تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[منصور مهران]ــــــــ[13 Nov 2006, 09:29 م]ـ

رحم اللهُ الشيخ الجليل ابنَ قتيبة - خطيبَ أهل السنة - لما أراد أن يعلم الناس فرق ما بين الظرف والفحش، قال في مقدمة كتابه: (عيون الأخبار) ج 1 صفحة ل: (وإذا مرّ حديث فيه إفصاح بذِكر عورة أو فرج أو وصف فاحشة فلا يحملنك الخشوع أو التخاشع على أن تُصَعِّرَ خدك وتُعرض بوجهك؛ فإن أسماء الأعضاء لا تؤثم، وإنما المأثم في شتم الأعراض وقول الزور والكذب وأكل لحوم الناس بالغيب).

ومقلوب لفظ (كان) جاء منه شيء في الحديث الصحيح حيث قال صلى الله عليه وسلم في استجواب ماعز بن مالك: (أنكتها؟) قال الراوي بعدها: لا يَكْنِي.

فالتعفف السمج الذي يسمح لصاحبه بمهاجمة لفظ من هذا والعيب على قائله يسميه أهل العلم تنطعا، وأين نحن من حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما الذي إذا أخذ في التفسير وترجمة القرآن بعض الوقت قال لمن حوله: دعونا نتحمض، فينشد شعرا فيه ما لو سمعه أحد المتزمتين لهاج وماج وضعف الرواية كأنه ينزه ابن عباس، وينسى أنه بشر وأنه صحابي وأنه أعف مما نتصور وأنه ترجمان القرآن، وانه أنشد وهو مُحْرِم: (وهن يمشين بنا هميسا ..... ) وكان بصدد التفرقة بين معنى الرفث المنهي عنه في الحج، وبين القول في الجماع ونحوه. انظر تفسير القرطبي طبعة دار الكتب ج 2 ص 384 من الطبعة الأولى.

وأروي حادثة وقعت في سنوات الأربعينيات من القرن الشمسي الماضي أن لفظ الفرج للمؤنث المضاف إلى أم المخاطَب كان معدودا من السب العلني وهذا من الجرائم التي يعاقب عليها القانون آنذاك إذا قيلت بمسمع من الناس، وحدث أن قالها أحدهم لآخر فأشهد عليه وقاضاه عليها، ويوم جلسة المحاكمة حضر المحامي المعروف (مكرم عبيد باشا) وكيلاعن المتهم ومحاميا عنه، وقال لهيئة القضاء: إن موكلي نطق بهذه الكلمة ( ... أمك) فارغة من الوصف أوالإخبار؛ وهذان هما المحددان للمراد من اللفظ المستكره مدحا له أو سبّا وحيث خلا اللفظ عنهما فقد برئ من تهمة السب العلني، وبعد مناقشة طويلة نطق القاضي ببراءة المتهم قائلا للمحامي: عشان خاطرك يا باشا (براءة يا ... أمك)، ثم ابتذلت الكلمة ولزمها الإسفاف وشاعت حتى في مخاطبة الجمادات.

على أن من الحكمة أن لا يجعل المرء هذا الترخص ديدنه، كما قال ابن قتيبة: (لم أترخص لك في إرسال اللسان بالرفث على أن تجعله هِجّيراك على كل حال وديدنك في كل مقال، بل الترخص مني فيه عند حكاية تحكيها أو رواية ترويها تنقصها الكناية ويذهب بحلاوتها التعريض) - عيون الأخبار ج 1 صفحة م _

هذا وبالله التوفيق.

ـ[الجكني]ــــــــ[14 Nov 2006, 01:04 م]ـ

حفظك الله شيخنا "منصور " ولو عرفتني لعرفت أن بيني وبين "التنطع" مفاوز ومفاوز، ولكن صنت هذا الملتقى عن مثل هذه الكلمة،ولعلك تتفق معي أن "التنطع " في كلمة واحدة لا يستحق الوصف العام به0

أما التعفف "السمج" فياليتني أتصف بتصحيفه "السمح"

ـ[منصور مهران]ــــــــ[14 Nov 2006, 04:54 م]ـ

أستاذنا الجليل الجكني

تحية طيبة، وبعد،

أتظنني ممن يتسرعون بالقول فتجد مني ما لا يليق بك وبالملتقى الكريم وبالسامع والقارئ،

معاذ الله أن أكون من هذا الصنف، وحاشاك أن تدرك في كلامي بعض ذاك.

إنني مثلك أهش وأبش للدعابة وأخفض جناحي لأهلها، وكان كلامي في معرض التأييد للموضوع الذي نحن بصدده.

وما غلظ عندي لفظ أو لفظان إلا تلوما على التنطع وصنعته، لا عليّ ولا عليك.

فلا تلمني فقد أخذتني حماسة الإيضاح، وأنا براء من أي لفظ يجرح (زيدا) من الناس، والله من وراء القصد.

ـ[الجكني]ــــــــ[14 Nov 2006, 07:06 م]ـ

شيخنا الكريم:منصور مهران:حفظه الله

آسف جداً إن كنت "كدّرت" خاطركم الكريم،فأنتم عندي علم الله أعلى قدراً وأجلّ مكانة من أن أسيء بكم الظن،وما عرفته عن فضيلتكم من خلال طرحكم ومداخلاتكم العلمية ينبئ عن مكانتكم التي بوأكم الله من العلم والتواضع والسماحة و"الأريحية"و"البسط".

أما الكلمات التي كتبتها تعليقاً على مداخلتكم فهي من باب "تبرئة "نفسي من هذا الوصف "التنطع"،وصدقني يا شيخنا جلُّ أوقاتنا خارج أوقات العبادة لله تعالى هي في "الفرفشة" و"التنكيت" وإضفاء المرح على من يجالسنا،عادة أخذناها من مشايخنا،حتى إن أحدهم أرشدنا إلى أن يكون مبدأنا في الحياة بعد طاعة الله:"اضحك تضحك لك الدنيا"

وعلى هذا أذكر لك قصة عن شيخنا المرصفي رحمه الله وكان يدرسنا مادة"رسم المصحف" وكان الدرس هو في كلمة"امرأة" وكيف ترسم في المصحف وخلاف العلماء فيها،فلا أنسى ذلك اليوم الذي قال فيه: يا "أولاد" وهذه كان دائماً ما يلاطفنا بها-درس اليوم "حياخد" (5 - 10) دقائق،وبعد كدا اعملوا اللي أنتو عايزين (عاوزين) الشك مني،ثم ذكر نفس الكلام باللغة الفصحى وقال:قاعدة هذه الكلمة سهلة جداً:"امرأة" معها "رجل ":مفتوحة،،وليس معها:مقفولة"وافتحوا المصحف:"امرأت نوح" و"امرأت لوط"وهكذا،أما "وامرأة إن وهبت " فهي "مقفولة.

وغير ذلك كثير مما هو في الذاكرة عن مشايخنا،فهل هناك "تلميذ" تخرج تحت أيدي هؤلاء العلماء الربانيين –ولا أزكي على الله أحداً – يكون "متنطعاً" لا قدر الله،أو يكون لا يُنزل "النكتة" محلها،إلا إذا كان "جاف" الخلق والطبيعة نسأل الله السلامة.

وعذراً سيدي عن هذه الإطالة،وأعيد ":مكانكم محفوظ في القلب قبل أن يكون في القلم واللسان.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير