تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وفي تلك الفترة أخرج الشيخ عبدالفتاح كتابه الموسوم بـ " هداية القارئ إلى تجويد كلام الباري " ونال هذا الكتاب النفيس القبول من أهل الاختصاص وأثنى عليه الكثير من العلماء، لما حوى من طيّب الكلام وأنفس الجواهر العلمية فيه. وتكريماً لجهود الشيخ في هذا الكتاب قررت إدارة مجلس الجامعة أن تكرّم الشيخ فرفع الكتاب إلى المجلس الأعلى للجامعات ثم صدرت الموافقة في الأمر الملكي بتاريخ (6 صفر 1406هـ الموافق 20 تشرين أول 1985م) بترقية الشيخ عبدالفتاح إلى درجة أستاذ في كلية القرآن الكريم والدراسات الإسلامية، وعيّن عضواً في اللجنة العلمية لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف للإشراف على المصحف الشريف طباعة وتسجيلاً بأصوات أشهر القراّء في المملكة العربية السعودية.

مؤلفاته:

للشيخ المرصفي عدة مؤلفات منها:

1 - الطريق المأمون على أصول رواية قالون (ط).

2 - هداية القارئ إلى تجويد كلام الباري (ط).

3 - شرح الدرّة في القراءات الثلاث المتمّمة للعشرة (خ).

4 - الإدغام في القرآن الكريم ومذاهب الأئمة العشرة فيه من طريق طيبة النشر (خ).

تلاميذه:

لقد تلقى عن الشيخ المرصفي خلق كثيرون منهم:

1 - الشيخ محمد تميم الزعبي، أخذ عنه القراءات العشر الكبرى، وقرأ عليه عقيلة أتراب القصائد وناظمة الزهر.

2 - الشيخ إدريس عاصم من لاهور/ باكستان، أخذ عنه القراءات العشر الصغرى.

3 - الشيخ محمد إبراهيم الباكستاني، أخذ عنه القراءات العشر الصغرى.

4 - الشيخ عبدالرحيم محمد حافظ العلمي من المدينة المنورة، أخذ عنه رواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية، وقرأ عليه السبع من طريق الشاطبية.

5 - الشيخ أحمد ميان التهانوي الباكستاني، أخذ عنه القراءات الثلاث من طريق الدرة.

6 - الدكتور أحمد شكري شابسوغ من الأردن، قرأ عليه ختمة برواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية وأجازه بذلك.

7 - الشيخ عبدالناصر يوسف سلطان، أخذ عنه رواية حفص عن عاصم من طريق المصباح.

8 - الشيخ فتحي رمضان محمد محمود قرأ عليه القراءات العشر الصغرى.

9 - الدكتور حازم سعيد حيدر الكرمي قرأ عليه ختمة كاملة برواية حفص من الشاطبية.

10 - الشيخ عبدالرازق علي إبراهيم موسى أخذ عنه القراءات العشر من الطيبة.

11 - الشيخ أحمد حسن قاضي وزير قرأ عليه حفصاً من الشاطبية.

وذكر الشيخ أحمد الزعبي الحسني في ترجمته لشيخه المرصفي، في مطلع كتاب (هداية القارئ) الطبعة الثانية، واصفاً حال الشيخ في الإقراء: " رأيت ذلك بعيني – حتى كان بعضهم يقرأ عليه أثناء تناوله الطعام. كان رحمه الله متضلّعاً في العلم وكأنما أُلين له العلم حتى استظهر متونه كلها، حتى أن بعض المدرسين في الجامعة كانوا يأخذون عنه. ورغم مرضه الشديد كان يقرئ الطلاب ولا يمنع أحداً".

أوصافه:

قال الشيخ أحمد الزعبي الحسني في وصف شيخه المرصفي: " كان أسمر اللون ذا لحية بيضاء طويلة، كان صاحب نكتة ودعابة، إذا جالسه أحد لا يملّ من حديثه، كان يمازح ضيفه وتلميذه رغم مرضه الشديد، ليّن العريكة، حلو الحديث، بسّاماً كريماً في بيته لأهل القرآن، شديد الخوف من الله، لا تأخذه في الله لومة لائم.

إذا جلس للإقراء كانت له هيبة، يعلوه الوقار والصمت، وإذا شرع في الحديث عن الروايات وطرقها كان بحراً دفّاقاً، غيوراً على أهل القرآن والقراءات وكان يرد على المخالفين للقراءات، كثير الترحم والتأدب مع العلماء السابقين، وكان يعجبني فيه حبه لمشايخه، وأدبه الرفيع معهم فكان لا يذكر عالماً إلا ترحم عليه.

كان كثير القراءة للقرآن، وكان رحمه الله يصلي كل يوم الوتر في بيته إحدى عشر ركعة يقرأ فيهن جزأين من القرآن، وأما في شهر رمضان فكان يترك الإقراء ويعتكف على صلاته وتهجده فكان يصلي التراويح في بيته ويقرأ خمسة أجزاء في كل يوم.

وفاته:

وفي يوم الأربعاء السابع عشر من شهر جمادى الثاني لعام ألف وأربعمائة وتسع من الهجرة النبوية الموافق لليوم الخامس والعشرين من شهر كانون الثاني لعام ألف وتسعمائة وتسع وثمانين ميلادية، وبعد صلاة العصر كان يقرأ على الشيخ طالب من الأردن يقيم في الإمارات المتحدة اسمه " بلال الصرايرة " فوصل إلى سورة الملك عند قوله تعالى: (إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير).

وفجأة سكت قلب طالما خفق خاشعاً لربه، ووقف لسان طالما نطق ذاكراً ربه، وانتهت مسيرة شعلة كانت مضيئة، فانطفأت وتركت ظلالاً يافعة أسأل الله أن يبارك فيها.

وفي اليوم التالي صُلِّي على الشيخ في الحرم النبوي الشريف بعد صلاة الفجر، وسارت الجنازة حيث استقبل البقيع مقرئ العصر، ووري جثمانه بين قبر سيدنا عثمان وشهداء الحرة - رحمهم الله تعالى -.

أقوال العلماء فيه:

أثنى كثير من العلماء المعاصرين على الشيخ المرصفي ووصفوه بالمحقق والعلامة الجهبذ، وأقوالهم موجودة في تقريظ وتقديم كتابه: هداية القارئ، ومنهم: الشيخ حسنين محمد مخلوف مفتي مصر الأسبق، وحسين خطاب شيخ قراء الشام، وعامر السيد عثمان شيخ المقارئ المصرية.

* مصادر الترجمة:

1 - هداية القارئ إلى تجويد كلام الباري، تأليف: عبدالفتاح المرصفي، الطبعة الثانية، مكتبة طيبة – المدينة المنورة.

2 - تتمة الأعلام للزركلي، تأليف: محمد خير رمضان يوسف، المجلد الأول ص 307، الطبعة الأولى (1418هـ - 1998)، دار ابن حزم – بيروت.

3 - مجلة المجتمع (الكويتية) العدد رقم (912) (6/ 9/1409 هـ) ص 57.

4 - بعض النقاط الشفوية من الدكتور أحمد شكري شابسوغ تلميذ المترجم.

5 - إمتاع الفضلاء بتراجم القراء فيما بعد القرن الثامن الهجري، تأليف: إلياس بن أحمد حسين البرماوي، الجزء الأول ص (180 – 188) الطبعة الأولى (1420هـ – 2000م)، دار الندوة العالمية للطباعة والنشر والتوزيع. المملكة العربية السعودية.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير