ـ[الجكني]ــــــــ[25 Nov 2006, 11:22 م]ـ
أشكر د/يحي الغوثاني حفظه الله على طرحه هذا البحث الشيق،ولي "مشاركات" ولا أقول "مداخلات"،وليسمح لي الأخوة بتابع تسجيلها:
1 - من أحب التوسع في معرفة "المحضرة" وما يتعلق بها فليرجع إلى الكتاب الذي ألف فيها وهو مطبوع بعنوان:
"بلاد شنقيط:المنارة 00والرباط
عرض للحياة العلمية والإشعاع الثقافي والجهاد الديني من خلال الجامعات البدوية المتنقلة"المحاضر"
المؤلف: الخليل النحوي
قال مؤلفه: عمدنا إلى تناول الموضوع من خلال المحاور التالية:
1 - مدخل يعرض الإطار التاريخي والجغرافي والبشري الذي قامت فيه المحضرة، وتبلورت الدلالة المعرفية لكلمة "شنقيط"0
2 - ستة أبواب منقسمة إلى فصول تتناول:
-نشأة المحاضر وتطورها وما لذلك من عوامل وأسباب0
-خصائص المحضرة وطبيعة الحياة فيها ومواردها وآداب الدراسة وتقاليدها ومناهج الدرس المحضري 0
-الحصاد العلمي الشنقيطي في مجالات التأليف والشعر وإشعاع الشناقطة في إفريقيا والبلاد العربية 0
-جهاد الشناقطة في سبيل نشر الإسلام وإقامة الدولة الراشدة ومواجهة الغزو الاستعماري ونماذج من أدبهم المجاهد 0
-واقع "المحضرة" اليوم،ومزاياها ومميزاتها مقارنة بالنظام التربوي المعاصر وآفاق مستقبلها 0
-ملاحق تتضمن تراجم لجملة من الأعلام الذين ورد ذكرهم في الكتاب وفهرسا للمؤلفين الشناقطة وقوائم بأسماء شيوخ المحاضر وخريجها 0انتهى
2 - هنا بحث في الأصل اللغوي للكلمة هل هو:"محضرة" بالضاد،أو "محظرة" بالظاء؟؟
الجواب: جاء في الكتاب المذكور: (ص:61):"لم يسم الشناقطة مؤسستهم التربوية هذه"كتّاباً" لأنها تختلف عنه،ولم يسموها "خلوة" ولا "زاوية" أو غير ذلك من التسميات المتداولة لمراكز نقل المعرفة ونشرها في ديار العروبة والاسلام،وإنما اشتقوا لها اسما خاصاً،كان مظهراً من مظاهر فرادتها وتميزها في بناها ومناهجها ونمط حياتها عن مؤسسات التربية العربية الإسلامية الآخر،فمن أين أتى هذا الاسم الذي ينطق ويكتب في العامية الشنقيطية"الحسانية" بالظاء المعجمة المشالة (محظرة) ويميل البعض إلى تفصيحه فيكتبه بالضاد المعجمة (محضرة) وربما نطقوه كذلك؟
قال:"كان القوم أهل بادية (يحتظرون) فيحيطون منازلهم ومرابض أغنامهم ومراح أبقارهم ومعاطن إبلهم بأسجية من جذوع الشجر وأغصانه الشائكة،وكان الطلبة ينسلون من كل حدب وصوب إلى شيوخ العلم فيحضرون دروسهم ومجالسهم أو (محاضراتهم) 0
إلى أحد هذين المعنيين تشير الكلمة التي سارت علماً على الجامعة البدوية المتنقلة،فهي (محظرة) من "الاحتضار" أو (محضرة) من "الحضور والمحاضرة"،وقد ذهب أهل الشأن في الترجيح بين الاشتقاقين مذهبين:
يقول أحمد بن حميد في (المحظرة) من الناحية اللغوية لا يستبعد أن يكون اسمها مأخوذاً من "الحظيرة" وهو ما يحرز به على المال "
ويرى محمد سالم بن عبد الودود أنها "ضادية" فهي مكان الحضور،ويشهد لذلك ورود الكلمة بالضاد دالة على المعنى نفسه أو قريب منه في نصوص قديمة قال لبيد:
فالواديان وكل مغنى منهم 000 وعلى المياه "محاضر" وخيام
والمقصود بالمحاضر هنا:المناهل يحضرها الناس ويجتمعون حولها،لكن الكلمة وردت بمعنى "المدرسة" في مراجع تاريخية وفقهية ففي رحلة ابن جبير (ت 614) يقول عند استعراضه لمعالم مدينة القاهرة ومآثر صلاح الدين فيها:"أنه أمر بعمارة "محاضر "ألزمها معلمين لكتاب الله 000
ثم نقل نصوصاً أخرى عن "المعيار " للونشريسي تركتها للاختصار 0
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[26 Nov 2006, 06:06 ص]ـ
شكرا لكم سعادة الدكتور على هذا الإتحاف
ومن منبعها تسمع المعاني .... وتصاغ جواهرها وما أنا إلا ناقل
ومن باب إثراء الموضوع
هل ذكر بعضهم في معنى المحظرة أنه من الحظر أي المنع
بمعنى: هذا المكان الذي يحظر فيه كل شيء غير العلم والحفظ والعمل
أما القيل والقال والكسل والتكاسل وتضييع الأوقات فمحظور
وشيء آخر حسب فهمي أيضا وهو: أن الطالب ينقطع عن أهله وعن أقربائه ويتفرغ في هذه المدرسة فمن هنا سميت المحظرة لأنها حظرته عن زيارة أهله ورؤيتهم حتى يكون متفرغ القلب للعلم
وقد رأيت عددا من المعاهد الشرعية في بلاد الشام يسيرون على هذا النهج فلا يسمحون للطالب أن يرى أهله إلا في الأسبوع مرة
وقد رأيت في بنغلاديش ما يشبه هذا بل أعجب وهو أن طالبا بيته بجوار المدرسة وهو محظور من رؤية أهله أو زيارتهم إلا بإذن من الشيخ وبوقت محدد
ومثل هذا رأيته في تركيا أيضا
والله أعلم وعلمه أتم وأحكم
ومن أطرف ما رأت عيناي طالب علم من دولة مالي كان زميلا لنا في إحدى هذه المدارس الشرعية وأخذ عهدا على نفسه ألا يتصل بأهله ولا يقرأ رسائلهم إلا آخر العام في الإجازة فكانت الرسائل تأتيه ويجمعها ولا يفتحها إلا في نهاية العام الدراسية
وقد رأيته ذات مرة وهو يفتحها في نهاية العام وتسيل دمعته على وجنتيه فأسأله فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون توفي عمي ....
توفي أخي ..... توفيت خالتي .....
¥