ـ[علال بوربيق]ــــــــ[15 Nov 2006, 09:25 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فمن المسائل التي أضحكت سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، فهديه أكمل الهدي وأضحكتني وأنا أدرس منهج الإمام الدارقطني هذه القصة التي أوردها في سننه وأنا أرجو من الشيخ منصور مهران أن يستنبط منها ما بدا له من العبر والعظات.
رَوَى الدَّارَقُطني بِسَنَدِهِ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: " كَانَ ابْنُ رَوَاحَةَ مُضْطَجِعاً إِلَى جَنْبِ امْرَأَتِهِ فَقَامَ إِلَى جَارِيَةٍ لَهُ فِى نَاحِيَةِ الْحُجْرَةِ فَوَقَعَ عَلَيْهَا وَفَزِعَتِ امْرَأَتُهُ فَلَمْ تَجِدْهُ فِى مَضْجَعِهِ فَقَامَتْ وَخَرَجَتْ فَرَأَتْهُ عَلَى جَارِيَتِهِ فَرَجَعَتْ إِلَى الْبَيْتِ فَأَخَذَتِ الشَّفْرَةَ ثُمَّ خَرَجَتْ وَفَرَغَ فَقَامَ فَلَقِيَهَا تَحْمِلُ الشَّفْرَةَ فَقَالَ مَهْيَمْ (1) فَقَالَتْ مَهْيَمْ لَوْ أَدْرَكْتُكَ حَيْثُ رَأَيْتُكَ لَوَجَأْتُ بَيْنَ كَتِفَيْكَ بِهَذِهِ الشَّفْرَةِ قَالَ وَأَيْنَ رَأَيْتِنِى قَالَتْ رَأَيْتُكَ عَلَى الْجَارِيَةِ فَقَالَ مَا رَأَيْتِنِى وَقَالَ:" قَدْ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَقْرَأَ أَحَدُنَا الْقُرْآنَ وَهُوَ جُنُبٌ قَالَتْ فَاقْرَأْ. فَقَالَ:
أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ يَتْلُو كِتَابَهُ كَمَا **** لاَحَ مَشْهُورٌ مِنَ الْفَجْرِ سَاطِعُ
أَتَى بِالهُدَى بَعْد الْعَمَى فَقُلُوبُنَا بِهِ **** مُوقِنَاتٌ أَنَّ مَا قَالَ وَاقِعُ
يَبِيتُ يُجَافِى جَنْبَهُ عَنْ فِرَاشِهِ **** إِذَا اسْتَثْقَلَتْ بِالْمُشْرِكِينَ الْمَضَاجِعُ
فَقَالَتْ آمَنْتُ بِاللَّهِ وَكَذَّبْتُ الْبَصَرَ ثُمَّ غَدَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
فَأَخْبَرَهُ فَضَحِكَ حَتَّى رَأَيْتُ نَوَاجِذَهُ صلى الله عليه وسلم. " (2)
قال ابن القيم في كتابه القيم:" إجتماع الجيوش الإسلامية ":" قال محمد بن عثمان الحافظ: رويت هذه القصة من وجوه صحاح عن ابن رواحة رضي الله عنه." (3)
ـــــــــ
(1) مَهِيم: كلمةٌ يمانيَّةٌ معناه: " ما أمْرُكُم وشَأنُكم "، أنظر النهاية في غريب الحديث (4/ 378)
(2) سنن الدارقطني (1/ 127) علق عليها وخرج أحاديثها: مجدي بن منصور بن سيد الشوري، دار الكتب العلمية، بيروت –لبنان- (1417هـ-1996م)
(3) ص: 146
ـ[منصور مهران]ــــــــ[16 Nov 2006, 02:20 ص]ـ
أخي الشيخ علال:
أضحك الله مَن رآك وسلمت يراعتك ويمناك؛ إذ زدتنا رواية غير التي أضحكتنا بعد رسول الله صلوات الله عليه،
فالذي قرأته في ذلك أنه أنشدها:
شهدت بأن وعد الله حق وأن النار مثوى الكافرينا
وأن العرش فوق الماء طافٍ وفوق العرش ربُّ العالمينا
وتحمله ملائكة كرام ملائكة الإله مقربينا
[انظر مصادر الأبيات في تخريجها بالديوان من جمع وتحقيق الدكتور وليد قصاب - دار العلوم - الرياض]
أولا: يبدو أن امرأة عبد الله بن رواحة لم يكن لديها إلمام بقراءة القرآن وحفظه، فلم تميز بين الشعر والقرآن.
ثانيا: انبهرت المرأة بالمعاني الإسلامية في شعر زوجها فظنتها قرآنا.
ثالثا: لم يكن ضحك الرسول صلى الله عليه وسلم من صنيع عبد الله بجاريته فقط فهي حِلّ له،: بل من خديعته.
رابعا: هذه الخديعة لا تدخل في باب المحرم؛ لأن عبد الله شهد في شعره بأشياء من أهم أركان الإيمان،
وكلها صِدق وحق، فابتعد جدا عن موطن الكذب.
خامسا: أن اعترافه بالأمر عند رسول الله فيه مظِنة استغفار رسول الله له، أخذا من قول ربنا عز وجل:
(ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما)
وفي خبر ذات النحيين مع خوات بن جبير - رغم وقوع الخبر في الجاهلية - وما كان يداعبه به رسول الله،
صلى الله عليه وسلم، بعد إسلام خوات،
فيقول له: يا خوات، كيف شراؤك؟ ويتبسم له: فيه لفتة كريمة للدعابة السامية الحانية.
واللهِ، ما زجرني أبي عن شيء بمثل ما زجرني عن الضحك، فلما قرأت عليه يوما قول ربي عز وجل:
(وأنه هو أضحك وأبكى)، قلت له: إذا لم نضحك يا أبي فقد عطلنا صفة من صفات ربنا أثبتها لنفسه.
فضحك حتى استلقى وقال: إذن اضحك ولا تكن من المعطلة.
ـ[الجكني]ــــــــ[15 Dec 2006, 04:46 م]ـ
جاء في كتاب "كتاب المحاضرات والمحاورات" للإمام السيوطي رحمه الله بتحقيق د/ يحي الجبوري (ص:415) نقلاً عن كتاب "اللطائف واللطف" لأبي منصور الثعالبي رحمه الله:
1 - كان ابن عباس رضي الله عنه كثيراً ما يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم: (الهدية مشتركة) فأهدي إليه من مصر ثياب،فأمر بتسليمها إلى خادمه،فقال له جلساؤه: ألم ترو لنا أن الهدية مشتركة؟ فقال: تلك مما يؤكل ويشرب،فأما ثياب مصر فلا.
2 - قال بعض الهاشميين لأبي جعفر المنصور: إني صرورة (لم يحج أو لم يتزوج) قال أبوجعفر: فاحجج،قال:ليس لي نفقة، قال: ليس عليك حج، قال: يا أمير المؤمنين إنما جئتك مستمنحاً لا مستفتياً.
3 - قال الأصمعي: دخلت على الفضل بن الربيع يوماً بارداً وعلي ثياب قطن،فقال لي: يا أبا سعيد أين الوبر؟ فقلت: في خزانتك أصلحك الله،فضحك وأمر لي بدواج سمور.
¥