تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

في قَفْوِها لإله العرش مرضاةُ ... إلخ

مع تقاريظ الشيخ أبي مدينَ بن الشيخ أحمدُّ بن سليمان، والشيخ محمد والشيخ عبد الله رحمهم الله تعالى. وقد نصره في هذا الموقف الذي يُعدُّ غريبا جديدا على الطلبة المُقََلِّدَةِ في ذلك الوقت، جماعةٌ منهم صديقه محمد فال بن بابه بن أحمد بيب، كما وافقه في مسألة الضاد، ومسألة المتشابه، ونَظَمَ ونَثَرَ في كلٍ منهما.أما مسألة تقديم الراجح بالدليل فقال فيها قصيدتَه المعروفة:

على الشيخ قد عابَ الغَبِيُّ بجهله وما في كتاب الله بالنص مُحكما وما قال جمهور الأئمة تابعا ومن يَتَتَبَّعْ ذاك يُلْفِ لمالك وإن هُدى الله الكتابَ هو الهُدى وما سنَّه خيرُ العباد مُبَيِّنٌ فما جيء من بعد النبي بناسخ لأصل حديث الهاشمي قطعتمُ إذا انحرف الوالي عن الرشد والهدى بدولة حكم الجهل يُذْعِنُ عالمٌ وإذْ عزَّ تفهيمُ البليد فإِنّما ويَهذي أخو جهل يعارضُ عالما ومن كان قدرا فوق باعك فتْرُهُ إذا قال قولا كان شأوك قاصرا وقولةُ سفيانَ "الحديثُ مضلةٌ مقالةُ حقٍ وهي في حقِ قاصر ولم يدرِ ما منسوخه وضعيفه ولستُ بنافي الفرع أصلا وإنما كما لابن عبد البر جاء مُبَيَّنا وأرشدنا الشيخ ابن رشد لمثل ذا ومن كان لا يرضى من الشيخ سيرة فاني أراه كان حقا مُجددا وما كان أن يرضى بباطلِ كاملٍ

تَتَبُّعَ أقْوَالِ النّبي وفعلِه وما صَحَّ من تقريرِ خاتمِ رُسْلِه لما صح من معنى الدليل ونقله وأصحابه قولا قويا بِحَلِّهِ وليس يَضِل المُمْسكون بحبله كما زِيدَ من نَقْطِ الكتاب وشِكلِه سوى سوءِ فهمِ المَذْهَبِي وجهْلِه وقد أمر اللهُ العظيمُ بوصْلِه فذاك قضى الدين الحنيف بعزله لمن يدعي علما وليس منَ اهلِه يُقال له قولُ الخليل لنجله يَدُلُّكَ لو تدري على نقصِ عقله ويَغْمُرُ وبلا منك هاطلُ طَلِّه عن ادراكه فادْرِ السبيل وخَلِّه لغير فقيهٍ الاِجتهادُ منَ اهله" يُحِلُّ صريحَ اللفظ غيرَ مَحَلِّه ويُخطئ في وضعِ الحديث وحمْله أمرتُ بأخذ الفرع وَصْلا بأصله لدى جامعِ العلمِ الشريفِ وفضْلِه كذاك قضى القاضي ابن نصر بمثله فلم يكُ يرضى المرء إلا بشكله يَدلُّ على رُشْدٍ ويهدي لِسُبْلِهِ ولا حقَّ ذي نقصٍ يَرُدُّ لِعَدْلِهِ

وممن كاتب بابه في الموضوع عثمان بن محمد يحي بن سَليمَ اليونسي نسبا الولاتي، فقال يخاطبه بأبيات مطلعها: ألا فاصدع بأمرك ثم ناد به متشمرا في كل ناد

وتولى جوابه الشيخ أبو مدين بأمر من الشيخ بقصيدة يقول فيها: وأمُوا بالمطي جناب بابٍ تدارك من حُشاشتها ذَِماءً فنال "الرفعُ" رفعا بعد خفضٍ وكان "القبض" منقبضا فأمسى يدل على شريعة خير هاد فنال الرِّيَّ منها كُلُّ صادِ ونال "الضادُ" تصحيحَ المبادي بسطوته يصول على الأعادي

