[دروس فى النحو العربى (حروف المعانى) 1]
ـ[زيد الخيل]ــــــــ[01 - 11 - 2005, 07:37 ص]ـ
حروف المعاني
حروف المعاني وأقسامها:
تعريف الحرف، وسبب تسميته:
تقسيم الحروف من حيث عملها:
الحروف العاملة. الحروف غير العاملة.
تقسيم الحروف العاملة إلى:
حروف عاملة في الجر. حروف عاملة في النصب.
حروف عاملة في الرفع. حروف عاملة في الجزم.
تقسيم الحروف من حيث مكانها في الكلام:
حروف تأتي قبل الاسم. حروف تأتي قبل الفعل. حروف تأتي قبل الاسم والفعل.
تعريف الحرف، وسبب تسميته:
توطئة:
تعرض أكثر النحويين قديمهم وحديثهم لتعريف الحرف، كما عرفوا الاسم والفعل، ولم يلحق تعرفهم لهما خلاف في الرأي، أما الحرف فلم يكن حظه من توافق الآراء مواتيا كما كان تقسيمه، بل كان وما يزال محور خلاف النحويين، ونحن في هذا الكتاب وحسب ما رسمنا لأنفسنا من منهج قررنا ألا نتعرض لخلافات النحويين حول مسألة من المسائل، بل نأخذ بأيسر الأمور، وأكثرها توافقا مع جمهور النحويين، وكنا رأينا في هذا الباب، ومن أجل زيادة المنفعة أن نتعرض لآراء كل من الفريقين في تعريف الحروف وتحليلها والتعليق عليها، واستنتاج ما يمكن استنتاجه من هذه الآراء، والتقريب بين وجهات النظر، لعلنا نستطيع أن نصل إلى ما يرضي الدارس، ويقنعه دون أن يبقى موزع الذهن بين موافق، ومعارض، فإن أصبت فيما صبوت إليه فذلك من فضل الله، وإن جانبني الصواب يكون مما دفعتني إليه بصيرتي، وأطلب العفو من الله، وأن يهدينا إلى الصواب.
قبل أن نتعرض لآراء النحويين نود أن نعرض جملة من التعريفات المختلفة ذكرها صاحب كتاب إصلاح الخلل الواقع في كتاب الجمل للزجاجي، ورد عليها.
يقول البطليوسي في مسألة عن الحرف، قال أبو القاسم الزجاجي:
" والحرف ما دل على معنى في غيره، نحو: من، وإلى، وثم، وما أشبه ذلك ".
وقد خطّأ البطليوسي أبا القاسم الزجاجي في هذا التعريف، لأنه تعريفا ناقصا، ولا تستقيم صحته حتى يزاد فيه " ولم يكن أحد جزأي الجملة المفيدة " أي: ما لم يكن خبرا، ولا مخبرا عنه.
ثم قال: وعرفه سيبويه بقوله: " ما جاء لمعنى ليس باسم، ولا فعل ".
وعلق البطليوسي على تعريف سيبويه، بأنه أتم التعريفات فائدة، ولو يدخله الخلل.
وتعرض البطليوسي لجملة من التعريفات، ورد عليها، فقال: لقد عرف الأخفش الحرف بقوله: الحرف ما لم يحسن له الفعل، ولا الصفة، ولا التثنية، ولا الجمع، ولم يجز أن يتصرف ". ثم علق على هذا التعريف بقوله: إنه خطأ، لأن الفعل داخل في هذا التحديد، فمن الأفعال ما لا يتصرف: نعم، بئس، وعسى، وكذلك أسماء الأفعال: صه، ومه، وغيرها.
وأورد تعريف المبرد للحرف فقال قال أبو العباس المبرد: " الحرف ما كان موصلا الفعل إلى اسم، أو عاطفا، أو تابعا لتحدث به معرفة، أو كان عاملا ".
وعلقق عليه البطليوسي بقوله: إنه فاسد أيضا، لأن الحرف ما تأتى لمعنى الاستفهام، ولمعنى الاستثناء، ولمعنى النفي، ولمعنى القسم، والتمني، والنهي، وغير ذلك. ثم استعرض تعريف أبي إسحاق الزجاج للحرف فقال: قال أبو إسحاق الزجاج:
" الحرف ما لم يكن صفة لذاته، وكان صفة لما تحته ".
نحو: مررت برجل فاضل، ففاضل صفة لذاته.
ونحو: مررت برجل في الدار، فقولك في الدار صفة لما تحته لا لذاته.
ورد عليه البطليوسي قائلا: إن أبا إسحق قصد بالصفة المعنوية، لا اللفظية، والفعل يشترك مع الحرف في هذا المعنى.
فإذا قلت: مررت برجل يضرب زيدا.
فـ " يضرب " صفة معنوية، لا لفظية، وكذلك الجمل الخبرية تكون صفات بمعانيها، لا بألفاظها.
ثم استعرض تعريف أبي نصر الفارابي للحرف، فقال: قال الفارابي في تحديد الحرف: " الأداء لفظ يدل على معنى مفرد لا يمكن أن يفهم بنفسه ".
وعلق البطليوسي عليه بقوله: لقد حده دون أن يقرن باسم، أو كلمة، وهذا تحديد صحيح، وشبهه بتعريف سيبويه السابق، وبتعريفه نفسه (1).
¥