وجدت موضوعكم هذا بينما كنت أتصفح ما فاتني في زاوية المبتدئين من أخبار ومعارف .. ويسرني أن أفتح باب النقاش من جديد:
من وجهة نظري، وحسب ما تعلمته من أستاذتي أثناء دراستي واستماعي في المحاضرات، فإنني فهمت بأن النحو يختص بالعلاقات بين الكلمات في الجملة، فإن فهمنا العلاقات الخفية تلك فإن الإعراب الصحيح سيأتيمن تلقاء نفسه، أما بالنسبة لاختلاف النحاة في الإعراب، فإنه، وحسب ما فهمته من أستاذتي، ناجم عن منهج المدارس النحوية، وكما تعرفون فإن النحاة أولا ذهبوا إلى الصحراء واستمعوا للعرب ولطريقتهم في لفظ الكلمات ثم عادوا وشرعوا في وضع علم النحو كمن يصنف مكتبة كانت ملئية بالكتب المفيدة ولكن غير المرتبة وفقا للتصنيف، ووفقا لتاريخ النحو فقد كان هنالك مدرستان هما المدرسة الكوفية والمدرسة البصرية، ومن رأيي فإن عيب المدرستين هو التعصب لقاعدة بعينها ورفض ما أتت به المدرسة الأخرى، ولو أني اقتنعت بمنهج المدرسة البصرية أكثر من الكوفية بسبب منهج البصرية الأكثر موضوعية وعلمية حسب ما سمعته من شرح أستاذتي عن المدرستين، ومن رأيي فإنه يجب على أي دارس لعلم النحو أن يتمرس أولا في معرفة تقسيم المكتبة النحوية من خلال كتب المبادئ، ثم يبدأ في إدراك العلاقات وبعد ذلك سيعرب الجمل وحتى الفقرات الكبيرة (أو حتى الكتب) دون عناء، بل سيجد متعة في أن يورد إمكانية إعراب بعض الجمل والكلمات بأكثر من طريقة، وذلك وفقا لما رجح من خلال نظرته للعلاقة بين الكلمات في الجملة، والفقرة.
أخيرا ومما تقدم فإنه بإمكاننا أن ننظر إلى العالم/علم النحو/الإعراب لجملة/فقرة من زاوية واحدة ومن لون واحد ومن بعد واحد، ولن نتعلم أي شيء في هذه الحالة، وبإمكاننا أن ننظر من عدة أبعاد ومن عدة وجهات وعبر أكثر من مستوى إدراك، وحينها فقط سنفهم ما معنى أن يكون النحو/ العلم/ أي شيء آخر في الحياة قابلا لأن يتطور ولأن يستمر كما يحدث لنا تماما.
تحياتي لكم .. وعذرا عن كل خطأ أو تقصير.
ولكم مودتي وتقديري
: rolleyes:
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[15 - 09 - 2003, 12:15 ص]ـ
هلا يا أخت مريم
شكرا لمداخلتك وإنعاشك للموضوع
أعجبني رأيك عن النظر إلى بعض الكلمات بأكثر من وجه إعرابي
فإن ذلك يضفي على الجملة أكثر من معنى دون تناقض بينها
وهذا مما يسمى في العربية بالتوسع في المعنى
جزاك الله خيرا على المشاركة
ـ[أبو سارة]ــــــــ[20 - 09 - 2003, 12:36 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لكم جميعا على هذه الإفادات، ونسأل الله تعالى أن يجعلها في موازين أعمالكم0
وفي الحقيقة هنا أمر مهم، يقولون العلم في الصغر كالنقش في الحجر، ولكن هناك أناس (وأنا منهم) لم يتوسعوا في معرفة علم النحو في صغرهم، ففاتهم الكثير منه، ثم جذبتهم مشاغل الحياة وحالت بينهم وبين حفظ ما أحبوه منه (أي علم النحو)،وفي هذه الحالة صعب أن أجلس لأحفظ قواعد النحو، والأهم من هذا أنه حين الكتابه ربما تقع كثير من الأخطاء النحوية، وربما تكون أخطاء بديهية وقد أكتشف الكثير منها عند قرائتها، والطريقة التي أتبعها الآن هي أنني أدقق في ما أسمع من أشرطة القرآن في السيارة مثلا، وعندما أقف على شيء مربك، أذهبُ إلى كتب النحو لأرى القاعدة فيه، وعندما أقرأ كتاب لشخص أعرف سلامته النحوية، أفعل نفس الشيء، هذه التجربة نفعتني كثيرا وأغنتني عن حفظ قواعد النحو مباشرة كما هو متبع في المدارس، وصحيح أنه يفوتني شيء كثير، ولكني أخرج بفائدة عزيزة على قلبي0
أعود فأقول أن هموم المعربات بالحروف هو أصعب إشكال يواجهني بالنحو، وقبل أيام قرأت كتاب عن الخلفاء الراشدين وعنوان الفصل هكذا (الخلفاء الراشدين) وقرأت موضوعا آخر في كتاب آخر عنوانه هكذا (اخلفاء الراشدون) والحقيقة احترت بين الأمرين، هذا مثال فحسب، ولو رمنا الحصر لمللنا الكتابة دون الوصول إليه0
أشكركم جميعا مرة أخرى ووفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[15 - 07 - 2004, 01:35 م]ـ
أعزائي:
لا ينبغي إدخال المبتدئين في خلافات العرب وتباين لهجاتهم. لأن أكثر تلك الخلافات قديمة ولا أحد يجيز لأحد االتحدث وفقها. أقصد من حيث الإعراب لا الخصائص الصوتية.
فمثلا لو قال قائل: اشتريت كتابان من مكتبتان.
من منا لن يرد عليه؟؟؟
وإن كان التركيب النحوي له أصل فصيح بل كما قال ابن عقيل هذه اللغة الأصح، والنصب والجر بالياء الأشهر.
ولقد سمعت يوما من الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه اللله وأعلى درجته -يقول ردا على استفسار حول هذا الموضوع: هل يجوز للرجل أن ينصب المثنى أو يجره بالحركات المقدرة على الألف؟
أجاب رحمه الله: لا لا يجوز ذلك واستخدامه لتلك اللغة خطأ
وإنما نقول ذلك فصيحا إذا كان المتكلم فردا من إحدى القبائل التي تتحدث بتلك اللغة. (انتهى كلامه، بتصرف)
إذاً
نستطيع القول إن تلك اللغات بالنسبة إلينا هي ثراث، نتعرف خلاله خصائص لهجات العربية واختلافاتها.
ونعرف كذلك من خلالها فصاحة العرب لكي لا يتسرع متسرع بتخطئتهم.