ـ[الطبيب]ــــــــ[11 Sep 2006, 01:34 م]ـ
من علامات صحة القلب
علامات صحة القلب:
- أن يرتحل عن الدنيا حتى ينزل بالآخرة، ويحل فيها حتى يبقى كأنه من أهلها، أو أبنائها، جاء إلى هذه الدار غريباً يأخذ منها حاجته ويعود إلى وطنه، كما قال صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمر: " كن فى الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل " [البخاري]
وكلما مرض القلب آثر الدنيا، واستوطنها، حتى يصير من أهلها.
- ومن علامات صحة القلب: أنه لايزال يضرب على صاحبه حتى ينيب إلى الله، ويخبت إليه، ويتعلق به تعلق المحب المضطر إلى محبوبه، فيستغنى بحبه عن حب ما سواه، وبذكره عن ذكر ما سواه، وبخدمته عن خدمة ما سواه.
- ومن علامات صحة القلب: أنه إذا فاته وِرْدهُ أو طاعة من الطاعات، وجَدَ لذلك ألماً أعظم من تألم الحريص بفوات ماله وفقده.
- ومن علامات صحته: أنه يشتاق إلى الخدمة كما يشتاق الجائع إلى الطعام والشراب.
- قال يحيى بن معاذ: " من سر بخدمة الله سُرت الأشياء كلها بخدمته، ومن قرت عينه بالله قرت عيون كل أحد بالنظر إليه ".
- ومن علامات صحته: أن يكون همه واحداً، وأن يكون فى الله يعنى فى طاعة الله -.
- ومن علامات صحته:أن يكون أشح بوقته أن يذهب ضائعاً كأشد الناس شحاً بماله.
- ومن علامات صحته: أن يكون إذا دخل فى الصلاة ذهب عنه همه وغمه بالدنيا ووجد فيها راحته، ونعيمه وقرةَ عينه، وسرور قلبه.
- ومن علامات صحته: أن لا يفتر عن ذكر ربه، ولا يسأم من خدمته، ولا يأنس بغيره إلا بمن يدله عليه ويذكره به.
- ومنها: أن يكون اهتمامه بتصحيح العمل أعظم منه بالعمل، فيحرص على الإخلاص فيه، والنصيحة، والمتابعة، والإحسان، ويشهد مع ذلك منةَ الله عليه فيه، وتقصيره فى حق الله.
ـ[الطبيب]ــــــــ[11 Sep 2006, 01:37 م]ـ
الاستعداد للقاء الله
جاء في ديوان ابن المبارك رحمه الله:
وكيف قرّت لأهل العلم أعينهم = أو استلذوا لذيذ نوم أو هجعوا
والموت ينذرهم جهرا علانية = لو كان للقوم أسماع لقد سمعوا
والنار ضاحية لا بدّ موردهم = وليس يدرؤن من ينجو ومن يقع
إذ النبيون والأشهاد قائمة =والإنس والجن والأملاك قد خشعوا
وطارت الصحف في الأيدي منشرة = فيها السرائر والأخبار تطّلع
يودّ قوم ذوو عز لو أنهم =هم الخنازير كي ينجو أو الضبع
طال البكاء فلم ينفع تضرّعهم =هيهات لا رقة تغني ولا جزع
هل ينفع العلم قبل الموت عالمه =قد سال قوم بها الرجعى فما رجعوا
ـ[الطبيب]ــــــــ[11 Sep 2006, 01:48 م]ـ
المعركة مع الشيطان
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في الجواب الكافي:
أقبل ملك الكفرة بجنوده وعساكره، فوجد القلب في حصنه جالساً على كرسي مملكته، أمره نافذ في أعوانه، وجنده قد حفوا به يقاتلون عنه، ويدافعون عن حوزته، فلم يمكنه الهجوم عليه إلا بمخامرة بعض أمرائه وجنده عليه.
فسأل عن أخص الجند به، وأقربهم منه منزلة، فقيل له هي النفس، فقال لأعوانه أدخلوا عليها من مرادها، وانظروا مواقع محبتها، وما هو محبوبها، فعدوها به، ومنوها إياه، وانقشوا صورة المحبوب فيها في يقظتها ومنامها.
فإذا اطمأنت إليه وسكنت عنده فاطرحوا عليها كلاليب الشهوة وخطاطيفها، ثم جروها بها إليكم.
فإذا خامرت على القلب وصارت معكم عليه ملكتم ثغور العين، والأذن واللسان، والفم واليد، والرجل، فرابطوا على هذه الثغور كل المرابطة فمتى دخلتم منها إلى القلب فهو قتيل أو أسير أو جريح مثخن الجراحات.
ولا تخلوا هذه الثغور، ولا تمكنوا سرية تدخل فيه إلى القبب فتخرجكم منها، وإن غلبتم فاجتهدوا في اضعاف السرية ووهنها، حتى لا تصل إلى القلب وإن وصلت ضعيفة لا تغني عنه شيئاً.
فإذا استوليتم على هذه الثغور، فامنعوا ثغر العين أن يكون نظره اعتباراً بل اجعلوا نظره تفرجاً، واستحساناً، وتلهيا، فإن استرق نظره عبرة، فافسدوها عليه بنظرة الغفلة، والاستحسان والشهوة، فإنه أقرب إليه، وأعلق بنفسه، وأخف عليه.
ودونكم ثغر العين فإن منه تنالون بغيتكم، فإني ما أفسدت بني آدم بشيء مثل النظر، فإني أبذر به في القلب بذر الشهوة، ثم اسقيه بماء الأمنية، ثم لا أزال أعده وأمنيه حتى أقوي عزيمته وأقوده بزمام الشهوة، إلى الإنخلاع من العصمة.
¥