المبتدأ نكرة، ومتى تُعرّف كلمة "غير"؟!
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[15 - 08 - 2003, 07:01 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
إخواني الفضلاء: سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجزي القائمين على هذا المُنتدى خير الجزاء، وأن يقر أعينهم برؤية ثمراته المُجتناة منه، آمين.
وهذه أول مُشاركة لي وجدتها فرصة طيبة لأعرض فيها بعض الأسئلة التي اختلفتُ فيها مع بعض الإخوة:
(1) هل يأتي المُبتدأ نكرة؟ وهل هناك إجماع على خلاف ذلك؟
(2) كلمة "غير" متى تأتي نكرة ومتى تأتي معرفة؟ [أعني: متى أقول --مثلا- غير المفيد، ومتى أقول: الغير مفيد]
وجزاكم الله خيرًا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أبو تمام]ــــــــ[15 - 08 - 2003, 02:22 م]ـ
السلام عليكم .........
الذي أعرفه أن النكرة لا يبتدأ بها إلا إذا أفادة.
أما بخصوص غير فهي مهما تعرّفت فهي نكرة، وهي تسمى نكرة متوغلة في الابهام.
ولعل الإخوة في المنتدى أخبر مني بهذة الأمور.
تحياتي لك
ـ[الكاتب1]ــــــــ[15 - 08 - 2003, 02:28 م]ـ
أخي " محمد بن يوسف "
أجيبك عن السؤال الأول والذي تقول فيه:
1) هل يأتي المُبتدأ نكرة؟ وهل هناك إجماع على خلاف ذلك؟
الأصل في المبتدأ أن يكون معرفة لأنه موضوع الكلام أو المسند إلليه، أو المتحدث عنه إذ لامعنى أن تتحدث عن مجهول لكن النكرة إذا أفادت يجوز الابتداء بها. وتكون النكرة مفيدة في مواضع عدة منها:
1 - بالإضافة لفظا، نحو: " خمس صلوات كتبهن الله " أو معنى، نحو: " كل يموت "وقوله " كل يعمل على شاكلته "
2 - بالوصف لفظا، نحو: " لعبد مؤمن خير من مشرك "، أو تقديرا نحو:" شر أهر ذا ناب "، أو معنى نحو:" بأن تكون مصغر ة نحو:" رجيل عندنا "
3 - بأن تكون خبرها ظرفا أو جارا ومجرورا مقدما عليها، نحو: " وفوق كل ذي علم عليم " وقولنا:" في الدار رجل"
4 - بأن تقع بعد نفي، نحو: " ما خلّ لنا "، أو استفهام، نحو: "هل فتى فيكم، أو لولا، نحو: " **ولولا اصطبار لأودى كل ذي مقة **
أو إذا الفجائية، نحو: " خرجت فإذا أسد رابض"
5 - بأن تكون عاملة فيما بعدها نصبا، نحو إطعامٌ جائعا حسنة "، أو جرا، نحو: " رغبة في الخير خير " أو رفعا، نحو:" مشرقٌ وجهه محبوب"
6 - بأن تكون من الألفاظ التي لها الصدارة في الكلام كأسماء الشرط، نحو: " من يجتهد يفلح " أو أسماء الاستفهام، نحو: " من زارك؟ "، أو ما التعجبية، نحو: " ماأحسن العلم!، أو كم الخبرية، نحو: " كم مأثرة لك " أو كانت مضافة إلى ماله حق الصدارة، نحو: " كتاب مَن استعرت؟ "
7 - بأن يراد منها حقيقة الجنس وعموم أفراده لافرد واحد منه، نحو: " إنسان خير من بهيمة "
8 - بأن تدل على دعاء، نحو: " سلام عليك " و" ويل له "
9 - بأن تكون خلفا عن موصوف، نحو: " عالم خير من جاهل " أي رجل عالم
10 - بأن يراد بها التنويع، نحو: " يوم علينا ويوم لنا "
11 بأن تقع صدر جملة حالية، نحو: " سرينا ونجم قد أضاء " و" دخلت الصف ومحفظةٌ في يدي "
12 - بأن تعطف على معرفة، نحو: " خالد ورجل يتعلمان النحو، أو يعطف عليها معرفة، نحو: " رجل وخالد يتعلمان النحو "
13 - بأن تعطف على نكرة موصوفة، نحو: " قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى، أو يعطف عليها نكرة موصوفة، نحو: " طاعة وقول معروف "
بأن تقع جوابا، نحو: " رجل " في جواب من قال: " مَن عندك؟ "
أما سؤالك الثاني:
2) كلمة "غير" متى تأتي نكرة ومتى تأتي معرفة؟
حقيقة لم أقرأ عن غير أنها تأتي معرفة حتى ولو أضيفت فالإضافة تكسبها التخصيص لا التعريف
وآمل من أساتذتنا الأفاضل التعقيب والإضافة إن كان من نقص.
