تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وتجعله يتصل بأصوله الدينية والفكرية، فمصدرها يخالف مصدر التلقي الأوروبي، وكل أمة حريصة على نقاء سلالتها الفكرية من أي فكر وافد، وذلك عند التحقيق، عين التعصب الذي يخالف ما تزعمه أوروبا من الموضوعية، فلو كان عندها شيء من ذلك، لنظرت في دين الإسلام نظرة إنصاف وتجرد دون أحكام مسبقة بالتطرف والإرهاب ....... إلخ، ولكنها كما تقدم، موضوعية تسير في اتجاه واحد: اتجاه تشويه الإسلام وتخريبه من الداخل برسم التجرد وحرية البحث العلمي، وحتى معيار التسوية بين الأديان، بمنع ارتداء الرموز الدينية لا يطبق بصرامة إلا في حق المسلمين، فالقلنسوة اليهودية والعمامة السيخية لا تثير في نفوس الألمان، كما تقول إحدى الباحثات الألمانيات في برنامج "بلا حدود" على فضائية الجزيرة، لا تثير في نفوسهم الاشمئزاز، كما يثير ذلك الحجاب والمئذنة، بل إن وسائل إعلامهم ذات المعايير المزدوجة تروج تهدئة للاحتجاج الجماهيري المتزايد على مشاركة القوات الألمانية في عمليات الناتو في بلاد الأفغان، تروج لفكرة تحرير المرأة الأفغانية من الظلم الواقع عليها، فالحجاب أحد وسائل قهرها، وإن لم تشتك منه وإن كانت ترغب في ارتدائه، فهي مقهورة بالعافية! كما يقال عندنا في مصر، فذلك التحرير من جنس تحرير أمريكا للعراق، فلا بد أن يتحرر العراقيون رغما عن أنوفهم!.

ومن مظاهر التعصب الذي يغذيه العقل الجمعي الألماني في هذه الآونة ما أشارت إليه تلك الباحثة الألمانية من صور التعصب من قبيل:

حادثة الأخت مروة الشربيني، رحمها الله، وكيف تناولها الإعلام الألماني ببرود ولم يخصص لها إلا بعض الصفحات الداخلية بخلاف ما لو تعلق الأمر بقدح صريح في الإسلام فإن الصفحات الأولى تفرد له إمعانا في إهانة المسلمين والانتقاص من قدرهم وتشويه صورتهم في الذهن الألماني المتعصب بطبعه، ولو من الناحية القومية، فهو أمر أشهر من أن يذكر.

وإطلاق النار على زوجها لما أراد أن يحميها من قاتلها، حماية لذلك القاتل منه!، فالمطلوب أن تقتل زوجه أمام عينه ولا يحرك ساكنا!، فالشرطي، كما تقول تلك الباحثة الألمانية في تحليل دقيق: قد استقر في عقله الباطن صورة الإسلام الهمجي فلا يتصور أي رد فعل من أي مسلم، ولو دفاعا عن نفسه وزوجه إلا عملا عدوانيا يستحق المواجهة الحاسمة، فلو قتل الألماني فإنه يحظى بمحاكمة عادلة، مع ما قد علم من تفاصيل القضية من تحرشه الدائم قبل الحادث بالأخت مروة، رحمها الله، وحرصه على إهانتها بالقول الفاحش والفعل إذ تعدى عليها بمحاولة نزع حجابها، وكل ذلك ليس إرهابا!، وإنما الإرهاب الذي يستحق المواجهة ما قام به زوجها في قاعة المحاكمة من محاولة الدفاع عنها وهو يرى ذلك المجرم ينهال عليها بسكين حادة!، فأي معايير هذه التي تحكم تلك الأمم التي تزعم لنفسها التمدن ولغيرها التخلف والرجعية والأصولية ...... إلخ من المصطلحات النمطية المحفوظة؟!.

وقل مثل ذلك في قوانين معاداة السامية فهي، أيضا، قوانين صارمة، تطبق بمنتهى الدقة والحزم، لا سيما إن كان العدو مسلما يحاول كشف زيف المحارق التي تم تضخيمها وزرعها في العقل الجمعي الأوروبي عموما، والعقل الجمعي الألماني خصوصا بالتكرار المؤدي إلى الإقرار والتسليم ولو بوهم لا حقيقة له، أو له حقيقة دون ما يروج له بكثير، فمقابل هذه الصرامة: يسب الإسلام ونبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وذلك ازدراء صريح للأديان، ولا يتحرك أحد إلا منافحا عن الساب مقرا له محرضا له على مزيد من السب وقلة الأدب برسم: حرية الفكر! فهي مكفولة لكل من سب الإسلام ونبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقط!.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير