فِي حينِ أنَّهمَا إن ارتكبَا خَطأًً فِي حَقكَ لأَقَمتَ الدّنيا عليهمَا ولمْ تسامحهمَا وسَيبقى قلبكَ أبدَ الدّهرِ يَنقمُ عليهمَا.
http://alfadela.net/1429/kids15/5.gif
إذاً سَنلخصُ سَبَبَ شُحوب وَجهكَ الآنَ:
- إحساسكَ بالذنبِ العظيمِ أمامَ والديكَ وأنكَ حاولتَ مِراراً تغييرُ أسلوبكَ معهم ولكنكَ لمْ تستطع ذلكَ.
-عندمَا تَتَذكّر وعيد الله للعاقّينَ تُحس أنَّ بانتظارِكَ عذاباً عظيماً.
-أنتَ لا تملكُ الصّبرَ ولا تتحملْ نُصحَ والديكَ.
ألاَ تشعُرْ بالخوفِ منْ هذا الكلامِ؟ إنَّهُ مُخيف .. ربما الأسباب كثيرةً جدًا لهذهِ التوتّراتِ
ولكن يجب أن تَعلم أن حياتكَ لنْ يَقلْ فيها عدد الأشياء التّي تُغضبكَ بل على العكسِ تزدادُ،
ولكن الشيءَ الذي تحتاجُ أن تَعلمهُ هو كيفَ تعيشُ مع تلكَ الأشياء ..
يجب أن تعلم أن والديكَ في مرحلةِ الشيخوخةِ تتغيرُ حالتهُمَا الجسَدية والنّفسِية في ذاتِ الوقتِ .. فتصبحُ أثقل وأضعف.
وأمامكَ توضيح لما سنقولهُ::
http://alfadela.net/1429/kids15/6.gif
حالةُُ يَمرُّ بِها الغالبيةُ منْ الناسِ فإياك والغضب لأنَّه لا يزيدكَ إلا مرضاً وبعداً عن اللهِ
ويوقعكَ في غضبهِ وسخطهِ نسأل اللهَ العافيةَ .. بل أنتَ تحتاج لأنْ تفهمْ طبيعةَ والديكَ وما يحتاجانِهِ من حبٍ وحنانٍ ..
وأكثرُ شيءٍ يحتاجانهِ أنْ تُعطيهمَا الثِّقةَ بأنفسِهمَا وذلكَ بطاعتِهمَا وإجلالَِهمَا وتقديمِهمَا والإحسانِ إليهمَا.
تذكَّر:: أنَّ مرحلةَ الشيّخوخةَ لها حاجاتٌ نفسيةٌ وجسديةٌ تحتاجُ لتعاملكَ معها بشكلٍ ذكي وصبرٍ,
فلا تَفرضْ نفسكَ عليهما بأن تُقلّل من شأنِ ذكرياتِهما أو ماضيهمَا أو تحقّر من نصائحِهما
فهما يتكلمانِ بالخبرةِ والتجربةِ وأنتَ تتكلمُ بالمعرفةِ فقط، والخبرة ُتعطي ما لا تعطيهِ المعرفة ..
http://alfadela.net/1429/kids15/7.gif
http://alfadela.net/1429/kids15/8.png
الضَوءُ الأزرقُ:: منْ لطيفِ ما خلقَ اللهُ عزَّوجَل وجعلهُ عبرةً للإنسانِ ما يحصلُ منْ بعضِ مخلوقاتهِ ..
فتلاحظ أنَّ طائرَ الَّلقلَق حينَ يعودُ إلى عشهِ يُرفرفُ بجناحيهِ كَتحيّة لزوجته أمامَ أطفالهِ ..
وهكذا حينَ يكبرُ الأبناءَ يتعلمونَ أداءَ التَّحيةَ لوالديهم حينَ عودتِهُمْ لبيتِهُمْ!!
ومن المعلوم أيضا أنّ قطيعَ حَمير الوحشِ لهُ نِظامٌ اجتماعي أسري ممتاز، فحينَ يتوجهُ الجميعُ لشربِ الماء،
يبدأ الكبارُ أولاً ثمَّ الآباءُ ثمَّ الأمهاتُ ثمَّ الأطفالُ وأيُّ مُخالفٍ للنظامِ يعاقبُ ويَنتظر دورهُ بأدبٍ!!
http://alfadela.net/1429/kids15/9.gif
http://alfadela.net/1429/kids15/10.png
الضَوءُ الأخضر: لونُ التَّفاؤلُ والحياةُ::
اخرجْ إلى مساحةٍ مِنْ الأرضِ الطيَّبةِ المملوءةِ بالحصا فقط، وَقِفْ على تلك الأرض ِ
حينَ تكونُ أشعةُ الشمسِ عموديةً على الحصا، ماذا ستلاحظُ؟ - سَترى الأرضَ تلمعُ
سبحانكَ يارب! ..
منظرٌ رائع ربما يضاهي منظرُ العشبِ الأخضرِ ..
[أذكرُ في صغري أنِّي ذهبتُ معَ والدي إلى أرضٍ تُسمى طيَّبة عندنا وكانت كلّها حجارة
فرأيتُ الأرضَ تلمعُ .. فأخذتُ أجمعُ أكبرَ عددٍ ممكنٍ منْ الحصى فِي ثيابي وأخذتُها مَعي إلى المنزلِ
ولكنّها لمْ تلمعْ كما لمعت في تلكَ الأرضِ!!
وحينَ كبرتُ وعن قريبٍ أردتُ الوقوف تحتَ أشعةِ الشمسَ للحظاتٍ فوقفتُ فإذا بي أرى بلاط المنزل يلمع،
تتبعتُ بقيةَ المنزل فلم أجد الّلمعان إلا في المنطقةِ التّي تَضربها أشعة الشمس بشكلٍ عمودي
أخبرتُ أختي لتتأكدَ مما رأيتُ وقد قلتُ لها ربما يكون هذا الحجرُ ألماساً! وكان شكلهُ جميلاً .. ]
مجردُ حَصا تُظهرُ بأمرِ اللهِ رونقها وجمالها في وقتٍ تَستعرُ فيهِ الشمسَ وربما كان هذا عرقها
ولكنه كان جميلاً .. تحمّلتِ الحرَّ والقيظَ ليظهر شكلها بشكلٍ مبهرٍ و رائع ..
وكذلكَ البحر وقت الظهر ترى صفحات الماء تتلامع بطريقة ٍتُسحَرُ فيهِ الألبابُ ..
إنَّها الطبيعةَ التَّي خلقها اللهُ عزَّوجَل لنعتبر ونتعظ .. ،
وحتّى نكون لامعين مثل تلك الأحجار القاسية أو مثل صفحات الماء الرقيقة
لابد وأن نتحمل حرَّ الأيامِ وحرَّ أوامرِ اللهَ عزَّوجَل التَّي تحترمُ كلَّ شيءٍ، تحترمكَ وتحترمُ والدكَ
وتحترمُ كلَّ كائنٍ على وجهِ الأرضِ ..
¥