تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[ريتال]ــــــــ[26 - 07 - 2007, 05:25 م]ـ

أحسن الله إليك أختاه وووفقك إلى كل خير

ـ[قبة الديباج]ــــــــ[26 - 07 - 2007, 05:28 م]ـ

إني ذاهب إلى ربي ..

ما وجدَ إبراهيم من أبيه ما كان ينشده، فعزم فراقه وفراق قومه، {وأعتزلكم وما تدعون من دون الله}، بل وفراق أصنامهم، وهاجر بدينه -عليه السلام- إلى أرض الشام كما روى طائفة من المؤرخين.

{وأدعو ربي} جاء الدعاء بمعنى العبادة، ملاءمة لما قبله {وما تدعون من دون الله}، لأن العبادة مستلزمة للدعاء، وهذا على سبيل المجاز المرسل، وقيل فيه الدعاء على ظاهره بما ورد في سورة الشعراء: {رب هب لي حكماً وألحقني بالصالحين*واجعل لي لسان صدقٍ في الآخرين}. و في قوله: {ربي} يقول ابن عاشور-بتصرف-: "وعبر عن الله بوصف الربوبية المضاف إلى ضمير نفسه، للإشارة إلى انفراده من بينهم بعبادة الله تعالى، فالإضافة هنا تفيد معنى القصر، مع ما تتضمنه من الاعتزاز بربوبية الله إياه، والتشريف لنفسه بذلك".

{عسى أن لا أكون بدعاء ربي شقيّاً} "أي: خائباً ضائعَ السعي، وفيه تعريض بشقائهم في عبادة آلهتهم، وفي تصدير الكلام بـ (عسى) إظهار تواضع، وحسن أدب مع الله عز وجل، وتنبيه على أنّ حقيقة الإجابة والإثابة فضلٌ ومنة منه سبحانه" ([1]).

ونهرُ جودك يروي كلّ من يردُ

{فلمّا اعتزلهم وما يعبدون من دون الله}، "طوي ذكر اعتزاله إياهم بعد أن ذكر عزمه عليه، إيجازاً في الكلام، للعلم بأن مثله لا يعزم أمراً إلا نفذ عزمه" ([2])، ولمّا حرف وجود لوجود، يفيد وقوع الجواب لوقوع الشرط، وهو هنا {فلما اعتزلهم ... وهبنا له}.

{وهبنا له إسحاق ويعقوب}، إكراماً ونعمى، وزيادة {وكلاًّ جعلنا نبيّا}، {وكذلك نجزي المحسنين}، يقول ابن عاشور: "والنكتة في ذكر يعقوب، أنّ إبراهيم رآه حفيداً وسر به، فقد ولد يعقوب قبل موت إبراهيم بخمس عشر سنة، وأن من يعقوب نشأت أمة عظيمة".

{وجعلنا لهم لسان صدقٍ عليّا}، أي: ذكراً حسناً، وعبر عنه باللسان، على سبيل المجاز المرسل، و"عليّا" فعيل بمعنى فاعل، أي: عالياً، وفي ورودها بصيغة المبالغة"فعيل" دلالة على أنه مستقر فيه طبيعةً ([3]).

ومضة:

ذكر ابن عاشور: "وليس مجازاة الله إبراهيم مقصورة على أن وهبه إسحاق ويعقوب، إذ ليس في الكلام ما يقتضي الانحصار، فإنه قد وهبه إسماعيل أيضاً، وظهرت موهبته إياه قبل ظهور موهبة إسحق، وكل ذلك بعد أن اعتزل قومه.

وإنما اقتصر على ذكر إسحاق ويعقوب دون ذكر إسماعيل، فلم يقل: وهبنا له إسماعيل وإسحاق ويعقوب، لأن إبراهيم لما اعتزل قومه، خرج بزوجه سارة قريبته، فهي قد اعتزلت قومها أيضاً، إرضاءً لربها ولزوجها، ذكر الله الموهبة الشاملة لإبراهيم ولزوجه".

ويقول أيضاً: "وقد رتب جزاء الله إبراهيم على نبذه أهل الشرك رتيباً بديعاً، إذ جوزي بنعمة الدنيا، وهي العقب الشريف، ونعمة الآخرة وهي الرحمة، وبأثر تيك النعمتين وهو لسان الصدق، إذ لا يذكر به إلا من حصل النعمتين".


([1]) تفسير أبي السعود- سورة مريم:48، ج:5،ص:269 / بتصرف.
([2]) التحرير والتنوير- سورة مريم، ص:2606.
([3]) التحليل اللغوي في ضوء علم الدلالة، ص:87.

:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:

انتهى ..
تم إعداد هذه المذكرة قديماً، وثمة مواضع متفرقة لم تضبط بإحالة، وهي ليست بالكثيرة، وهي من كلام ابن عاشور، فمرجعها (التحرير والتنوير) - سورة مريم، أو كلام أبي السعود، ومرجعها تفسيره (إرشاد العقل السليم) - سورة مريم.

أعدته: قبة الديباج

ـ[قبة الديباج]ــــــــ[26 - 07 - 2007, 05:32 م]ـ
أحسن الله إليك أختاه وووفقك إلى كل خير

آمين، وإياك
سعدتُ بمرورك:)

ـ[خالد مغربي]ــــــــ[26 - 07 - 2007, 05:39 م]ـ
سلمت الأنامل قبة الديباج موضوع ماتع شائق
ومنتدى النحو ينتظر تفاعلك:)
وأخص نافذة أشارك في الإعراب

ـ[أبو طارق]ــــــــ[26 - 07 - 2007, 05:46 م]ـ
طرح راقٍ
بوركت أناملكِ

ـ[قبة الديباج]ــــــــ[26 - 07 - 2007, 06:04 م]ـ
سلمت الأنامل قبة الديباج موضوع ماتع شائق
ومنتدى النحو ينتظر تفاعلك:)
وأخص نافذة أشارك في الإعراب

أهلاً بك:)
أشكرُ لكَ مرورك العاطر ..
ليس قبلَ أن تتوج قصيدتي بمروركم الكريم: p، على هذا الرابط:
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=24544

تحياتي ..

ـ[قبة الديباج]ــــــــ[26 - 07 - 2007, 06:07 م]ـ
طرح راقٍ
بوركت أناملكِ

وإياك أخي الكريم، شكراً لمرورك:)

ـ[زينب محمد]ــــــــ[27 - 07 - 2007, 01:47 ص]ـ
بارك الله فيك ..
رفع الله قدرك، وزادك علمًا وعملًا ..

محبتي ..

ـ[قبة الديباج]ــــــــ[27 - 07 - 2007, 08:30 ص]ـ
بارك الله فيك ..
رفع الله قدرك، وزادك علمًا وعملًا ..
محبتي ..
آمين، وإياك ..
سعدتُ بمرورك:)

ـ[قبة الديباج]ــــــــ[02 - 08 - 2007, 08:49 م]ـ
سعدتُ بمروركم ..
وأرجو وقفة نقد مع ما كتبته ..
تحياتي:)

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير