تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هذه الصفات بلا واسطةِ شيءٍ، إذ لم يخرج عن كونه فعلا من الأفعال".

7. تحريره لمسألة الضاد: ومما حرّرَ بابه مسألة الضاد، وذلك أن من المعلوم عند من له نظرٌ في كتب التجويد ومخارج الحروف وصفاتها، ما فيها من أن الضادَ مما تختص العرب بالنطق به سليقةً، وصاروا يقولون لغةَ الضاد يعنون لغةَ العرب. وقال أبو الطيب المتنبي: وبهم فخرُ كل من نَطَقَ الضا

د وغوثُ الجاني وغيْثُ الطريد

وأنها أصعبُ الحروف، بحيث يتعذر النطق بها إلا بالرياضة التامة، وأنها تشبهُ الظاء ولا تمتاز عنها إلا بالاستطالة والمخرج، ولهذا عَسُرَ التمييز بينهما، وأن بينهما ما يسمى عند علماء البديع بالجناس اللفظي. قال السيوطي في عقود الجمان: قلتُ وإن تشابها في اللفظ كالضاد والظاء فذاك اللفظي

ومثلهما في ذلك النون والتنوين، وهاء التأنيث وتاؤه. وقال الفخر الرازي في تفسيره: "إن التكليف بالفرق بينهما من تكليفِ مالا يطاق". وللحافظ ابن كثير في أوائل تفسيره شيءٌ من هذا. وأن الضاد حرف رِخْوٌ يجري فيه الصوت جَريانَه في بقية الحروف الرِّخْوَةِ، بل قيل إنه مُتفشٍ، والتَّفَشي أخصُّ من الرّخاوَة، وأنه مُستطيلٌ في مخرجه، ولا كذلك غيرُه من الحروف. ولما كان هذا مفقودا في ضاد العامة كَثُر القيل والقال فيها بين المتمسكين بالضاد المألوفة مِنْ أنها هي التي بها الرواية، وقد يبحثون فيما فُقِدَ فيها من صفات ضاد العرب وأنها هي التي ينطق بها الأكثر ممن فيهم أعْلامُ العلماء في الأقطار، ويُجيبهم الآخرون بأن من شروط الرواية موافقتَها لما في كُتُبِ التجويد، وأنها إنما أُلِفَتْ لحفظِ الرواية. فنظم بابه في هذه المسألة نظما جامعا وألَّفَ فيها رسالة مستقلة أكْثَر فيها النقل عن أئمة القراءة والعربية، وأطال، لأن المقام يقتضي الإطالة، مُبيِّنا أنّ الضاد الرخوة التي يَنْطِقُ بها هو ومن وافقه هي ضاد العرب صِفَةً، ومَخْرَجًا، روايةً ودرايةًً. وقال: ليُمعِنِ القارئُ في الضاد النظرْ هل ثَمَّ تمييز عسير جدا وهل تُطيق لفظَه الصبيانُ فالضاد أصعب حروفهم بلا والمَيزُ بينها وبين الظاء واختصت العرب بالتكلم بل ذلك المَخرج بين الضاد يَبين ذاك للبيب الناظرِ وليهده إلى سواء المنهجِ ونصَّ ذاك النشرُ والتمهيدُ وأن ضاد العرب العرباء ونصَّ ذاك في النهاية انظر وليس في تحقيقه من باس وذاك في ألفية البيان وقد قفا الجلالَ من تأخرا وكم شواهدَ لهذا المطلب فالفخر في تفسيره قد نبها ومن قضاءِ الحاجِ للمحتاج والحصرُ للظاءات في المُقدمه وانظر إلى قولهمُ مُشاله وانظر إلى ذكرهمُ من غلطا وفي السماع من جميع العرب

عند احتجاجه بنص المُختصرْ أو ثم حرف يُتعب العِبِدّا والقِبْطُ والبربرُ والسودانُ تنازع بين جميع الفضلا صعب لدى جماعة القراء بها عَنَ اصحابِ اللسانِ العجمي والظاء في المُخرج عند النادي عبارةَ المصباحَ والنوادرِ "والضادَ باستطالة ومخرج" له والاتقانُ به شَهيدُ مُشْبِهَةٌٌ في السمع صوتَ الظاء والفجرَ فانْظُرُه له والجعبري في مبحث اللفظي في الجناس وشرحِها قد جاء والإتقانِ فيه ولم يجعله شيئا نُكُرا لعلماءِ أهِلِ كُلِّ مذهب وشرحُ الاقناع وشرحُ المنتهى نظرُه لشرحيِ المنهاج وغيرها بالعد يا صاحِ لِمَهْ؟ وقولهمْ قاصرةٌ فياله بمزج ضاده بدالٍ أو بطا في الشرق والغرب تمامُ الأرب

وقال: الضاد حرفٌ عسيرٌ يشبه الظاء لحن فشا منذ أزمان قد اتّبعَتْ من غيرِ مُستندٍ أصلا وغايتُهم والحق أبلجُ لا يخفى على فطن هذا هو الحقُّ نصا لا مَردَّ له

لا الدال يُشْبِهُ في لفظ ولا الطاء أبناؤه فيه أجداداً وآباءا إلْفُ العوائد فيه خَبْطَ عشواء إن استضاء بما في الكتب قد جاء من شاء بالحق فليومن ومن شاء

وقال العلامة حبيب بن الزايد التندغي مخاطبا بابه: أحييت يا شيخُ مَيْتَ الحق إِِحْياءَ لكن ظلامُ الهوى أعمى البصائر ممـ قد عارضوك بأن الضاد لم يكُ عيـ كأنهم غَفَلوا عَمّا افتتحتَ به وليس جَعْلُ ذوي الإنكار ضادَكُمُ فالحس يغلط في الأشياء يحسبها وحُبُّك الشيء أحيانا يُصمُّ كما ما قُلتَ إلا الذي في الكُتْب جاء ومن يا من بفهم وإنصاف قد اتصفوا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير