هل يقول أحد يؤمن بالله عز وجل: بل الأبصار هي التي تعمى والقلوب لا تعمى؟!
عندما يتصور أحد الإخوة المشاركين في هذا الموضوع خطورة المسألة وأبعادها فليتكلم بعلم أو يسكت بحلم.
ـ[معالي]ــــــــ[25 - 08 - 2007, 07:25 ص]ـ
لماذا أنكر شيخ الإسلام المجاز فى اللغة؟ ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=6107)
ـ[أبو قصي]ــــــــ[27 - 08 - 2007, 02:23 ص]ـ
مما يُرد به على منكري المجاز - وعندي عليهم تعقباتٌ كثيرةٌ - أن يقالَ بإيجازٍ:
1 - أن ما فررتم منه بإنكار المجازِ وهو ألا يكونَ ذلك ذريعةً إلى إنكار صفات الله وتأويلها - لازمٌ لكم؛ فإن للخصم أن يدعيَ أنَّ اليدَ تستعمل بمعنى النعمةِ على وجهِ الحقيقةِ؛ بل الأمر له في ذلك أيسرُ؛ إذ لا يُطالب بالقرينةِ.
2 - أنه يلزمَهم وقد ادعوا الحقيقةَ في كلِّ ما قيلَ فيه بالمجازِ أن يثبتوا له شاهدًا من كلامِ العربِ؛ إذ الحقيقة لا بدَّ فيها من السماع، والمجاز مقيسٌ بشرطيه.
3 - أنا لو أخذنا بكلامهم في إبطالِ المجازِ لكانَ قولُ المرء: (رأيتُ أسدًا) يريدُ رجلاً، صوابًا لا يطالب عليه بالقرينة؛ فإن قيلَ: إن هذا من الحقيقة المحتاجة إلى القرينة؛ قلنا: ولِمَ كانَ يحتاج إليها وهو حقيقة؛ وهلا كنتَ لو أردتَ الأسدَ الحيوانَ المعروفَ محتاجًا إليها؛ فإن في ذلك تفريقًا بينَ متساويينَ، وهو مردود.
4 - أن من المعلومِ الشائع عند العربِ أن الأسدَ يرادُ به إذا أطلِق الحيوان المعروف، لا ينصرف الذهن إلا إليه، وأن إطلاقَه على غيره من بابِ المجاز.
5 - أن هذا يفضي إلى كثرة ألفاظ العربية، وامتناع حصرها، لعدم الضابط القياسيّ لها؛ فكيف تقول في تعريف النور؟
أتقول: إنه الشعاع المضيء مثلاً؟
إذن يلزمك القول بالمجاز، لأنك جعلتَ ذلك هو الأصلَ.
فإن قلتَ: (ويطلق أيضًا على ما يشبه الشعاعَ من أي وجهٍ)؟
فيلزمك إذن القول بالمجاز.
أم تعدُّ كلَّ ما يجوز أن يطلقَ عليه النور؟
لا تستطيع!
6 - أن هذا القولَ يذهب بشطر من محاسنِ العربيةِ وبلاغتها؛ ألا ترى إلى فرقِ ما بينِ تأويلك لـ (يخرجهم من الظلمات إلى النور) بأن الظلمات كلَّ شر وسوء وضلال، وتأويلك لها بأنها الظلمة الحقيقية، وأن الكافر كالخابط في الظلماء.
7 - أن هذا يخالف أصول الاشتقاقِ؛ فمن أصول مادة (ظ ل م) (خلافُ الضياء والنور) فما دخل الضلال في ذلك؛ إلا أن تقروا أنهم شبهوا الضلال بالظلام؛ فتكونوا أقررتم بالمجاز!
8 - أن الله تعالى قالَ في آية أخرى: (كمن مثله في الظلماتِ) فإذا أقروا بأن ذلك تشبيه لزمهم أن يقروا بأن الظلمات في (يخرجهم من الظلمات) استعارة، لأن أصل الاستعارة التشبيه؛ وليس لهم التفريق بين المثلينِ.
ومثل هذه المسألة يستدعي طولَ نظر، وتأمل، وفهم لقولِ الخصم قبلَ ذلك.
هذا ما استطعت كتابته على عجلٍ ...
الحجة
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - 08 - 2007, 08:11 ص]ـ
معظم ما كتبته يا أخي الحجة خارج محل النزاع أصلا، فتأمل!
ويبدو أن الأمر كما ذكرت في آخر مشاركتك يحتاج منك إلى (تأمل، وفهم لقول الخصم) قبل الاعتراض.
وحتى الذين يثبتون المجاز يعترفون بأن الحقيقة قد تتعدد، والمجاز قد يتعدد، فلا تذكر أوجها تعود على قولك بالإبطال!
ولا أريد أن أتعقب هذه الأوجه التي ذكرتها؛ لأني أحسب أنك لو أعدت التأمل فيها فلن يسلم لك إلا القليل منها، فأرجو أن تعيد النظر فيها وتستخلص ما تراه قويا وتستبعد الواهي، ثم بعد ذلك نناقشه بموضوعية.
ـ[أبو قصي]ــــــــ[27 - 08 - 2007, 01:06 م]ـ
أخي أبا مالك - أيَّده الله -
لا بأسَ لديَّ أن نتحاورَ في هذا الموضوعِ؛ فهاتِ ما لديكَ من تعقباتٍ على ما قلتُ.
وإن كنتَ ترى أني لم أفهم كلامهم على وجهه، فكلامُهم أدنى ألا يفهَمَ، لأنه لم يُبنَ على أساسٍ متينٍ. ولذلك تحسّ فيه بادئ الرأي الضعفَ والخورَ.
وما ذكرتَ من أنه (حتى الذين يثبتون المجاز يعترفون بأن الحقيقة قد تتعدد، والمجاز قد يتعدد،)
ليسَ له عَلاقةٌ بما ذكرتُ؛ فلا أنا دفعت ذلك، ولا هو من لوازم كلامي!
آمُل أن تقرأ ردّي بتمهّلٍ، وأن تنظرَ في مواضعِ الطعنِ فيه؛ فإنْ غرضي إلا الانتفاعُ.
أخوك المحب:
الحجة
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - 08 - 2007, 02:42 م]ـ
أخي الكريم الحجة
¥