[دروس فى النحو العربى (أساليب النحو-التعجب)]
ـ[زيد الخيل]ــــــــ[01 - 11 - 2005, 07:26 ص]ـ
أسلوب التعجب
تعريفه:
تعبير كلامي يدل على الدهشة والاستغراب، عن الشعور الداخلي للإنسان عند انفعاله حين يستعظم أمرا نادرا، أو صفة في شيء ما قد خفي سببها.
نحو: ما أعظم التضحية، وأعظم بالفضيلة.
وما أجمل السماء، وأجمل بالسماء.
ومنه قوله تعالى: {فما أصبرهم على النار} 1.
وقول الشاعر:
فما أكثر الإخوان حين تعدهم ولكنهم في النائبات قليل
أنواع الأساليب التعجبية:
للتعجب صيغ كثيرة منها السماعي، ومنها القياسي:
أولا ـ أساليب التعجب السماعية:
هي الأساليب التي وضعت في الأصل لغير التعجب، والتي لا وزن، أو قاعدة قياسية لها، ولكنها تدل عليه بالاستعمال المجازي، ولا علاقة لها أصلا به، وألفاظها لا تدل عليه صراحة، وإنما دلت عليه دلالة عارضة عن طريق النطق بها مجازا.
ومن تلك الأساليب الآتي:
1 ـ استعمال المصدر " سبحان " مضافا إلى لفظ الجلالة لإظهار التعجب والدهشة.
نحو: سبحان الله.
فسبحان الله بلفظها ومعناها وضعت أصلا للدعاء والعبادة، تم استخدمت في التعجب على غير الأصل.
ومنه قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " سبحان الله!!
إن المؤمن لا ينجس حيا، ولا ميتا ".
ومنه قولهم: لله دره فارسا. أو: لله دره من فارس.
ـــــــــــــــ
1 ـ 175 البقرة.
ومنه قول عمرو بن العاص عن عمر بن الخطاب:
" لله در ابن حنتمة أيَّ رجل كان!! ".
2 ـ ما ورد عن العرب قولهم: " لله أنت من رجل ".
فالنسبة المخاطب لله لا تدل على التعجب، ولكن لورود هذا الأسلوب غالبا في مواقف الإعجاب والدهشة أفاد معنى التعجب.
3 ـ الاستفهام الذي تضمن معنى التعجب.
نحو قوله تعالى: {كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم} 1.
فكلمة " كيف " بلفظها ومعناها تفيد في الأصل الاستفهام، ولكنها في هذا المقام دلت على التعجب دلالة عارضة على سبيل المجاز.
4 ـ استعمال صيغة النداء " وهو ما يعرف بالنداء التعجبي ":
كقول الشاعر:
فيالك من ليل كأن نجومه بكل مغار الفتل شدت بيذبل
5 ـ استعمال اسم فعل الأمر. كقول الشاعر:
واها لسلمى ثم واها واها!!
ثانيا ـ صيغ التعجب القياسية:
ويقصد بصيغ التعجب القياسية: تلك الصيغ التي وضعها الصرفيون لتدل بلفظها ومعناها على التعجب والدهشة، وهما صيغتان:
1 ـ ما أفعله. نحو: ما أكرم العرب، وما أعظم الإسلام.
2 ـ أفعل به. نحو: أكرم بالعرب، وأعظم بالإسلام.
تركيب صيغ التعجب:
ما أفعله: تتركب هذه الصيغة من مكونات ثلاثة هي:
ما التعجبية، وفعل التعجب، والمتعجب منه.
ــــــــــــ
1 ـ 28 البقرة.
أ ـ ما: نكرة تامة بمعنى " شيء "، ولكنه شيء عظيم، فهي في قوة الموصوفة، لذلك صح الابتداء بها.
ب ـ فعل التعجب: فعل ماض جامد لا يتصرف، مثله مثل بقية الأفعال الجامدة " ليس، وعسى، ونعم، وبئس "، وغيرها.
فإذا دخلت عليه نون الوقاية تقول: ما أكرمني، وما أحوجني إلى المساعدة.
وما أفقرني إلى عفو الله. وما إلى ذلك.
وفيه ضمير يعود على " ما " التي هي أداة التعجب، والجملة كلها بعد " ما " في محل رفع خبر.
ج ـ المتعجب منه: وهو الاسم المنصوب الواقع مفعولا به بعد فعل التعجب.
نحو: ما أعذب الشعر. وما أروعه. وما أجبن العدو، وما أقبح النفاق.
فالشعر، وضمير هاء الغائب، والعدو، والنفاق كلها ألفاظ متعجب منها، وقد جاء مكملة للجملة الفعلية، وحكمها النصب دائما على أنها مفاعيل بها.
أفعل به: وتتكون هذه الصيغة أيضا من مكونات ثلاثة هي:
فعل التعجب، والباء، والمتعجب منه.
أ ـ فعل التعجب: هو فعل ماض مبني على السكون، جاء على صيغة الأمر.
ومن خلال التعريف السابق يلاحظ أن لفعل التعجب " أفعل " صورتين هما:
1 ـ أن يعرب هو نفسه على أنه فعل أمر مبني على السكون.
2 ـ أن يعرب ما بعده على تقدير أنه فعل ماض.
ب ـ الباء: حرف جر زائد، والاسم المتصل بها مجرور لفظا مرفوع محلا على لأنه فاعل.
ج ـ المتعجب من: وهو الاسم المتصل بحرف الجر الزائد لذلك يعرب مجرورا لفظا، مرفوعا على المحل لأنه فاعل لفعل التعجب باعتباره فعلا ماضيا.
¥