ولا ترق له ولا تستره، بل قتلاً تقتله حتى يموت لأنه التمس أن يطوحك عن الرب إلهك الذي أخرجك من أرض مصر من بيت العبودية)، نعم يقتله قتلاً بدون استتابة ولا تحرٍّ ولا رحمة ولا مناقشة.
وأما قوانينهم الحضارية والديمقراطية: فقد جاء في القوانين المجرية:
مادة 46، كل من رأى مسلما يصوم أو يأكل على غير الطريقة المسيحية أو تمنع عن أكل لحم الخنزير أو يغتسل قبل الصلاة أو يؤدي شعائر دينية, وأبلغ السلطات بذلك، يعطى له جزء من أملاك هذا المسلم مكافأة له.
مادة 47، على كل قرية مسلمة أن تشيد كنيسة وأن تؤدي لها الضرائب المقررة، وبعد الانتهاء من تشييد الكنيسة يجب أن يرحل نصف مسلمي القرية، وبذلك يعيش النصف الآخر معنا كشركاء في العقيدة, على أن يؤدوا الصلاة في كنيسة يسوع المسيح الرب بطريقة لا تترك شبهة في اعتقادهم.
مادة 48، لا يسمح للمسلم أن يزوج ابنته رجلا من عشيرته، وإنما يتحتم أن يزوجها رجلا من الجماعة المسيحية.
مادة 49، إذا زار شخص ما مسلما، أو إذا دعا مسلم شخصا لزيارته فيجب أن يأكل الضيف والمضيف معا لحم خنزير
هذه بعض النصوص المؤسسة لعقلانية رأس الفتيكان وأعقل رجال القوم، وفي الإنجيل الكثير مما تدمى له القلوب ويعرق له الجبين من الخزايا والخرافات. (3)
ولكن عدت لأقول: إن رأس الفتيكان وحاشيته ليس غريباً عليهم القيام بهذه الإسقاطات على غيرهم، ومهاجمتهم الإسلام، فمواقف رأس الفتيكان قديمة من الإسلام، ولكن يتضح موقف الفاتيكان ورأسه من القضايا الاسلامية بجلاء من خلال الاجتماع السري الذي عُقد في مدينة كاستيل جوندولوفو الإيطالية بحضور البابا في سبتمبر من عام 2005م، وحضره الأسقف جوزيف فيسيو من فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية، الذي نقل عنه أن البابا تحدث في الاجتماع المغلق عن الإسلام.
ذكر فيسيو " إن البابا أعرب عن رأيه في الإسلام بخلاف كل الأديان الأخرى بقوله أنه لا يمكن إصلاحه، وهو لن يتوافق أبداً مع الديمقراطية، لأن حدوث ذلك يقتضي إعادة تفسير جذرية للإسلام، وهذا مستحيل بسبب طبيعة القرآن نفسه وعلاقة المسلمين به".
وعندما ناقشه أحد الأساقفة أن ذلك ما يزال ممكناً، اعترض البابا بوضوح كما ينقل عنه الأسقف جوزيف فيسيو قائلاً إن البابا علق على ذلك بهدوء ووضوح قائلاً "هناك مشكلة أساسية في هذا الرأي".
كما ذكر الباحث سمير خليل سمير الذي حضر أيضاً الاجتماع السري "إن البابا يرى إمكانية تغير الإسلام، في حالة واحدة وهي إعادة تفسير القرآن بشكل جذري وكامل، وإعادة النظر بالكامل في مبدأ عصمة الوحي ".
قال أحد الصحفيين في منتصف هذا العام بعدما سأل رأس الفتكان بشكل مباشر ومفاجئ " هل إن كان الإسلام دين سلام .. "، رفض البابا أن يصف الإسلام بدين السلام، قائلاً: "إنني لا أرغب في استخدام الكلمات الكبيرة لوصف أمور عامة .. إن الإسلام بالتأكيد يحتوي على عناصر يمكن أن تميل إلى السلام، ولكنه أيضاً يتكون من عناصر أخرى .. ولابد لنا أن نختار دائماً أفضل العناصر" (4).
واليوم يخرج علينا بكلمات تهاجم الإسلام والمسلمين،ويدعي في بيانه أنه يحترم بعمق المسلمين ويأمل أن يفهم المسلمون المعنى الحقيقي لكلماته، لأن ما يقوله فوق الفهم.
وعلى كل حال فإني أرى أن يعرض رأس الفتكان وحاشيته على مصحة نفسية ليخرج من عقده المركبة كالشعور بالذنب والتبرير والإسقاط والسادية ... لعله يشفى، نسأل الله العافية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
(1) ـ ينظر دراسة للباحث الدكتور نبيل لوقا بباوي تحت عنوان "انتشار الإسلام بحد السيف بين الحقيقة والافتراء"
(2) ـ ينظر للاستزادة كتاب دمروا الإسلام أبيدوا أهله جلال العالم، وكتاب: التسامح في الإسلام للدكتور شوقي أبو خليل
(3) ـ انظر القانون الدستوري لستيغا نودي فريس الصفحات: 135،148،157
(4) ـ المصدر: وكالة الأخبار الإسلامية / نبأ /: 16 سبتمير, 2006،تحت عنوان: البابا ... ومرور عام علي الاجتماع السري في إيطاليا
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[25 Sep 2006, 11:36 م]ـ
شكر الله لك أخي مرهف , وجزاك الله خيراً.
ـ[مرهف]ــــــــ[03 Oct 2006, 05:28 م]ـ
أشكر لك أخي د أحمد على مرورة بالموضوع وأسأل الله أن يثيبك وأضيف هنا هذا المقال من موقع قناة الجزيرة لمزيد من الفائدة كما هو:
¥