تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

: (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ)، وإنما كلف بفتح البلاد وإزاحة الطواغيت لتصل الحجة الرسالية ناصعة خالصة من أكدار الشبهات التي يثيرها أعداء النبوات، فلا حظ لهم في ظهور مقالة النبوة، فبها تزول عروشهم ومكاسبهم الزائلة، فذلك منتهى إراداتهم الوضيعة، ومطمح هممهم الدنية، وهو أمر نلمسه في زماننا من حال كثير من رءوس الضلالة من أصحاب الملل المبدلة والنحل الحادثة، لا سيما رءوس النصارى سواء أكانوا في بلادهم أم أقليات في بلادنا، ولعل حال الشيخ المرذول الذي افتضحت كنيسته أخيرا بسيل الانحرافات الجنسية الجارف لآباء وقساوسة دولته الفاشلة في اجتذاب الأتباع الذين يتسربون منها الآن بأعداد ضخمة بعد ظهور هذا السيل وآخر قطراته فضيحة جديدة في بلجيكا بعد فضائحه الدولية التي عبرت الأطلنطي إلى تشيلي، وما خفي كان أعظم، فالأخبار قد وردت باعتزام 5 ملايين ألماني، وهي بلد منشأ ذلك الشيخ الفاني الكاسد البضاعة، على ترك كنيسته حفاظا على أولادهم من شذوذ رجالات دولته الكنسية!، وتلك عادة الرب، جل وعلا، فيمن ولغ في عرض نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فتلك الفضيحة بتلك المحاضرة المشئومة التي قدح فيها في الإسلام وثوابته، والشاهد أن ذلك أمر نلمسه في طريقة أولئك الأصاغر: فإثارة للشبهات الردية، وإرهاب فكري بالحرمان من الخلاص والطرد من حظيرة القدس التي ألقى الله، عز وجل، لهم بمقاليدها فهم حراس أبوابها، فيدخلون من شاءوا ويمنعون من شاءوا برسم النيابة عن الله، عز وجل، فهو الإله في السماء، وهم الآلهة في الأرض فلا يعقد أمر في السماء حلوه، ولا يحل أمر عقدوه!، وتلك صورة مقيتة من صور الطغيان الفكري، فقد جبل الإنسان على حب الطغيان إن لم يلجم بلجام الشرع الحاكم لشهواته ونزواته، فيميل بجهله إلى حب الرياسة، بل لسان حاله: (مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي)، فما علم النصارى لهم الآن آلهة إلا بيندكت ومن حوله من الشواذ!، فضلا عن آلهتم المتناثرة في كل الكنائس شرقيها وغربيها، فالطغيان الكنسي واحد، فهو ملمح أصيل من ملامح النصرانية بعد التبديل، فالمجامع هي التي تقرر العقائد وتفرضها بحد السيف الذي يستأصل المخالف، مع ادعاء أولئك الكذبة: التسامح الديني، وهم الذين فرضوا دينهم بحد السيف ونير محاكم التفتيش في أوروبا الكنسية المظلمة، لا سيما في الأندلس بعد غروب شمس الإسلام الساطعة عنها لتغرق مرة أخرى في ظلمات الكنيسة ومحاكم تفتيشها ودواوين تحقيقاتها، ولا زال هذا الإرهاب ساريا كما نلمح آثارا منه الآن في دول كمصر التي صار للكنيسة فيها محاكم تفتيش ولجان مراجعة للإيمان، تتقوى بالضغوط الخارجية لتستعيد رعايا الكنيسة الذين يأبون الانقياد لأفكارها البالية فيختارون الدين الحق، وذلك أمر لا يروق لأهل الباطل فهو نذير خراب لكنائسهم التي هجرها الأتباع، لخوائها الفكري، فبين مشتغل بتحصيل الدنيا فيتلهى بها عن آلام روحه المعذبة بعدولها عن فطرة التوحيد الأولى، ومهتد إلى الحق تأبى الكنيسة إلا إرغامه على الكفر في ضل صمت وعجز إسلامي مقيت استجابة للضغوط الخارجية من شرطي العالم، أو: بلطجي العالم، فذلك وصفه الأمثل، فيستعين بمجموعات من الخونة الذين يبثون الأراجيف عن اضطهاد المسلمين للآخر!، فتصير تلك ذريعة مناسبة للتدخل برسم التحرير، كما جرى في العراق، فجنس التحرير واحد!، ولكل مطامعه، فطامع في دويلة يترأسها، وطامع في تفتيت بلاد المسلمين إضعافا لها فلا تقوى على منازلة الدولة العبرية اللقيطة التي نجح منظرو فكرها الصهيوني في تجنيد البروتستانت الإنجيليين للتمكين لهم في الأرض المقدسة وما حولها إيذانا بنزول المسيح عليه السلام، فلن ينزل بزعمهم إلا بإضعاف وإفناء أكبر قدر ممكن من المسلمين في أرض الشرق المسلم: أرض النبوات التي حرم منها الغرب ذو الطابع الفكري الهمجي من لدن الحروب الصليبية الأولى إلى الحروب الصليبية الحالية، وتصرفات الغبي المتعصب: جورج بوش في حربه الصليبية الأخيرة خير شاهد على همجية هذه العقلية التي تحكم العالم اليوم بالحديد والنار، فكل مؤهلاتها أنها تملك مجموعة من الدبابات والصواريخ فليس لها أي أهلية دينية

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير