نزولا عند رغبة الشيخ السلامي في ترجمة الشيخ المرصفي
وامتثالاً لإشارة الأخ الحبيب المشرف العام بأن نبقى في نمرة ونبتعد عن بطون عرنة فإليكم هذه الترجمة للشيخ المرصفي
وقبل الترجمة اسمحوا لي أن أقدم بين يديها هذا الموقف الطريف لشيخنا رحمه الله
رحم الله شيخنا الشيخ المرصفي
فلقد كأن آية في اتقان القراءات واستحضارها ومحبتها والدفاع عنها
وكان لا تأخذه في الله لومة لائم
وأخبرني أنه حفظ آلافا من أبيات منظومة في التجويد والقراءات وأنه نسخ بخطه الكثير من كتب القراءات النادرة
وأن من أحد مواقفه أنه كان يقرأ على أحد المشايخ وكان منزله بعيدا عن بلدته فكان ينطلق إليه على الدابة قبيل الفجر وأنه ذات يوم كان شديد النعاس وأصبحت الدابة تعرف الطريق من كثرة ترداده على الشيخ فأرخى لها العنان ونام على ظهرها وهكذا كان يفعل بعد ان يراجع ويحضر الدرس الذي سيجمعه على الشيخ
وذات مرة فوجئ بأن االدابة توقفت وإذا بها قد مالت عن الطريق في شدة الظلام وإذا بشي بارد يصحيه وإذا الماء قد وصل إلى رجلي الشيخ وغرقت الدابة في الماء حتى بطنها وههنا لا تستطيع لا تقدما ولا تأخراً
والموقف مخيف والظلام شديد والجو بارد
فما كان منه إلا أن اصبح يردد الشاطبية بصوت مرتفع ويقول:
جزى الله بالخيرات عنا أئمة ........ لنا نقلوا القرآن عذبا وسلسلا
فما مضى وقت إلا وطربت الدابة وانتفضت وخرجت به من هذا المأزق
ولقد حدثنا بقصص كثيرة مرت به في طلب العلم فلله درهم
ولا زالت مصر مليئة بالدرر
العلامة الشيخ عبدالفتاح المرصفي
(1341 – 1409 هـ - 1923 – 1989م)
بقلم: إبراهيم بن عبدالعزيز الجوريشي
اسمه ولقبه:
هو المقرئ الشهير، والعلاّمة النّحرير، المحقق المدقق صاحب التصانيف المفيدة، والأسفار الفريدة، فضيلة الشيخ عبدالفتاح بن السيد عجمي بن السيد، العسس لقباً، المرصفي ولادة ونشأة، المصري موطناً، الشافعي مذهباً، الأزهري تربية، ثم المدني إقامة.
مولده ونشأته:
ولد الشيخ عبدالفتاح بمرصفا من أعمال محافظة القليوبية بمصر في يوم الثلاثاء الحادي عشر من شهر شوال لسنة إحدى وأربعين وثلاثمائة وألف هجرية الموافق لليوم الخامس من شهر حزيران لسنة ثلاث وعشرين وتسعمائة وألف ميلادية.
نشأ الشيخ عبدالفتاح في أسرة علمية صالحة من أهل القرآن، وكان والده حافظاً مقرئاً للقرآن الكريم في بلدة مرصفا، وتخرج على يده العلماء المراصفة في عصره، وكان والده – رحمه الله – يقرأ بقراءة أبي عمرو البصري.
طلبه للعلم ومشايخه:
التقى الشيخ عبدالفتاح المرصفي – رحمه الله – بالكثير من المشايخ والعلماء وأخذ عنهم، نذكر منهم:
1 - الشيخ زكي بن محمد المرصفي.
2 - الشيخ حامد بن علي السيد غندور.
3 - الشيخ حسن المري.
4 - الشيخ محمد السباعي عامر.
5 - الشيخ قاسم الدجوي.
6 - الشيخ أحمد بن عبدالعزيز الزيات.
كانت بداية الشيخ عبدالفتاح في طلب العلم في حفظه للقرآن الكريم، حيث حفظه على يد شيخه زكي بن محمد عفيفي نصر المرصفي ولم يتجاوز العاشرة من عمره، وقد قرأ الشيخ عبدالفتاح القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم مرات من طريق الشاطبية على الشيخ زكي وأجازه بها.
بعد حفظه للقرآن، دخل المدرسة الأولية – أي الابتدائية – في عام (1352هـ - 1934م)، ثم تخرج من التعليم الأولي سنة (1357هـ - 1939م) وكان ترتيبه الأول على المحافظة في تلك الفترة. ثم أخذ التجويد عن الشيخ الرفاعي بن محمد بن أحمد المجولي، ثم قرأ بعدها ختمة كاملة لابن كثير على الشيخ المجولي، ثم ختمة لحمزة وأخرى للكسائي من طريق الشاطبية وأجازه بهن، ثم قرأ عليه أيضاً القراءات السبع من طريق الشاطبية وأجازه بها.
ثم التقى الشيخ عبدالفتاح بالأستاذ المقرئ حامد بن علي السيد غندور، وأخذ عنه القراءات الثلاث من طريق الدرّة لابن الجزري، وقراءة حمزة ويعقوب ورواية حفص عن عاصم ورواية الأصبهاني عن ورش من طريق طيبة النشر، وأجازه بذلك.
وفي عام (1353هـ - 1935م) التقى بالعلامة الشيخ محمد الأنور حسن شريف، وأخذ عنه القراءات الثلاث من الدرّة المضية، ثم قرأ عليه ختمة كاملة للقراءات العشر من طريق الشاطبية والدرة.
¥