? يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ? ([22]) في آيات، وهذا معناه أن يسلموا أن يحققوا التوحيد، ويتبرءوا من الشرك، فمن أتى بالتوحيد، وسَلِمَ من الشرك فقد اتقى الله جل وعلا أعظم أنواع التقوى، ولهذا قال جماعة من المفسرين في قوله جل وعلا ? إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْ الْمُتَّقِينَ ? [المائدة:27] يعني من الموحدين.
فهو أن يعمل بالطاعات، وأن يجتنب المحرمات، كما قال طَلْقُ بن حبيب رحمه الله: "تقوى الله: أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله على نور من الله تخشى عقاب الله". قال ابن مسعود وغيره في رجل سأله عن التقوى فقال: ألم تمش على طريق فيه شوك؟ فقال بلى. قال فما صنعت؟ قال شمرت واتقيت، قال فتلك التقوى. وهي مروية أيضا عن عمر - رضي الله عنه - ونظمها ابن المعتز الشاعر المعروف بقوله:
خلٍّ الذنوب صغيرها
وكبيرها ذاك التقى
واصنع كماشٍ فوق أر
ضِ الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرنّ صغيرة
إنّ الجبال من الحصى
وهذا بعامة يخاطب به أهل الإيمان، فإذن تقوى الله جل وعلا أن تخاف من أثر معصية الله جل وعلا، أنْ تخاف من الله جل وعلا فيما تأتي، وفيما تذر، وهي في كل مقام بحسبه. التقوى في كل مقام بحسبه، ففي وقت الصلاة هنا تخاطب بالتقوى، وفي وقت الزكاة تخاطب بالتقوى، في هذا المقام، وفي وقت الإتيان بسنة تخاطب بالتقوى، وفي وقت المخاطبة بواجب تخاطب بالتقوى، وفي وقت أن يعرض عليك مُحرَّم من النساء أو المال، أو الخمور، أو ما أشبه ذلك من الأنواع، أو محرمات اللسان، أو أفعال القلوب من العُجْب والكِبْر، أو الازدراء وسوء الظن، إلى آخره، في كل مقام يأتيك هناك تقوى تخصه. فإذن تتعلق التقوى بالأزمنة وبالأمكنة؛ ولهذا قال عليه الصلاة والسلام (اِتَّقِ الله حَيْثُمَا كُنْتَ)؛ لأنّه ما من مكان تكون فيه أو زمان تكون فيه إلا وثم أمر أو نهي من الله جل وعلا يتوجه للعبد.
والوصية بالتقوى هي أعظم الوصايا، ? وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَن اتَّقُوا اللَّهَ? [النساء:131] وكان الصحابة رضوان الله عليهم كثيرا ما يوصي بعضهم بعضا بتقوى الله، فهُم يعلمون معنى هذه الوصية العظيمة.
ـ[أبو همام الطنطاوي]ــــــــ[05 - 04 - 2010, 01:45 ص]ـ
نخلص مما سبق بالآبي
===تضاف التقوي إلي
*تارة تضاف التقوي إلي الله "اتقوا الله " وتارة "اتقوا النار " وتارة "واتقوا يوما ترجعون فيه إلي الله"
*وتارة يضاف الأمر بالتقوي للذنوب ومقدماتها "اتقوا الشح " "اتقوا اللعانين"
*وتارة يضاف إلي القبائح والكرائه "وتوق كرائم أموالهم "
*وتارة يكون للتحذير مما يخاف "واتق دعوة المظلوم"
*وتارة يكون للتحذير من أمر مباح يجر لحرام "اتقوا الدنيا واتقوا النساء"
=== الوقاية لا تكون من الذنب فقط بل مما يجر إليه كما أسلفنا
=== أعلي منازل التقوي الورع
===التقوي أصل في تجنب القبائح والمتجنب للقبائح لا يخلو أمره من استفادة من خير
فهي تسبب له
*صون النفس وحفظها وحمايتها مما يشينها ويذري بها
*صيانة الإيمان فلا ينتقص إذ النقصان بالمعاصي
*توفير الحسنات وهي إما بمعني فعل حسنة بدل سيئة أو بمعني زيادة الحسنات مقارنة بالسيئات
===يدخل في التقوي فعل المندوبات وترك المكروهات وفواضل المباحات كما يدخل فيها فعل الواجب وترك المحرم
===وللتقوي فوائد كثيرة منها
*سبب لدخول الجنة
*وعدم دخول النار
*سبب للرزق
*مخرج من الضوائق
*سبب لتيسير ما عسر
*ولتكفير الذنوب
*سبب لصلاح الأحوال
*ومعرفة الحق من الباطل
*والهداية لسبيل الرشاد
*سبب للتعلم
*واكتساب الحكمة
وغير ذلك كثير
نرجع لحديثنا
=== لماذا خص الحديث اتقاء الدنيا والنساء
*لأن الطباع تجبل علي حبهما
*ولأن الافتتان بهما سريع جدا للنفوس
*ولكثرة الابتلاء بهما
* ولأنه ولابد أن نتعامل معهما
والله أعلم
=== كيف تكون الوقاية من الدنيا
للوقاية من شرور الدنيا أسباب كثيرة منها
*معرفة كنهها وأنها مزرعة للآخرة
* معرفة أساليب مكرها وأخذ الحيطة لذلك
*عدم الركون إليها والاغترار بها
*الأخذ بالكفاف
* والأهم الاستعانة بالله أولا وآخرا والالتجاء لركنه الشديد
=== وللوقاية من فتنة النساء أسباب منها
*التمتع بالحلال
*الأخذ بالأحوط
*الرقابة والقوامة
¥