إلى أن يقول: ولكن الفتى عثمانُ قِدْما أتَتْنا من رسائله تحايا بنهجِ الحقِّ مشغوفُ الفؤادِ تترجم عن مقالِ أخي ودادِ

ويقول عثمان المذكور يخاطب بابه من أبيات: أرَيْتَ الناسَ دينَ الله حقا فقد أَلِفُوا اتِّباعَ مُوَلَّداتٍ ولكنَّ البصائر عنه عُمْيُ وذلك عن سبيلِ الحقِِ نَأْيُ .. إلخ

مما يدل على أن دعوته بلغت أقصى البلاد شرقا كما غَرَّبت وجالت جنوبا وشِمالا داخل البلاد وخارجها. وقرظ محمد فال بن بابه تأليفه في الضاد بقوله: شمس الهدى قد بدت صحوا لمن راما والصّيرفيُّ قدَ ابْدى خالصا ذهبا والحق لاح عيانا لا خفاء به وسَلَّ سيفا من البرهان صار به لله في الخلق من ارث النبوءة ما فبعضه كان أنقالا مُصححّةً وذاك ما قد أفاض الشيخُ سيدُنا أبدى به الحق نهجا واضحا سُبُلا ذو الفهم مُنصفاً انْ ينظره كان له ألفاه حقا صحيحا لا خفاء به إن لم يكن فاهما ما في مُضَمَّنِه قد أوضح السنة الغراء حين غدتْ قواعدُ البيت منها صار يرفعها وقامَ من نَصْرِ دين الله مجتهدا

سُبْلَ الهدى فَنَفَتْ غَيْما وإظلاما وبَيَّنَ الزيفَ والتدليس قد قاما كالنور يعلو لذي العينين أعلاما يعدو الجبان إلى الهيجاء مِقْداما يهدي به لسبيل الحق أقواما وبعضُه واردٌ فيضا وإلهاما من العلوم لأنفِ الجهل إرغاما لو استوى الناس إنصافا وأفهاما عن فاضح اللحن في القرءان إلجاما وما يعارضه جهلا وأوهاما فذي الدلالة إطباقا وإلزاما مطموسةً بين أهل العلم أعْلاما يُبٍدي مَناسكها سعيا وإحراما ما عند باقي حُمَاةِ الدينِ قد ناما

9. خاتمة: وبالجملة، فالكلام على الشيخ سيدي بابه طويل عريض، ولعل ما فاتنا منه أكثر؛ بل هو الواقع. ومع ذلك لم نستوعب ما رويناه عن الثقاة ممن كان من جلسائه أو زُوّارِه، مما يَتَعلقُ بعلمه وعمله وفراسته الصادقة وبعض كراماته، وكلهم شاهدُ عيانٍ يَروي عنه بلا واسطة. فرحم الله الشيخ سيدي بابه وتقبل عمله، وبارك في ذويه وأهل بيته وحفظهم، وأتم عليهم نعمته وأسبغها عليهم ظاهرة وباطنة. وُلِدَ بابه، كما ذَكر حفيده العالم المحدث محمد بن أبي مدين في ترجمته المختصرة المفيدة، في ربيع الأول عام سبع وسبعين ومائتين وألف. وتوفي ثالث جمادى الآخرة عام اثنين وأربعين وثلاثمائة وألف. وقد أرخ لوفاته العلامة القاضي من الطراز الأول من قضاة العدل سيدي محمد بن الداه بن داداه مشيرا بحساب الجُمَّل أيضا إلى قدر عمره بقوله: قضى بجيم من جمادى الثانيه الشيخ سيدي بوقت الظهر في سنة تاريخها "بشمس"

إمامُ كل حضر وباديه يوم الخميس يا له من أمر والعمر "دين" كضياء الشمس

كما أرخ له محمد فال بن بابه في مرثيته له، مشيرا إلى قدر عمره بحساب الجُمّل، بقوله: و"صَدَّ" "بشمس" عمرُه ومسيرُه

فكان به للمكرمات ختام

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير