تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - 08 - 2007, 12:56 م]ـ

نعم هذه الأقوال قيلت، ولكن لا معنى للقول بإثبات المجاز في اللغة دون القرآن؛ لأن القرآن نزل بلغة العرب، وقل شيء مما يقال فيه إنه مجاز خارج القرآن إلا وهو موجود نظيره في القرآن.

والإشكال في هذه المسألة في عدم تحديد المراد من المجاز؛ لأن كثيرين ممن يتكلمون يطلقون الخلاف هكذا بغير تحديد ولا تقييد، فما المراد بالمجاز الذي ينفيه النافون أصلا حتى يتضح وجه الخلاف؟ هذا هو محك المسألة، فالذين عارضوا نفاة المجاز أثبتوا شيئا لا يختلف فيه أحد أصلا، وكثير من مسائل الخلاف لو حُرر فيها المراد لصار الخلاف لفظيا.

والمراد بمن اتخذوا دعوى المجاز وسيلة للتحريف هم كثير من المتأخرين الأشاعرة الذين كلما جئتهم بنص من القرآن أو السنة لإثبات صفة من صفات الله زعموا أنها مجاز، والمجاز يصح نفيه!

وأما قولهم إن (لا إله إلا الله) مجاز، فإنهم زعموا أن حقيقة النفي ترجع إلى نفي وجود الذات، وكان عندهم كلمة (إله) معناها (رب) أو خلطوا بين المعنيين، فصار ظاهر هذه العبارة عندهم (ليس في الوجود معبود إلا الله)، ولا شك أن هذا غير صحيح؛ لأن المعبودات الباطلة لا تحصى، فمن عابد لصنم إلى عابد لحجر وشجر وشمس وقمر.

والإشكال هنا أنهم يجعلون كل شيء لا يعرف من اللفظ المفرد مجازا، حتى إن كان السياق يدل عليه دلالة قطعية! وهذا هو الباطل الذي نفاه نُفاة المجاز.

أما كون العرب تستعير الجناح للخفض والتذلل، وتستعير الماء للملام وغير ذلك من الاستعارات، فسواء سميناه مجازا أو لم نسمه مجازا فإن المعنى المراد عرف بدلالة الكلام، فلا مجال لصرف الكلام عن ظاهره أصلا حتى نفرق بين الحقيقة والمجاز.

الخلاصة أن التفريق بين الحقيقة والمجاز إن كان المراد منه إرادة تأويل اللفظ بما لم يدل عليه فهو باطل، وهذا هو ما نفاه ابن تيمية.

وإن كان المراد منه أنه أسلوب من أساليب العرب للتوسع في الكلام، فهذا الخلاف فيه لفظي.

ـ[ابوذرالغفاري]ــــــــ[24 - 08 - 2007, 11:04 م]ـ

أذكر في ندوة كان من بين حضورها الشيخ بن باز رحمه الله والشيخ عبد الواحد وافي رحمه الله ودار النقاش حول حقيقة المجاز في القرآن ومعلوم أن بن باز من منكريه في القرآن وقد كان أعمى البصر فقال له عبد الواحد وكان من مناصري المجاز: ياشيخ ما تقول في قوله تعالى (ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى واضل سبيلا) هل الأعمى الأولى هي نفسها الثانية؟ ام ان هناك تجوز في الكلام وهذه الآية دليل على وجود المجاز في القرآن وغيرها كثير. نعم ابن تيمية كانت تحكم آراءه نزعة الدفاع عن صفات الله تعالى من هجموم المعتزلة المعطلة وغيرها من المتكلمين لذا من باب سد الذرائع عن المتأولين أنكر المجاز والله أعلم

ـ[الرويس]ــــــــ[24 - 08 - 2007, 11:36 م]ـ

المجاز في القرآن والسنة قال به أئمة كبالر في علوم العربية ومن أهل السنة مثل ابن قتيبة (ت276هـ) فلم تضييق المسألة بهذه الصورة. ولنأخذ بقوله وننفي المجاز عن الآيات والأحاديث التي في صفات الرب.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - 08 - 2007, 06:27 ص]ـ

ما زال الإخوة يتحدثون بكلام مجمل بغير أن يتأملوا صلب القضية!

هل كون (أعمى) الأولى في الآية بمعنى يختلف عن الثانية يدل على ثبوت المجاز؟!

أصحاب المجاز أنفسهم يتفقون على أن الحقيقة قد تتعدد والمجاز قد يتعدد، فأرجو أن يتأمل الإخوة في كلامهم قبل إطلاق الكلام على عواهنه!

وأما أن المجاز قال به أئمة كبار كابن قتيبة، فنسأل: ما المراد بهذا المجاز عندهم؟!

وقد قال به من هو أكبر من ابن قتيبة، ولكن المشكلة في بيان المراد به.

ذكرتُ لكم سابقا أنه إن كان المراد مجرد قسمة اصطلاحية فهذا لا ينكره أحد أصلا؛ لأنه لا مشاحة في الاصطلاح.

وإن كان المراد أن المجاز له حكم لغوي يختلف عن حكم الحقيقة فهذا هو صلب الخلاف، ومن أراد أن يتكلم في المسألة فليأتها من هذا الباب.

قوله تعالى: {ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى}

هل يقول أحد يؤمن بالله تعالى: إنه يصح أن نقول: (بل هو أعمى في الأولى وليس بأعمى في الآخرة؟!)

هذا هو صلب القضية، وموطن النزاع بين ابن تيمية ومخالفيه.

قال تعالى: {فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور}

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير