إنّ حرف شرط. ونمى فعل ماض بمعنى: زاد. وزيداً مفعوله نمى، وقد عدّاه حملاً على زاد. و
سائرا حال من زيد. والسائر فاعل نمى. وفي ضلّ ضمير من زيد، وهو جواب الشرط، تقديره: إن
زاد الرجل السائر زيداً إلينا في حال سيره ضلّ فيه. وناعشاً حال من الضمير في يأتي، ومعناه:
رافعٌ. و في سحر ظرف ليأتي أو لناعش. و ماله مفعول ناعش. و في يده ظرف لناعش أو حال
الضمير فيه أو من ماله. وعامر معطوف على الضمير في يأتي، تقديره: فهو يأتي أو عامر في
سحرٍ رافعاً ماله في يده.
حرف الزاء
قال بعض الملغزين:
في الناس قوماً يرون الغدر شيمتهم ومنهم كاذباً في القول همّازا
في أمرٌ من: وفى يفي. و الناس مبتدأ و يرون خبره وهو من رؤية القلب يتعدّى إلى مفعولين:
أحدهما قوم، والثاني: الغدر شيمتهم، لأنّه مبتدأ وخبر فيهما ذكرٌ عائدٌ إلى المفعول الأوّل، وقد قدّم أحد
المفعولين على الفعل. ومنهم فعل أمر من مان يمين، و هم مفعوله. و كاذباً و همّازا حال متنقلة.
وقال ملغز آخر:
أراميةً بك الفلوات قصداً إلى من في خزانته الكنوزا
ذخائر معشرٍ هلكوا جميعاً ومات أذلّ من فيهم عزيزا
أرى فعل مضارع. و ميةٍ هذا العدد المخصوص، وهي مفعول أوّل لأرى. والكنوز بدل منها. وبك
الفلوات جار ومجرور ومضاف إليه، فالجار الباء والمجرور الكاف، لأنّها بمعنى مثل، والمضاف اليه
الفلوات، وهو المفعول الثاني. و قصداً منصوب على المصدر. وإلى متعلق به. ومن بمعنى إنسان
أو بمعنى الذي. وذخائر معشر مبتدأ، وخبره في خزانته، والجملة صفة من أو صلته، ترتيبه: أرى
الكنوز بمثل الفلوات قصداً إلى إنسانٍ في خزانته ذخائر: مبتدأ، وفي الحي: خبره، وقوم: فاعل
يدرون، وقد ألحقه علامة الجمع، كقوله تعالى: (وأسرّوا النّجوى الذين ظلموا) في بعض الأقوال. و
تنبّلوا صفة قوم، ومعناه: ماتوا، وأصله للإبل، ترتيبه: وفي الحي المخابز لو يدري قومٌ ماتوا وكانوا
قديماً يخدمون. وهم ضمير قوم. ومقتوين جمع مقتويّ، على التخفيف، كقول الآخر:
متى كنّا لأمّك مقتوينا
وهم جمع تصحيح يعرب إعراب المفرد كقول سحيم:
وقد جاوزت حدّ الأربعين
و بيننا ظرف لجوائز، وجوائز جمع جائزة صفة مقتوين.
فإن قلت: فقوم للمذكر والمؤنث فلم غلب المؤنث عليه؟ قلت: عنه أجوبة ثلاثة: أحدهما: أنّ قوماً
يكون للمذكر فقط، كقوله تعالى: (لا يسخر قومٌ من قومٍ ..... ولا نساءٌ من نساءٍ)، ويكون للمؤنث
فقط، ويكون لهما، فجاز أن يريد النساء. والثاني: أنّه غلّب باعتبار غلبة خدمة النساء. والثالث: أنّه
قد كثر التعبير بخدمة النساء، كقول الفرزدق: كم عمة لك يا جرير وخالة. إلى غير ذلك.
تقديره: فهم مقتوين جوائز بيننا كلّ ساعة يريدون منا ما اختبزنا.
وقال ملغز آخر:
زيداً إذا خاننا بعداً لهمّته بالشرّ أكبرهم من خاننا جاز
زيداً مفعول جاز لأنّه أمر من المجازاة، وبالشر متعلّق به أيضاً وبعداً منصوب على المصدر، ولا
يظهر ناصبه. و لهمته منصوب على التخصيص، ولا موضع لبعد من الإعراب، لأنّه دعاءٌ، وأكبرهم منادى مضاف، و من بدل من هم و خانتا صفة من أو صلته
تقديره: يا أكبر من خاننا جاز زيداً بالشرِّ ذا خاننا.
حرف السين
أنشد أبو عليّ للمتلمس:
ألق الصحيفة لا أبا لك إنّما أخش عليك من الحباء النّقرس
خاطب الملتمس بهذا ابن أخته طرفة حين توجّها إلى عامل النعمان، ولها قصة. وما بمعنى الذي، وهو اسم إنّ، وأخشى صلته، وقد حذف العائد، والتقدير: أخشاه، والنقرس خبر إنّ.
وقال ملغزٌ:
لنا حارسا سوءٍ جعار وجيألٌ وأعور ليليّ إذا نام حارسا
حارسا سوءٍ مبتدأ، وخبره لنا. و جعار وجيألٌ بدل من الحارسين، وهما اسمان علمان من أسماء
الضبع. وبنيت جعار على الكسر، لمشابهتها نزال. و أعور أي: وربّ أعور، والمراد به الغراب،
وهو غير منصوب، وليليّ صفته، أي أسود. وحارسا حال من الضمير في نام.
وقال ملغز آخر:
وأنتم معشر لئامٌ نلقى لديكم أذىً وبؤس
أنتم مبتدأ، وشر مجرور بمع وقد سكّن عين مع وخفّف راء شرّ ضرورة. ولئامٌ خبر أنتم و مع
ظرف يتعلّق بلئام، ويجوز أن يكون حالاً من الضمير في لئام. وبؤس: مجرور بالعطف على شرٍ، تقديره: وأنتم لئامٌ مع شرٍ وبؤس.
وقال بعض العرب، وهو من شواهد الكتاب:
إني رأيت عجباً مذ أمسا عجائزاً مثل السّعالي خمسا
¥