تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

غزة، ونحن ما بين: مستكثر تقع عليه المسئولية العظمى كالمحروسة!، ودون ذلك على درجات فلكل حظه من التقصير، فمنا من أغلق الحدود، ومنا من صادر التبرعات، ومنا من لم يوقف الإمداد النفطي لماما أمريكا التي تعمل به مصانعها لتزويد طفلها غير الشرعي بأعتى الأسلحة ومنا ومنا ........ ، ولكل نصيبه من السنة الكونية الجارية جزاء وفاقا وما ربك بظلام للعبيد.

وتأمل فقدان مصر لنعمة الأمن تجدها، والله أعلم، أعظم بلية، لقد فقدت مصر:

أمنها العسكري: ومن دخل الجيش المصري علم مقدار الانهيار الذي حل به بعد تنحية المشير الكفء عبد الحليم أبو غزالة، رحمه الله، عن حقيبة الدفاع المصرية، بضغوط خارجية، فضلا عن انهيار الجانب الروحي الذي استرد بعض عافيته بعد نكبة 67، وذلك أخطر، عند التحقيق، من انهيار الجانب المادي، وإن كنا مأمورين بكلا الإعدادين.

وأمنها السياسي: فتراجع دورها من قوة فاعلة قبل كامب ديفيد إلى كرة من الثلج في الديب فريزر!، كما يتندر أحد الفضلاء عندنا بما هكذا معناه، تنتظر دورها في التصفية بعد احتراق أوراقها الفاعلة، فقد شارفت القيادة الحالية على استنفاد الأغراض المطلوبة منها، أو لم تعد صالحة لذلك بمعنى أدق، فلا بد من تجديد الدماء باسم التغيير!، والبدل والمبدل منه شأن خارجي صرف، فليس لمصر دور أصلا في اختيار قيادتها من لدن ملك متهتك إلى شلة فاسدة نعتت زورا بألقاب الحرية والبطولة في 52، وقصارى همة أحدهم أن يصاحب راقصة ساقطة وزيجاتهم المشرفة خير شاهد على ذلك!، فضلا عن تهتكهم خارج إطار الزواج الشرعي، إلى أبطال وهميين تم اصطناعهم لتوفير الأمن الوقائي لبني يهود، وبعد انتهاء مهمتهم يتم إلقاؤهم في سلة المهملات البشرية وتأمل الانقلابات في معظم دول العالم المتخلف لا سيما إفريقيا وأمريكا الجنوبية وأمريكا الوسطى والشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا، تجد ذلك سيناريو متكرر لا يتعظ متابعوه منه فكل يظن نفسه في مأمن حتى يحين دوره.

وأمنها الاقتصادي والغذائي: وما تقدم كاف شاف في بيانه.

بل وأمنها أفرادها الشخصي: فقوانين الطوارئ تجيز لأبطال وزارة الداخلية من الأميين الذين لا يحسنون القراءة والكتابة! تجيز لهم الهجوم على منازل المواطنين قرب الفجر واختطاف من شاءوا منهم، والتنكيل به، وإيداعه الحبس مددا مفتوحة ............. إلخ. ويوما ما تندر أحد أقربائي وقال لي: أنا أخاف الزواج لعدم أمني على نفسي، فماذا لو تم اختطافي أمام أسرتي، فلسان حاله: "شكلي حيبقى وحش!! "، إذ الزوج حريص دوما على الظهور بمظهر رب الأسرة المدافع عنها، القائم بأمورها، كما أوجبه الله، عز وجل، عليه، فإذا به يختطف في ساعات الفجر، فكيف يكون موقفه أمام زوجه إن كانت ممن لا يعي سنن الابتلاء الكونية فلا تصبر على ابتلاء كهذا.

ولكل دول العالم الإسلامي من ذلك نصيب ما بين مستكثر ودون ذلك، أيضا، وبعد نازلة غزة لا يستغرب سلب نعمة الأمن النفسي، أعظم النعم الربانية، من المجتمعات الإسلامية، وهل يستطيع الإنسان أن يتعبد ويطلب العلم ويسعى في طلب الرزق ويربي أولاده تربية شرعية صحيحة وهو مفتقد لتلك النعمة؟!.

وليس من الفقه تمني الابتلاء، أو التشاؤم، فليس ذلك من هدي النبوة على صاحبها وآله وصحبه أجمعين، أفضل الصلاة والسلام، وليس من العقل غض الطرف عن تلك المؤشرات الخطيرة التي تدل على عظم العقوبات الكونية النافذة فينا جزاء وفاقا، عدلا من الرب، جل وعلا، ولكن طمعنا في فضله، عز وجل، أن يرفع تلك الابتلاءات بدعاء وعبادة الصالحين منا: عظيم، فلعله، عز وجل، وهو القادر، على إبطال سننه الكونية، كرامة لأوليائه يعفو عنا، فإنه يعلم ضعفنا، ويعلم قلة صبرنا على الابتلاء فليس لنا من الصبر إلا ترديد حدوده ورسومه، وعند الشدائد تنكشف العزمات ويتبين الباكي من المتباكي.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير