تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بعد ذلك على غير مثال سابق؟ كلا. 2 - وروى الطحاوي بسنده إلى أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي (صلى الله عليه وسلم) شاهد أناسا يصلون بصلاة أبي فقال: نعم ما صنعوا. قال ابن حجر معقبا على هذا الحديث: هو ضعيف، والمحفوظ: (الجزء رقم: 26، الصفحة رقم: 302) أن عمر هو الذي جمع الناس على أبي بن كعب، يعني على إمام واحد فتح الباري 4\ 252. . لكن هذا المحفوظ عن عمر رضي الله عنه، لا يمنع أن يكون الرسول (صلى الله عليه وسلم) رأى بعض الناس فعل ذلك تطوعا فلم يمنعهم، وما كل الناس اجتمعوا على إمام واحد في عهده (صلى الله عليه وسلم)، وإنما كان ذلك في عهد عمر رضي الله عنه. 3 - ونقل ابن حجر عن ابن التين: من أن عمر استنبط ذلك من تقرير النبي (صلى الله عليه وسلم) تلك الليالي وإن كان كره النبي (صلى الله عليه وسلم) ذلك، فإنما كرهه خشية أن تفرض عليه، وترجح هذا عند عمر رضي الله عنه لما في الاختلاف من افتراق الكلمة فتح الباري 4\ 252. وهذا مؤيد لهذا الحديث الذي قال فيه ابن حجر أنه ضعيف. وأهل العلم المعتد بهم يعرفون أن ما سنه عمر سواء كان عن توقيف أو عن اجتهاد منه لا يقال فيه أنه بدعة شرعية في الدين. ولما ذكر ابن قدامة مشروعية صلاة الجماعة في التراويح قال: ولنا إجماع الصحابة على ذلك - يعني في عهد عمر - وجمع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه وأهله في حديث أبي ذر المغني والشرح الكبير 1\ 800. . أفترى أن الصحابة يجمعون على بدعة في الدين ولا يعارضون عمر في ذلك لو كانت كذلك، بل إن بعض الصحابة امتدح عمر رضي الله عنه في صنيعه ذلك بعد وفاته. 4 - فقد ذكر صاحب كنز العمال: أن ابن شاهين روى عن أبي إسحاق الهمداني قال: خرج علي بن أبي طالب في أول ليلة من (الجزء رقم: 26، الصفحة رقم: 303) رمضان والقناديل تزهر - أي تضاء - وكتاب الله يتلى فقال: نور الله لك يا ابن الخطاب في قبرك كما نورت مساجد الله تعالى بالقرآن. فهل يدعو علي رضي الله عنه لعمر بن الخطاب بالمغفرة والرحمة لو كان عمله بدعة شرعية أحدثت على غير مثال في الشرع، أو كان ذلك العمل في مقابل السنة، لو كان الأمر كذلك لكانت مذمومة ولما وافقه الصحابة ولما دعا له علي بن أبي طالب بعد وفاته. ثم لو لم يشهد لعمر رضي الله عنه فعل رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وإجماع الصحابة رضي الله عنهم في عهده على جواز اجتماع الناس على إمام واحد في صلاة التراويح بخصوصها لكان في أصول الشرع ما يشهد لعمله لأن الرسول (صلى الله عليه وسلم) أقام صلاة الجماعة في كثير من النوافل كصلاة العيدين والاستسقاء والكسوف، وأوضح من ذلك. 5 - ما رواه البخاري في باب - صلاة النوافل جماعة - بسنده إلى ابن شهاب قال: أخبرني محمود بن الربيع الأنصاري: صحيح البخاري رواه البخاري في (الاستقراض وأداء الديون) باب هل يعطى أكبر من سنه برقم (2392) ومسلم في (المساقاة) باب من استسلف شيئا وقضى خيرا منه برقم (1600). (1130). أنه عقل رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وعقل مجة مجها في وجهه من بئر كانت في دارهم فزعم محمود: أنه سمع عتبان بن مالك الأنصاري رضي الله عنه وكان ممن شهد بدرا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: كنت أصلي لقوم ببني سالم، وكان يحول بيني وبينهم واد إذا جاءت الأمطار فيشق علي اجتيازه قبل مسجدهم، فجئت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقلت له: إني أنكرت بصري، وإن الوادي الذي بيني (الجزء رقم: 26، الصفحة رقم: 204) وبين قومي يسيل إذا جاءت الأمطار فيشق علي اجتيازه، فوددت أنك تأتيني فتصلي من بيتي مكانا أتخذه مصلى، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): سأفعل، فغدا على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبو بكر رضي الله عنه بعدما اشتد النهار، فاستأذن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فأذنت له، فلم يجلس حتى قال: أين تريد أن أصلي من بيتك؟ فأشرت له إلى المكان الذي أحب أن أصلي فيه، فقام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فكبر وصففنا وراءه، فصلى ركعتين ثم سلم وسلمنا حين سلم. أليس في ذلك دليل لما صنعه عمر رضي الله عنه حين أمر بأن يجتمع الناس على إمام واحد في صلاة التراويح لأن الرسول (صلى الله عليه وسلم) صلى تلك الركعتين

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير