[دروس فى النحو العربى (حروف المعانى) 2]
ـ[زيد الخيل]ــــــــ[01 - 11 - 2005, 07:41 ص]ـ
أولا ـ اللامات
اللام أحد حروف المعاني الدالة على معنى في غيره، كبقية حروف المعاني الأخرى التي تعرضنا بالحديث عنها، وكما بين ذلك نحاة العربية، وقد ذكر بعض النحويين المحدثين أن اللام تكون حرفا من حروف المعاني التي تدل على معنى في غيرها إذا كانت محصورة في حرف الجر، أما إذا كانت غير جارة كلام الجزم، واللام غير العاملة فهي حرف من حروف المعاني الدالة على معنى في نفسها، وقد شمل هذا التقسيم عند الباحث جميع حروف المعاني، فما كان منها عاملا الجر، جعله من الحروف الدالة على معنى في غيرها، وما كان منها لغير الجر جعله من الحروف الدالة على معنى في نفسها، وأرى في هذا التقسيم أيضا تشتيتا لذهن الدارس، وقد ذكرنا رأينا في هذا الموضوع ولسنا في حاجة إلى معاودة الحديث فيه. وقد اعتمد الباحث في تقسيمه هذا على تعريف بعض الأصوليين للحرف باعتبار أن بعض معناها إيجادي، والبعض الآخر معناه إحضاري، ويقصد بالمعنى الإيجادي أن تلك الحروف وضعت لإيجاد نسبة، أو علاقة بين الألفاظ حين استعمالها في الجملة، فإذا قلنا: سرت من بغداد إلى الشام، فإن حرف الجر " من "، أو " إلى " لم يعط أي دلالة في نفسه سوى القيام بوظيفة الربط بين الفعل والاسم، وإيجاد النسبة بينهما، حيث إننا من خلال استعمال الحرفين السابقين استطعنا أن نفهم أن بغداد كانت نقطة البدء في السير، وأن الشام كانت نقطة الانتهاء.
ويقرر الباحث على ضوء ما سبق أن الحروف الإيجادية لم توضع في اللغة لإيجاد معنى أصلا، وإنما وضعت لتستعمل كأدوات ربط بين الألفاظ ليس غير.
أما الحروف ذات المعنى الإخطاري، فهي الحروف الحاكية عن معنى مخطر في الذهن، أي أن شأنها في الاستعمال شأن الأسماء، والأفعال، فكما أن الأسماء، والأفعال عندما تستعمل تدل على المعنى المفهوم منها، والمتقرر في الذهن، أو الخاطر، والحاضر في الذهن، كذلك الحروف الإخطارية، وتشمل الحروف الإخطارية جميع حروف المعاني التي لا تعمل الجر (1).
أقسام اللام:
تنقسم اللام قسمين:
أ ـ اللام العاملة، وتشمل لام الجر، ولام النصب، ولام الجزم، وقد تعرضنا لتلك في أبوابها، ولا داعي لتكرارها.
ب ـ اللام غير العاملة، وتنقسم إلى أنواع متعددة، وسنتعرض لها بالتفصيل إن شاء الله.
أقسام اللام غير العاملة: ـ
1 ـ لام الابتداء: حكمها الفتح، وتكون لتوكيد مضمون الجملة، وتختص بالدخول على الأسماء الواقعة مبتدآت، أو ما حل في موضعها من المضارع، وتخليصه إلى الحال. مثال دخولها على الأسماء: لمحمدٌ أحق بالجائزة.
156 ـ ومنه قوله تعالى: {ولدار الآخرة خير} 2.
وقوله تعالى: {لأنتم أشد رهبة في صدورهم} 3.
ومنه قول زهير:
ولأنت أشجع حين تتجه الأبطال من ليث أبي أجر
ومثال دخولها على الأفعال المضارعة: لَيقومُ أخوك، ولَيدخلُ والدك.
كما تدخل على الفعل الجامد لمشابهته بالاسم، كنعم، وبئس.
59 ـ نحو قول زهير:
ولنعم حشو الدرع أنت إذا دُعِيتْ نزال ولُجَّ في الذُّعر
ــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ بتصرف عن كتاب اللامات للدكتور عبد الهادي الفضلي ص60 وما بعدها.
2 ـ 30 النحل. 3 ـ 13 الحشر.
157 ـ ومنه قوله تعالى: {لبئس ما كانوا يعملون} 1.
كما تدخل على الفعل الماضي المتصرف المقرون بقد.
نحو: إنك لقد فعلت خيرا.
وربما دخلت أيضا على بعض الحروف الناصبة للفعل كـ " أنْ " المصدرية، لأنها تكون مع الفعل في موضع المبتدأ. نحو: لأن تقول الحق خير من أن تصمت.
وعلى " سوف " لأنها تخلص الفعل للاستقبال.
158 ـ نحو قوله تعالى: {ولسوف يعطيك ربك فترضى} 2.
2 ـ اللام المزحلقة: تدخل للام الابتداء السابقة الذكر في مواضع غير التي ذكرنا، فهي تدخل على خبر المبتدأ، ويكون ذلك قياسا إذا كان خبرا لـ " إنَّ " المكسورة الهمزة المشبهة بالفعل (حرف توكيد ونصب).
نحو: إن محمدا لصادق.
159 ـ ومنه قوله تعالى: {إن الله لغفور رحيم} 3.
وقوله تعالى: {إن ربك لسريع العقاب} 4.
وتدخل على خبر " إن " إذا كان فعلا مضارعا، أو ظرفا، أو جارا ومجرورا.
¥