تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بمن كان خلفه جماعة ولم ينكر ذلك. وحاشا عمر رضي الله عنه أن يبتدع في الدين أمرا لا يريده الشرع أو لا يقره، وهذا من مسوغات تأويل قوله: نعمت البدعة وإنه لم يرد البدعة الشرعية في الدين. ولو فرض أن عمر رضي الله عنه، كان يقصد بالبدعة في الدين، فإن مراده متجه على حد قوله (صلى الله عليه وسلم): صحيح مسلم الزكاة (1017) ,سنن النسائي الزكاة (2554) ,سنن ابن ماجه المقدمة (203) ,مسند أحمد بن حنبل (4/ 359) ,سنن الدارمي المقدمة (512). من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم الدين، أو كما قال (صلى الله عليه وسلم).

ويعجبني ما قاله ابن حجر رحمه الله: حين قال: والتحقيق أن البدعة: إن كانت مما يندرج تحت مستحسن فهي حسنة، وإن كانت مما يندرج تحت مستقبح في الشرع فهي مستقبحة، وإلا فهي من قسم المباح وقد تنقسم إلى الأحكام الخمسة فتح الباري 4\ 303. . فإن قيل: إن ترك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) صلاة التراويح جماعة هو السنة (الجزء رقم: 26، الصفحة رقم: 305) وصلاتها جماعة هو البدعة، لأن الفعل في مقابلة الترك كما ذكره في مواهب الجليل: فإنه قال: يعني البدعة جمعهم على قارئ واحد، لأنهم كانوا قبل ذلك يصلون أوزاعا فجمعهم رضي الله عنه على قارئ واحد، فهذا الجمع هو البدعة، فإن قيل قد صلى بهم (صلى الله عليه وسلم) ثم ترك، فكيف يجعل جمعهم بدعة، فيقال: لما فعله عليه الصلاة والسلام ثم تركه فتركه السنة، وصار جمعهم بعد ذلك بدعة حسنة مواهب الجليل 2\ 70. . وقد ثبت بأن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ترك صلاة التراويح جماعة وتوفي على ذلك. فقد روى البخاري بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: صحيح البخاري الإيمان (37) ,صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (760) ,سنن الترمذي الصوم (683) ,سنن النسائي الصيام (2202) ,سنن أبو داود الصلاة (1371) ,مسند أحمد بن حنبل (2/ 241) ,سنن الدارمي الصوم (1776). من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقد من ذنبه، قال ابن شهاب - أحد رواة السند - فتوفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، والأمر على ذلك، ثم كان الأمر على ذلك في خلافة أبي بكر وصدرا من خلافة عمر رضي الله عنهما صحيح البخاري م1 ج2\ 251، وانظر كنز العمال 8\ 407، رقم 23466. . قال ابن حجر في فتح الباري: يعني على ترك الجماعة فتح الباري 4\ 252. . وفي نظري أن هذا ليس فيه دليل على أن عمر أراد بدعة شرعية، لأن ترك الرسول (صلى الله عليه وسلم) إنما كان شفقة وخشية أن تفرض، فليس جمع الناس بعد وفاته (صلى الله عليه وسلم) بدعة شرعية، وعمر رضي الله عنه هو أولى من غيره بمعرفة ذلك، ولو كانت بدعة شرعية لما عملها ولما حث عليها رضي الله عنه.

وأما ما أراده عمر رضي الله عنه بقوله: نعمت البدعة، فإن صاحب مواهب الجليل بعد أن ذكر أقوال بعض أهل العلم في معنى المراد من قول عمر قال: وأجاب سند - من علماء المالكية - بأنه أراد بالبدعة جمعهم مواظبة في المسجد في أول الليل على قارئ واحد، (الجزء رقم: 26، الصفحة رقم: 306) لا أصل الصلاة، أما قيام رمضان فكان مشروعا كما بينا بأن قيام الليل بينهم معتاد فضلا عن رمضان، ألا ترى إلى قول عمر: والتي تنامون عنها أفضل؟ فخير قيام صلاة الليل آخر الليل فلم تستحق البدعة في ذلك من كل وجه مواهب الجليل 2\ 70. . وأخيرا أنقل كلام ابن الأثير رحمه الله في النهاية فإنه قال: وفي حديث عمر رضي الله عنه في قيام رمضان "ونعمت البدعة هذه "البدعة بدعتان: بدعة هدى، وبدعة ضلالة، فما كان في خلاف ما أمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم فهو في حيز الذم والإنكار، وما كان واقعا تحت عموم ما ندب الله إليه، وحض عليه الله ورسوله، فهو في حيز المدح، وما لم يكن له مثال موجود كنوع من الجود والسخاء وفعل المعروف فهو من الأفعال المحمودة، ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما ورد الشرع به، لأن النبي (صلى الله عليه وسلم) قد جعل له في ذلك ثوابا صحيح مسلم الزكاة (1017) ,سنن النسائي الزكاة (2554) ,سنن ابن ماجه المقدمة (203) ,مسند أحمد بن حنبل (4/ 359) ,سنن الدارمي المقدمة (512). من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها وقال في ضده:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير