وعائشة ومكة مجروران وعلامة الجر الفتحة نيابة عن الكسرة، لأن الممنوع من الصرف يجر بالفتحة.
أو أن يكون علما مشابها للفعل. مثل: أحمد، ويسلم، ويزيد، وينبع. وهذه أسماء مشابهة في وضعها للأفعال المضارعة. وسوف نتعرض لهذا مع بقية العلل الأخرى بالتفصيل في الممنوع من الصرف، إن شاء الله.
2 ـ علم الجنس:
عرفه أحد النحويين المعاصرين بقوله " هو الاسم الموضوع للمعنى العقلي العام المجرد، أي للحقيقة الذهنية المحضة " (1).
ومن التعريف السابق نتوصل إلى أن علم الجنس اسم موضوع ليدل على شخص واحد في الذهن، ولكنه في حقيقة الأمر، يدل على أفراد كثيرة في خارج الذهن، فهو في حكم النكرة من الناحية المعنوية، لدلالته على غير معين، ولكنه يأخذ حكم العلم الشخصي لفظا. والواحد الشائع منه يكون بين الحيوانات الأليفة التي يطلق العرب مسمياتها على مخصوصات بعينها.
مثال النوع الأول: لاحق، وأعوج. وتطلق على فرس بعينها لتخصصها من بين الخيول الأخرى.
ومنها: هبّان بن بيّان. ويطلق على الإنسان المجهول النسب، ولم تعرف هويته، فهو يصدق على كل مجهول.
ومنه: أبو الدغفاء. ويطلق على الأحمق دون أن يعين شخص بذاته.
ــــــــــــــــــــ
1 ــ النحو الوفي ج1 ص260 عباس حسن.
ومثال النوع الثاني: أسامة، وأبو الحارث. اسما علم جنس يطلقان على الأسد، ويطلقان على كل ما يخبر عنه من الأسود.
ومثلها: ثفالة، وأبو الحصين. اسما جنس يطلقان على الثعلب، ويصدق إطلاقهما على كل ثعلب.
ومثال النوع الثالث: أم صبور. وهو اسم علم جنس يطلق على الأمر الصعب.
وسبحان، وكيسان. علمان، الأول للتسبيح، والثاني للغدر.
وهذا هو الحكم المعنوي لعلم الجنس. فهو لا يخص واحدا بعينه.
أما أحكامه اللفظية: فهي نفس الأحكام اللفظية لعلم الشخص، باعتبار أن علم الجنس يطلق في الذهن على معين، بخلاف الحقيقة. ومن هنا أخذ نفس الأحكام اللفظية لعلم الشخص الذي لا يدل إلا على معين بذاته. وهذه الأحكام هي:
1 ـ عدم التعريف بـ " أل "، أو بالإضافة. لأنه معرف بالعلمية الجنسية، وهذا التعريف في حقيقته أمر لفظي، لأن هذه الأسماء من جهة المعنى نكرات لشيوعها في كل أفراد جنسها، وعدم اختصاصها بشخص معين، ومع ذلك فالشيوع لم يوجد لأن اللفظ موضوع بإزاء شخص من أشخاص الجنس في التصور العقلي.
وعليه فلا نقول: الأسامة في الحديقة. ولا: أسامة الحديقة في القفص.
لأن كلمة " أسامة " في المثالين علم يطلق على جنس معين، وهو الأسد.
2 ـ ومن أحكامه الابتداء به، لأنه في حكم المعرفة، ولا يجوز الابتداء إلا بمعرفة.
نحو: أسامة في القفص.
ومنه: أبو براقش طائر متغير اللون. (1).
ــــــــــــــــــــ
1 ـ أبو براقش: طائر ذو ألوان متعددة، من سواد وبياض، وتتغير ألوانه في النهار، لذلك يضرب به المثل في التلون.
3 ـ ويكون صاحبا للحال. نحو: رأيت ابن قترة منطلقا. (1).
4 ـ أنه ينعت بمعرفة. نحو: هذا ثعالة الماكر.
5 ـ ويمنع من الصرف، إذا توفرت فيه على أخرى مع العلمية، كالتأنيث مثلا. نحو: وقفت أمام أسامةَ وهو في القفص.
فـ " أسامة " مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لمنعه من الصرف للعلمية والتأنيث. والمقصود بالعلمية هنا: العلم الجنسي، لأنه في حكم العلم الشخصي لفظا، أما في المعنى فهو في حكم النكرة.
ومثال منعه من الصرف لانتهائه بالألف والنون: فلان أغدر من كيْسان.
فوائد وتنبيهات:
1 ـ هناك بعض أعلام الجنس المعنوية التي استعملها العرب في حياتهم اليومية يصدق عليها أن تستعمل استعمال علم الجنس، حينا وحينا آخر قد تستعمل استعمال النكرة، ومن هذه الألفاظ: فينة، وبكرة، وغدوة وسحر.
ولا قياس في معرفة ما سبق، ولكن نعود في معرفته إلى السماع عن العرب.
فإذا استعملنا الألفاظ السابقة بدون تنوين كانت معرفة.
نحو: أمضينا فينةَ في اللعب. أي: وقتا معينا. فهي في حكم علم الجنس، لأنها تعني الحين، والوقت المعين.
ونقول: تعهدت المريض بكرة. أي: البكرة المحدودة الوقت واليوم.
أما إذا نونت الألفاظ السابقة كانت نكرات، لأننا حينئذ لا نعني بها وقتا معينا ومحدودا، وإنما نعني بها وقتا شائعا.
¥