الطبيب]ــــــــ[11 Sep 2006, 01:26 م]ـ

الصبر عن الشهوات

قال ابن الجوزي رحمه الله في كتاب تنبيه النائم:

ومما قلته من الشعر في هذا المعنى [الشباب]:

أَمّا الشَبابُ فَظُلمَةٌ لِلمُهتَدى = وَبِهِ ضَلالُ الجاهِلِ المُتَمَرِدِ

لَيسَ الَّذي تَرَكَ الذُنوبَ مَشيباً = كَالتارِكِ لَها وَقتَ شَعرٍ أَسوَدِ

فَافَرَح إِذا جاهَدتَ نَفسَكَ صابِراً = يا صاحِ صِح في اللَهوِ يا نارُ اِخمِدي

اِغنَم مَدِيحَةَ يُوسِفَ في صَبرِهِ = وَاِحذَر تَعَجلَ آدَمَ في المَفسَدِ

لَولا اِجتَباهُ لَكانَ شَيناً فاضِحاً = يَعصى فَيَالَكَ مِن حَزينٍ مُكمَدِ

فَاِقمَعهُ بِالصَبرِ الجَميلِ وَدُم عَلى = الصَومِ الطَويلِ فإَِنَّهُ كَالمَبرَدِ

وَاّغضُض جُفونَكَ عَن حَرامٍ وَاِقتَنِع = بِحَلالِ ما حَصَّلتَ تُحمَد في غَدِ

وَدَعِ الصَبا فَاللَهُ يَحمدُ صابِراً = يا نفسُ هَذا مَوسِمٌ فَتَزّوَّدي

الصَبرُ عَن شَهوَاتِ نَفسِكَ تَوبَةٌ = فَاِثبُت وَغالِط شَهوَةً لَم تَرقُدِ

ـ[الطبيب]ــــــــ[11 Sep 2006, 01:27 م]ـ

منة الله على العبد

قال ابن القيم رحمه الله في المدارج:

فكلما طالع العبد منن ربه سبحانه عليه قبل الذنب وفي حال مواقعته وبعده وبره به وحلمه عنه وإحسانه إليه: هاجت من قلبه لواعج محبته والشوق إلى لقائه فإن القلوب مجبولة على حب من أحسن إليها وأي إحسان أعظم من إحسان من يبارزه العبد بالمعاصي وهو يمده بنعمه ويعامله بألطافه ويسبل عليه ستره ويحفظه من خطفات أعدائه المترقبين له أدنى عثرة ينالون منه بها بغيتهم ويردهم عنه ويحول بينهم وبينه وهو في ذلك كله بعينه يراه ويطلع عليه فالسماء تستأذن ربها أن تحصبه والأرض تستأذنه أن تخسف به والبحر يستأذنه أن يغرقه.

ـ[الطبيب]ــــــــ[11 Sep 2006, 01:30 م]ـ

اسم الله الكبير

قال تعالى: ? عَالم الغيْب والشهَادةِ الكَبيرُ المتعال ? [الرعد:9]، وقال: ? ذلكَ بأن الله هو الحق وأن مَا يَدْعُون مِن دُونه البَاطِل وأن اللهَ هو العَليُّ الكَبيرُ ? [لقمان:30].

والكبير سبحانه هو الواسع العظيم عظمة مطلقة في الذات والصفات والأفعال، فهو الذي كبر وعلا في ذاته، قال تعالى: ? وسِعَ كرسِيُّه السَّمَاواتِ والأرضَ ? [البقرة:255]، وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (ما السماوات السبع والأرضون السبع في يد الله إلا كخردلة في يد أحدكم) [تفسير الطبري].

وهو الكبير في أوصافه فلا سمي له ولا مثيل، ولا شبيه ولا نظير، وهو الكبير في أفعاله فعظمة الخلق تشهد بكماله وجلاله، وهو سبحانه المتصف بالكبرياء، ومن نازعه في وصفه قسمه وعذبه.

ومن الدعاء باسم الله الكبير: (لاَ إلهَ إلا الله وحْدَه لاَ شرِيكَ له الله أكْبَرُ كَبيرًا، والحمْدُ لله كثيرًا، سُبْحان الله رَب العَالمِين، لاَ حول ولاَ قوة إلا بالله العَزيز الحكِيمِ، اللهمَّ اغفِر لي وارحمني واهدِنِي وارزُقنِي) [مسلم]، (الله أكْبَرُ كَبيرًا والحمْدُ لله كثيرًا وسُبْحان الله بُكْرَة وأصِيلا) [مسلم].

ومن آثار توحيد المسلم لله في اسمه الكبير خضوعه لله بتوحيد بالعبودية، وأن يخلع عن نفسه أوصاف الربوبية، ولا ينازع ربه أو يتشبه به في الكبرياء والفوقية، فيرى ضآلة نفسه ووصفه مهما بلغت به الرياسة والحاكمية، ولا يغضب لأموره الشخصية، بل يغار إذا انتهكت حرمات الله ويتقبل النصح من آحاد الرعية، وأن يكون أمينا راعيا على قدر الأمانة والمسئولية.

وإذا أخذته العزة بأنه الكبير في أرضه والأمير على بلده تذكر أن الله متوحد في اسمه ووصفه؛ وأنه الكبير الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك.

ـ[الطبيب]ــــــــ[11 Sep 2006, 01:32 م]ـ

النفاق

قال الشيخ ناصر العمر حفظه الله في (امتحان القلوب):

النفاق: وهو من أخطر هذه الأمراض، وأشدها فتكا بالإنسان، وأفظعها عاقبة في الآخرة. ولا يتصور أحد أن النفاق قد انتهى بنهاية عهد النبي صلى الله عليه وسلم ونهاية شخصياته البارزة كعبد الله بن أبي بن سلول وغيره، بل إن النفاق الآن لا يقل خطورة عنه في الماضي. ولقد كان السلف الصالح من أشد الناس خوفا من النفاق، وهذا عمر بن الخطاب -وهو من هو صحبة وعلما وعملا وإخلاصا- يناشد حذيفة: هل عدني رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنافقين؟ فقال: لا، ولا أزكي أحدا بعدك.

وهذا ابن أبي مليكة -رحمه الله- وهو سيد من سادات التابعين يقول: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي، كلهم يخشى النفاق على نفسه [ذكره البخاري تعليقاً]

ونحن الآن نقول: هل نجد ثلاثين يخافون النفاق على أنفسهم، ومن تأمل صفات المنافقين مما ذكره الله في كتابه في مواضع كثيرة، وما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم علم أن الأمر جد خطير، خاصة ونحن نرى تساهل الناس في الاتصاف بصفاتهم، مع أمنهم من ذلك، ومن ذلك: أن بعض الناس يتحدث عن القضاة وأخطائهم، ومثالبهم بحق وبغير حق، ويتعدى الحديث إلى أقضيتهم وأحكامهم. ثم هو يحسن للناس أحوال الغربيين وأحكامهم ومساواتهم، جاهلا أو متجاهلا ما هم فيه من شقاء وتبرم وضياع، بتركهم شرع الله وكفرهم بآياته. والله -سبحانه وتعالى- يقول: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [سورة النساء، الآية: 65].

وهذا أمر أصبح حديث بعض المجالس، فالله الله من التشبه بصفات المنافقين، والسير في ركابهم، من كره الدين وبغض المتدينيين ونحو ذلك

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير