ومن ذلك قوله، عندما طبع "إكمال الإكمال" للأبي على صحيح مسلم، وقد طبع بأمر من الملك عبد الحفيظ كذلك، وكان يوجد بعض أجزائه هنا على ندور. فيقول بابه مستجلبا له مستعجلا وصوله في شوق زائد، وظَرْفٍ حِجازي، وأدب راق: كفانا طوافَ الشرق والغرب للكُتْبِ جزاه إله العرش خيرَ جزائه خليليَّ بـ"الأُبي" عَجِّل فإنما وودّعْه محفوظا إلينا مُكرما عَذرناك في نُجْبِ الرياح فأعملنْ
سليمانُ ذو الإحسان في الشرق والغرب وبارك فيه من فتى ماجدٍ ندب نعالج أدواء المَشوق إلى الأبي وإن كان توديعُ الحبيب من الصعب من الفُلْكِ في تعجيله أحدَ النُّجْب
حتى إنه يغتبط بالكتب الحديثة التصنيف ممن هو من أقرانه، كـ"ثمان الدرر" في شرح المختصر الخليلي للشيخ الجليل بن الشيخ الجليل عبد القادر بن محمد بن محمد سالم، وينوه به وبمؤلفه. وفيه يقول من قصيدة: به بُرءُ العليل وما نُرجي عميمٌ نفعُه في كل قطر يُقَرِّبُ ما تباعد من مَرامٍ جليسٌ لا يُمَلُّ ولا نِدامٌ تطيب على مُسامِرِهِ الليالي قَبول الناس في كل النواحي
- هَداكَ الله - من برء العليل لذي الفهم الحديد وللكليل بسهل اللفظ والسبْك الجميل لمالكٍ النديم ولا عقيل وتَعْذُبُ منه ساعاتُ المقيل له مما يبشر بالقبول ... إلخ
ويقول في تقريظه "نزهة الأفكار شرح قرة الأبصار" للشيخ عبد القادر بن محمد المذكور، من قصيدة: نُزْهَةُ الفِكر والنواظر إن رُمْـ قُرّةُ الأبصار اقْتَرَتْها فجاءت وغَدت أوْجُهُ المسائل منها أحكمته صِناعة الحبر عبد الـ بحرُ علمٍ حوى جواهر منها هِبَةٌ من مواهب الله للجهـ لك في عَرْفِهِ الذكي اكتفاءٌ
ـت سلوًا في نُزْهَةِ الأفكار قُرَّةً للأَبْصَار والإِبصار وسطها قد بَدَوْنَ للنُّظارِ قادر اللوذعيِّ ذي الأنوار عاطلٌ جُلُّ هذه الأسفار ـل شفاءٌ عنوانُ فتحِ الباري عن نسيمِ الرياض بالأسحار
هذه نماذج وأمثلة تدل على مدى شغف بابه بالكتب في أي فن ألّفت، وعلى يد من صدرت، وتشجيعه لمؤلفيها وناشريها.
3. صلاته ببعض معاصريه من العلماء: ومثل ذلك صلاته بمعاصريه من كبار العلماء والثناء عليهم في مؤلفاته وأشعاره ومجالسه المأثورة مما لا يتسع الوقت لذكره، وإنما نذكر في كل فصل ما يدل على باقيه. من ذلك قوله في شيخ الجماعة مُلحق الأحفاد بالأجداد: يُحْظِيهِ بن عبد الودود: أَحْظى الذي جلَّ عن شركٍ وتشبيه يرضى به الناس في أيامه خلفا يا رُبَّ جَوْهَرِ علم ظل يُنْفِقُه يُبْدي عَويصاتِه في الدرس بَيِّنَةً لولا هُداه بتلك التِّيهِ ما خرجتْ في مجلس نفع اللهُ الأنامَ به دعا إليه أولي الألباب مجتهدا ما إنْ تَصَدّرَِ بالتمويه صاحبُه فبارك الله في أيامه وحمى أهلا بمقدمه الميمون طائرُه كنا نرجيه مذْ حين ونأمُلُه
بالعلم والأدب المختار "يُحْظِيهِ" من سيبويه مُصافيه وشانيه في الآخذين له لم يُغْمَضُوا فيه كأن كل عويصٍ من مباديه منه الهُداة إلى حينٍ من التِّيه سيان عاكفُه فيه وباديه لسانُ صدقٍ فَلَبَّوْا صَوْتَ دَاعيه وإن تصدر أقوام بتمويه من المكاره من يحويه ناديه والرحبُ والبِشرُ والتكريم لاقيه والحمد لله مُعطي ما نرجيه
ومن ذلك قوله، مخاطبا العلامة القاضي العدل محمد مختار ساخو، قاضي (بوكى): قاضي الجنان قضى بلا إنكار المكتسي حُلَلَ الثناء من الورى يقفو سبيل الصالحين وهديهم من حيث دار الحق دار ولا ترى أخلاقه بِيضا خُلِقْن ولم يكن إن المكارم حيث كن مواهبٌ زاد الإله سموه ومقامه وأثابه نصرا عزيزا دائما من كان مثل محمدٍ مختارِ والوِدِّ إِيذانا بِحُبِّ الباري أبدا لدى الإيراد والإصدار حكما له جَوْراً على دَيَّار بسوادِ لونٍ مهذَّبٍٍ من عار قُسِمَتْ على الأقوام عن مقدار وحباه ما يرجو من الأوطار في داره هذي وتلك الدار
¥