وقال تعالى: {لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم} قال القرطبي: قال ابن عباس: كان أهل الجاهلية يلطخون البيت بدماء البدن فأراد المسلمون أن يفعلوا ذلك فنزلت هذه الآية، والنيل لا يتعلق بالبارىء تعالى لكنه عبر به تعبيراً مجازياً عن القبول، والمعنى لن يصل إليه. وقال ابن عباس: لن يصعد إليه. وابن عيسى: لن يصل إليه لحومها ولا دماؤها ولكن يصل إليه التقوى منكم، أي ما أريد به وجه الله فذلك الذي يقبله ويرفع إليه ويسمعه ويثيب عليه ومنه الحديث «إنما الأعمال بالنيات» ا هـ.
(وقال تعالى): {قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه ا} فهو العالم بخفيات الصدور وما اشتملت عليه قال تعالى: {وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور * ألا يعلم من خلق} (الملك: 13، 14) (فلا يعزب عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء) ولا يغيب عنه شيء سبحانه لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة. وفي الآيات تنبيه للموفق على الإخلاص وتحذير له من الرياء ولا يغترّ بخفائه ظاهراً فإن الله تعالى عالم بخفيات الأمور، لا تخفى عليه وساوس الصدور.
قال ابن عثيمين
وذكر المؤلف عدة آيات كلها تدل على أن النية محلها القلب، وأن الله سبحانه عالم بنية العبد.
ربما يعمل عملاً يظهر أمام الناس أنه عمل صالح وهو عمل فاسد أفسدته النية لأن الله يعلم ما في القلب.
وما يجازى الإنسان يوم القيامة إلا على ما في قلبه لقول الله تعالى: {إنه على رجعه لقادر يوم تبلى السرائر فما له من قوة ولا ناصر} أي يوم تختبر السرائر - البواطن - كقوله: {أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور} ففي الآخرة يكن الثواب والعقاب والاعتبار بما في القلب، أما في الدنيا فالعبرة بما ظهر، فيعامل الناس بظواهر أحوالهم.
ولكن هذه الظواهر إن وافقت ما في البواطن صلح ظاهره وباطنه وسريرته وعلانيته وإن خالفت وصار القلب منطوياً على نية فاسدة فما أعظم خسارته.
يعمل ويتعب ولا حظ له في العمل كما جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله قال أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه فالله الله أيها الإخوة بالإخلاص لله.
واعلم أن الشيطان قد يأتيك عند إرادة عمل الخير فيقول إنك إنما تعمل هذا رياء فيحبط همتك ويثبطها ولكن لا تلتفت إلى هذا ولا تطعه بل اعمل لأنك لو سئلت هل أنت الآن تعمل هذا رياء وسمعة؟ قلت: لا إذن فهذا الوسواس الذي أدخله الشيطان في قلبك لا تلتفت له.اه
يتبع مع الحديث الأول في الباب إن شاء الله
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[12 - 04 - 2010, 02:07 م]ـ
الحمدلله والسلام على رسول الله .... أما بعد:
الأستاذ الفاضل: أسد أسير
جزاك الله خيرا، معلومات قيمة ومفيدة، كتب الله لكم الأجر والمثوبة، وجعله الله في موازين حسناتكم يوم تلقونه، اللهم آمين
ـ[أبو همام الطنطاوي]ــــــــ[22 - 04 - 2010, 11:43 م]ـ
الحمدلله والسلام على رسول الله .... أما بعد:
الأستاذ الفاضل: أسد أسير
جزاك الله خيرا، معلومات قيمة ومفيدة، كتب الله لكم الأجر والمثوبة، وجعله الله في موازين حسناتكم يوم تلقونه، اللهم آمين
جزاكِ الله خيرا وأحسن إليك