[رفع المضارع في شرح القطر، من يتصدى لشرحه؟!:)]
ـ[علي الرميثاوي]ــــــــ[14 - 12 - 2005, 08:26 م]ـ
يقول ابن هشام رحمه الله عند تعرضه لرفع الفعل المضارع في شرح قطر الندى:
((أجمع النحويون على أن الفعل المضارع إذا تجرد من الناصب والجازمكان مرفوعا
مثال: يقومُ زيدٌ ويقعدُ عمرو.
سبب رفع الفعل المضارع: وقد اختلفوا في تحقيق الرافع له، ما هو؟:
فقال الفرّاء وأصحابه: رافعه نفس تجرُّدِه من الناصب والجازم.
رأي الكسائي: رافعه حروف المضارعة.
رأي ثعلب: رافعه مضارعته للاسم.
رأي البصريين: رافعه حُلولُه محلَّ الاسم، ولهذا إذا دخل عليه نحو: «أَنْ» و «لَنْ» و «لَمْ» و «لَمَّا» امتنع رفعه لأن الاسم لا يقع بعدها، فليس حينئذ حالاًّ محلَّ الاسم.
و أصح الأقوال هو الأول والذي يجري على ألسنة المعربين، يقولون: مرفوع لتجرد من الناصب والجازم.
ويفسد قول الكسائي أن جزء الشيء لا يعمل فيه، وقولَ ثعلب أن المضارعة إنما اقتضت إعرابه من حيث الجملة، ثم يحتاج كل نوع من أنواع الإعراب إلى عامل يقتضيه، ثم يلزم على المذهبين أن يكون المضارع مرفوعاً دائماً، ولا قائل به.
ويرد قول البصريين ارتفاعه في نحو " هلا يقومُ " لأن الإسم لا يقع بعد حروف التحضيض))
مع تقديري للمرحوم محمد محي الدين عبدالحميد عفا الله عنه، إلا أنني أعتب عليه لعدم شرحه رحمه الله للعبارات التي وردت بالأحمر، وقد كان أهلاً لذلك، فهل هناك من يتصدى ويكمل هذا النقص من أفذاذ النحاة في هذا المنتدى الرائع؟؟ مع ذكر مثال توضيحي بسيط لو تكرمتم سادتي.
ـ[بائع البسمات]ــــــــ[25 - 12 - 2005, 07:44 ص]ـ
الحَمْدُ للهِ
ويفسد قول الكسائي أن جزء الشيء لا يعمل فيه، وقولَ ثعلب أن المضارعة إنما اقتضت إعرابه من حيث الجملة، ثم يحتاج كل نوع من أنواع الإعراب إلى عامل يقتضيه، ثم يلزم على المذهبين أن يكون المضارع مرفوعاً دائماً، ولا قائل به.
ويرد قول البصريين ارتفاعه في نحو " هلا يقومُ " لأن الاسم لا يقع بعد حروف التحضيض
أَسْاَلُ اللهَ أَنْ يَرْزُقَنِي السَّدَادَ فِي القَولِ:
قوله (ويفسد قول الكسائي أن جزء الشيء لا يعمل فيه)
فالكسائي رحمه الله يرى أن حروف المضارعة (أ ن ت ي) هي العامل في رفع الفعل المضارع فرد عليه ابن هشام رحمه الله بجوابين:
1 - أن جزء الشيء لا يعمل فيه مثاله: حين تقول (يشرح محمد النحو) يقتضي على قول الكسائي أن تكون الياء في يشرح هي العامل وهو ممتنع لأنها جزء من المعمول وهو الفعل فلا يصح كون الشيء عاملا ومعمولا في نفس الوقت فكأنه كالجمع بين متناقضين.
2 - إن كان حرف المضارعة هو العامل فيلزم منه رفع المضارع دائما لان حرف المضارعة لا يفارق الفعل المضارع لأنه علامة عليه وعليه يلزم رفع (لن تضربوا و لم يقم) فتقول (لن تضربون و لم تقوم) وهذا ظاهر الفساد.
قوله (وقولَ ثعلب أن المضارعة إنما اقتضت إعرابه من حيث الجملة، ثم يحتاج كل نوع من أنواع الإعراب إلى عامل يقتضيه)
ثعلب رحمه الله يرى أن مشابهة المضارع للاسم جعله مرفوعا فرد عليه ابن هشام رحمه الله بجوابين أيضا:
1 - أن مشابهة المضارع للاسم اقتضت أن يكون المضارع معربا سواء كان إعرابه بالرفع أو بالنصب أو بالجزم ثم كل واحد من هذه الأنواع الثلاثة يحتاج إلى عامل وللنصب والجزم حروف عاملة فيها فيبقى الرفع على ماهو عليه طريدا لا راعي له فالمضارعة سبب لإعراب الفعل المضارع وليس عاملا لرفعه.
2 - عين الجواب الثاني عن مذهب الكسائي إذ إن المشابهة قائمة دائما فيلزم على ذلك رفع المضارع دائما وهو ظاهر البطلان والجوابان الأخيران هو معنى قوله (ثم يلزم على المذهبين أن يكون المضارع مرفوعاً دائماً، ولا قائل به)
قوله (ويرد قول البصريين ارتفاعه في نحو " هلا يقومُ " لأن الاسم لا يقع بعد حروف التحضيض)
يرى البصريون أن العامل هو حلول الاسم محله فرد ابن هشام بان هذا غير مطرد في حروف التحضيض إذ لا يصح حلول الاسم محل الفعل لان حروف التحضيض لا تدخل إلا على الأفعال فلا يصح قول: هلا زيد قائم و ألا عمرو نحبه.
والمسالة فيها أربعة أقوال أخرى غير هذه الأربعة وإنما أعرض عنها ابن هشام رحمه الله لان ما ذكر أوجه منها
الحَمْدُ للهِ
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[25 - 12 - 2005, 08:41 ص]ـ
الأستاذ الكريم بائع البسمات:
شكرًا على توضيحك للأخ علي الرميثاوي، فقد أبنت ما خفي، وأهديتَ أخانا بسمة بلا ثمن.
ولي عودة قريبة، إن شاء الله.
ـ[علي الرميثاوي]ــــــــ[30 - 12 - 2005, 01:02 م]ـ
أشكرك من أعماق قلبي أخي الفاضل بائع البسمات، ويشهد الله تعالى أنك قد رسمت ابتسامة على وجهي بعد ترقب طويل - نوعاً ما - للجواب:)
وأعتذر لك على تأخر شكري لك، فقد حسبت أم الموضوع ذهب مع الريح، ولم ألتفت إليه إلا قبل لحظات!
ولعمري أن بيانك سلس وجميل، أسأل الله يوفقك بكل حرف منه إلى حج بيته الحرام.
كما أحيي أخي خالد الشبل ونحن في انتظارك بارك الله فيك:)