تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إنكاره، وإن تلطف كثير من أهل الخير في العبارة تأليفا للقلوب فهو أمر قد ظهر لكل من له عين، وسر ذلك ما جبل عليه العرب من الحمية والعصبية فلا يحكم تلك المشاعر الثائرة إلا لجام الإسلام، ولا يجمع أشتات تلك القلوب والأبدان المنفرقة إلا رباط الوحي، والشاهد أن العلمانية لم تحقق شيئا يذكر طوال سني حكمها بل قد زادت بمقرراتها الطائفية: هوة الخلاف بين أبناء الأمة الخاتمة، فغاب مفهوم دار الإسلام عن كثير منا لغياب المنصب الجامع لقلوبنا: منصب الخلافة الإسلامية، وضد الإسلام بداهة: الكفر، فضد دور الإسلام: دور الكفر، وهو ما يثير مشاعر الكفار في سعيهم الحثيث لتغيير معالم الديانة بما يتواءم مع مخططهم لاحتواء الشرق المسلمين بحل عقد الولاء والبراء في قلوب المسلمين بزعم التسامح مع الآخر، مع أن ذلك الآخر لا يعرف معنى التسامح فهو مستمسك بعرى صليبيته العميقة الجذور من لدن الحملات الصليبية الأولى وإلى الحملات الصليبية المعاصرة، فعلام نتكلف له من الود ما لا يتكلف لنا، بل هو في كل مناسبة يظهر لنا من البغضاء ما انطوى صدره على أعظم منه وأكبر فـ: (قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ)، فإذا لم يمتز الناس إلى مؤمنين وكافرين فـ: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ)، وإذا لم تمتز الدور إلى دور إسلام ودور كفر أو حرب، فماذا بقي من سنة المدافعة بين القبيلين، وهل يرضى أولئك بذلك إن رضينا، وهل يقرون لنا بالنجاة والخلاص في دار الجزاء إن داهناهم وصححنا أديانهم أو حتى تلطفنا في وصفهم بـ: "الآخر" المزعوم، أو نحن عندهم: أعداء في الدنيا هلكى في الآخرة، فذلك أمر بدهي في أمور العقائد التي لا يتصور فيها التعدد إلا على طريقة أصحاب الأديان الجامعة كأديان الحب والحياة ..... إلخ من الشعارات الطنانة التي تردد على آذان المسلمين فقط لينسلخوا من دينهم، وليت الآخر المزعوم ينسلخ مثلهم فيصير الجميع في المروق من الديانة: سواء، ولكنه يستمسك بأصوليته النصرانية أو اليهودية، ويجهر بها، كما هي حال يهود الذين يجاهرون بيهودية كيانهم اللقيط ويحملون حكام المسلمين على الاعتراف بها ولا يقبلون في المقابل قيام أي كيان إسلامي مجاور، ولو في قطاع صغير كقطاع غزة، فيوحون إلى أوليائهم ليضيقوا على تلك التجربة ويخنقوها خنقا، فلا مكان في خارطة الشرق الأوسط الجديد إلا لكيان يهود ومن حوله كيانات علمانية هشة قد بلغت الغاية في الضعف السياسي والعسكري والاقتصادي ومن قبله العقدي بتنحية الإسلام وتولية المقالات الحادثة من قبيل: الدولة المدنية، وحقوق المواطنة، وتعدد الأعراق، فتصير الدور كلها مختلطة لا ظهور للإسلام في دار فيها، ولو كان معظم سكانها مسلمين بل غالبيتهم العظمى، كما هي الحال عندنا في مصر التي يضغط النصارى فيها بدعم أمريكي خبيث لتبني خيار الدولة المدنية بحذف المادة الثانية من الدستور التي تنص على أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيس للتشريع، وهي مادة من الناحية الفعلية: محذوفة!، ومع ذلك لا يرضون حتى ببقائها اسما بلا مسمى!، مع كونهم لا يشكلون إلا نسبة: 5 % من سكان دولة إسلامية يصل تعداد سكانها إلى نحو ثمانين مليونا، فأي صفاقة وجه وصلف طبع أعظم من ذلك؟!، وقد انبرى الشيخ الفاضل بشكل مؤسف ليدافع حتى عن المواثيق الدولية التي تحكم العالم الآن، فوصفها بأنها العرف الذي يجب الاحتكام إليه الآن، فذلك من فقه الواقع!، مع أنها كما قال بعض الفضلاء المتصلين بالبرنامج: مواثيق وضعتها الدول القوية لتهيمن بها على العالم، فهي: احتلال دستوري، إن صح التعبير لكل دول العالم عموما، وللدول الإسلامية خصوصا باعتبار الإسلام العدو التاريخي للحضارة الغربية النصرانية الجذور العلمانية الطابع، فكيف يحتكم المسلمون إلى هذه الأعراف لمجرد أنها تنص رسوما بلا حقائق على قيم إنسانية مجردة كالعدالة والحرية، وليتها التزمت بها، ولو على غير سنن الوحي، فهي أعراف يضرب بها عرض الحائط إذا تعارضت مع مصالح الدول العظمى، كما يجري في بيت المقدس من لدن سقوطه وإلى يوم الناس هذا، فهل امتثل يهود لقرارات الانسحاب إلى خطوط ما قبل الخامس من

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير