سُبحان الله؛ نصحَ فأحسنَ النصح؛ وحين عُرضت عليه ما لو عرض علينا اليوم نقبله بدافع أنه المقابل الصحي لخدمة قُدمت للوالي؛ فلم يقبلها وقبل ما هو خير منها بفطنة منه رحمة الله على الأوزاعي وعلى كل المُسلمين.
أحسنت أخي معاذ. زدنا من عبرك؛ زادك الله من فضله آمين.
جزاك الله خيرا يا نور على المرور الذى يسعدنى دائما
**المال والعطاء هما المقابل الرسمى لا الصحى:):)
ـ[معاذ بن ابراهيم]ــــــــ[11 - 07 - 2010, 06:04 م]ـ
بين الأوزاعي وعبد الله بن علي
لما دخل عبد الله بن علي دمشق, بعد أن أجلى بني أميّة عنها, طلب الأوزاعي, فتغيّب عنه ثلاثة أيام, ثم حضر بين يديه, قال الأوزاعي: دخلت عليه وهو على سريره وفي يده خيزرانة والمسودة عن يمينه وشماله معهم السيوف مصلتة, والغمد والحديد, فسلمت عليه فلم يرد. و نكت بتلك الخيزرانة التي في يده
ثم قال: يا أوزاعي ما ترى فيما صنعناه من إزالة أيدي أولئك الظلمة عن العباد والبلاد؟ أجهادا ورباطا هو؟
فقلت: أيها الأمير سمعت يحيى بن سعيد الأنصاري التيمي يقول: سمعت محمد بن ابراهيم يقول سمعت علقمة بن وقاص يقول: قال عمر بن الخطاب رضي الله عن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" إنما الأعمال بالنيّات وإنما لكل امرىء ما نوى, فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله, فهجرته إلى الله ورسوله, ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه".فنكت بالخيزرانة أشدّ ما ينكت وجعل من حوله يقبضون أيديهم على قبضات سيوفهم.
ثم قال: يا أوزاعي ما تقول في دماء بني أميّة؟
فقلت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا يحلّ دم امرىء مسلم إلا بإحدى ثلاث, النفس بالنفس, والثيّب الزاني والتارك لدينه المفارق للجماعة"
فنكت أشد من ذلك
ثم قال: ما تقول في أموالهم؟
قلت: إن كانت في أيديهم فهي حرام عليك أيضا, وإن كانت حلال فلا تحل لك إلا بطريق شرعي
فنكت أشد ما ينكت قبل ذلك
ثم قال: ألا نوليك القضاء؟
قلت: إن أسلافك لم يكونوا يشقون عليّ في ذلك, وإني أحب ما ابتدأوني به من الاحسان
فقال: كأنك تحب الانصراف؟
فقال: إن ورائي حرما وهنّ يحتجن القيام عليهنّ وسترهن وقلوبهن مشغولة بسببي
و انتظرت رأسي أن يسقط بين يدي, فأمرني بالانصراف.
ـ[المراغي]ــــــــ[11 - 07 - 2010, 09:34 م]ـ
أخي الكريم معاذ ..
لست أدري كيف أعبر لك عن إعجابي بهذا الموضوع وما تأتي به من حين لآخر من مواقف تبرز ثبات رجال في مواقفهم، وقولهم الصدق حين يجبن كثير، لا يملأ قلوبهم إلا خشية الباري عز وجل ..
حتى لدرجة أني صرت أمر على الموضوع بحثا عن الجديد لكأنه ورد يومي، أتزود منه للتثبيت والعظة ..
فلست أملك إلا أن أقول سلمت يمناك أخي الكريم، وثقَّل بكل حرف خطته يمينك موازين حسناتك.
أعاننا الله وإياك على أن نكون من أنصار الحق وأعوانه.
ـ[معاذ بن ابراهيم]ــــــــ[12 - 07 - 2010, 12:27 ص]ـ
أخي الكريم معاذ ..
لست أدري كيف أعبر لك عن إعجابي بهذا الموضوع وما تأتي به من حين لآخر من مواقف تبرز ثبات رجال في مواقفهم، وقولهم الصدق حين يجبن كثير، لا يملأ قلوبهم إلا خشية الباري عز وجل ..
حتى لدرجة أني صرت أمر على الموضوع بحثا عن الجديد لكأنه ورد يومي، أتزود منه للتثبيت والعظة ..
فلست أملك إلا أن أقول سلمت يمناك أخي الكريم، وثقَّل بكل حرف خطته يمينك موازين حسناتك.
أعاننا الله وإياك على أن نكون من أنصار الحق وأعوانه.
أخى المراغى جزاك الله كل الخير على ما أسلفت من دعاء ,تقبله الله منك وجعله الله فى ميزان حسناتك
ـ[معاذ بن ابراهيم]ــــــــ[12 - 07 - 2010, 04:17 م]ـ
بين المنذر بن سعيد رحمه الله والخليفة الناصر
لقد أقبل الخليفة عبد الرحمن الناصر لدين الله على عمارة الزهراء أيما اقبال, وأنفق من أموال الدولة في تشييدها وزخرفتها ما أنفق, وهي في حقيقة حالها مجموعة من القصور الفاخرة. وكان يشرف بنفسه على شؤون البناء والزخرفة حتى شغله ذلك ذات مرّة عن شهود صلاة الجمعة , وكان منذر بن سعيد يتولى خطبة الجمعة والقضاء, ورأى أن يلقي على الخليفة الناصر درسا بليغا يحاسبه فيه على إسرافه وإنفاقه في مدينة الزهراء , ورأى أن يكون ذلك على ملأ من الناس في المسجد الجامع بالزهراء فلما كان يوم الجمعة اعتلى المنبر والخليفة الناصر حاضر والمسجد غاصّ بالمصلين
¥