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[15 - 08 - 2003, 04:18 م]ـ
جزاكما الله خيرًا.
الرجاء قراءة السؤال مرة أخرى؛ فقد أضفت إليه إضافة يسيرة للتوضيح، جعلتها بين معكوفتين.
وجزاكم الله خيرًا.
ـ[الكاتب1]ــــــــ[15 - 08 - 2003, 05:43 م]ـ
أخي محمد بن يوسف
الآن فهمنا المقصود من سؤالك فإليك الجواب حسب معرفتي به
يقول البغدادي " لاتدخل الألف واللام على " غير " لأن المقصود من إدخال " أل " على النكرة تخصيصها بشيء معين، فإذا قيل " الغير " اشتملت هذه اللفظة على ما لايحصى، ولم تتعرف بـ"ال" كما أنها لم تتعرف بالإضافة فلم يكن لإدخال " أل" عليها من فائدة
وجاء في المصباح المنير في مادة " غير "
يكون وصفا للنكرة تقول " جاءني رجل غيرك " وقوله تعالى " غير المغضوب عليهم " إنما وصفت بها المعرفة لأنها أشبهت المعرفة بإضافتها إلى المعرفة فعوملت معاملتها ومن هنا اجترأ بعضهم فأدخل عليها الألف واللام و لك أن تمنع الاستدلال وتقول: الإضافة هنا ليست للتعريف بل للتخصيص والألف واللام لاتفيد تخصيصا فلا تعاقب إضافة التخصيص، مثل سوى، وحسْب فإنه يضاف للتخصيص ولا تدخله الألف واللام.
وجاء في الصبان عند الكلام على ما يسميه بعض النحاة " الإضافة شبه المحضة " وما كان منها شديد الإبهام لايقبل التعريف، كغير، ومثل، وشبه، ما نصه: (هذه الكلمات كما لاتتعرف بالإضافة إلا فيما استثني لاتتعرف بـ" أل " أيضا لأن المانع من تعريفها بالإضافة مانع من تعريفها بـ" ال"
ولذلك يخطيء من يقول " الغير مهذب " أو كما مثلت حفظك الله " الغير مفيد
والصواب دخول "ال" على المضاف إليه وليس على "غير "فنقول:
غير المهذب "، و" غير المفيد "
وفي معجم " محيط المحيط (ولا تتعرَّف غير بالإضافة لشدَّة إيهامها وإذا وقعت بين ضدَّين كما في سورة الفاتحة صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ " ضعف إيهامها أو زال ووصفت بها المعرفة كما ترى.
ولذا ارتضى مؤتمر المجمع اللغوي الرأي القائل: "إن كلمة "غير "الواقعة بين متضادين تكتسب التعريف من المضاف إليه المعرفة ويصح في هذه الصورة التي تقع فيها بين متضادين وليست مضافة، أن تقترن بـ" ال" فتستفيد التعريف "
وكلي أمل أنني أفدتك أخي العزيز
¥