ـ[بديع الزمان]ــــــــ[18 - 09 - 2003, 07:45 م]ـ
يقول ابن هشام الأنصاريّ في أوضح المسالك إلى ألفيّة ابن مالك:
التّابع هو: الاسم المشارك لما قبله في إعرابه الحاصل و المتجدد، وليس خبرا1 0
أي: أنه كلما تغير إعراب الاسم السابق بسبب تغير التراكيب يتغير إعراب الاسم اللاحق بنفس ذلك التغيير تبعا له 0
فليس من التبعية خبر المبتدأ ولا الخبر المتعدد و لا المفعولين الثاني و الثالث و لا الحال من الاسم المنصوب 0و خرج بغير خبر (حامض) من نحو قولك: العنب حلو حامض 2 0
أمّا عامل التابع فهو محل خلاف بين نحاة العربية و خلاصة هذا الاختلاف الأقوال الآتية 3:
1. [النعت و البيان و التوكيد] يرى الجمهور أنّ العامل فيها هو العامل في المتبوع و نسب إلى سيبويه و هو اختيار الناظم، و قيل: تبعيتها لما جرت عليه أي لما قبله و بهذا يكون معنويّا و هو قول الخليل و الأخفش 0
2. أمّا البدل فيرى الجمهور أنّ عامله محذوف مماثل للعامل في المبدل منه ويستدل له بظهوره جوازا مع الظاهر ووجوبا مع الضمير وذهب المبرّد إلى أن العامل في البدل هو العامل في المبدل منه و ينسب إلى سيبويه واختاره ابن مالك وابن خروف، وذهب ابن عصفور إلى أنّ العامل في العامل في البدل هو العامل في المبدل منه لكن على أنه نائب عن آخر محذوف لا على سبيل الاستقلال 0
3. و أمّا عطف النسق فمذهب الجمهور أن العامل فيه هو العامل في المعطوف عليه لكنه عمل في المعطوف بواسطة الحرف العاطف، وقال قوم إن العامل في عطف النسق هو الحرف العاطف و قيل محذوف 0
و عرّف الأستاذ عباس حسن التابع بأنّه: لفظ متأخر دائما يتقيّد في نوع إعرابه بنوع الإعراب في لفظ معيّن متقدّم عليه يسمّى المتبوع حيث لا يختلف اللاحق عن السابق في ذلك النوع 4 0
و هو تعريف أشمل من التعريف المذكور آنفا إذ إنه يشمل الاسم و الفعل و الحرف 0
ويرى الأستاذ عباس حسن أن سبب إعراب التابع أيّا كان نوعه نعتا أو توكيدا أو عطفا أو بدلا هو التبعية ليس غير ولم يحفل كثيرا باختلاف النحاة حول العامل في التابع 0
هذه خلاصة الأقوال في العامل في التابع وأيسرها القول بأن التبعية هي العامل و أنها من قبيل العوامل المعنويّة 0
و الله أعلم 0
1 أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك ج3 ص 299 0
2 حاشية الصبّان شرح الأشموني على ألفية ابن مالك ج3 ص56 0
3 شرح التصريح على التوضيح لخالد الأزهري ج2 ص107 و أوضح المسالك - الصفحة السابقة 0
4 النحو الوافي ج3 ص434 0