أرشيف منتدى الفصيح - 1

وإلى جوار روسيا تقف أمريكا ذات النفوذ القوي في تلك المنطقة، لا سيما مع خضوع كثير من أنظمة الحكم العلمانية في تلك المنطقة للهيمنة الأمريكية بعد أحداث 11 سبتمبر، وقد كانت فرصه مواتية لإعلان الحرب الشاملة على الحركات الإسلامية في تلك المنطقة، فلم تكن الحرب ضد قوات إمارة الطالبان الإسلامية فقط، وإنما شملت منطقة القبائل الباكستانية، ودولا كأوزبكستان، فضلا عن الدول التي استجابت للمطالب الأمريكية بفتح قواعد جوية كقاعدة: "ماناس" في قيرغيزيا، فالصراع دائر بين روسيا وأمريكا للسيطرة على هذه المنطقة الحيوية، فضلا عن تدخلات أجهزة الاستخبارات كالموساد فللكيان العبري مصالح في تلك المنطقة أيضا أبرزها: مواجهة المد الإسلامي المتنامي في تلك الدول لا سيما بعد الاستقلال عن الاتحاد السوفييتي، فالدول التي حاربت الحركات الإسلامية كأوزبكستان قد كفتهم شر القتال، والدول التي لم تحارب التيار الإسلامي بالكفاءة المطلوبة، بل سمحت له بهامش من الحرية، كقيرغيزيا في عهد الرئيس عسكر أكاييف، الذي كان يحظى بشعبية كبيرة بين مواطنيه، وهذا ما أقلق أوزبكستان فهي الجارة الأقرب لقيرغيزيا، وتنامي المد الإسلامي فيها نظرا لاعتدال الرئيس أكاييف، يهدد نظام أوزبكستان ويضر بمصالح يهود في المنطقة، ولو لم تكن الصحوة كاملة فلا بد من القضاء عليها قبل استفحال أمرها فذلك من جنس ما وقع في العراق وقد شهدت قبل سقوط النظام السابق صحوة دينية قوية، لا سيما بعد حرب الخليج الأولى، تحت رعاية الدولة مع التحفظ الشرعي على ما قد وقع منها من انتحالها لأفكار البعث واضطهادها لخصومها ..... إلخ فكان لا بد من القضاء على ذلك التوجه في دولة كبيرة كالعراق لها ثقلها السياسي والعسكري في المنطقة، والشاهد أنه قد تم تدبير الانقلاب العسكري في قيرغيزيا في مارس 2005، ليتولى اللص كرمان بيك باكاييف، الحكم، وينشط في محاربة التيار الإسلامي تنفيذا للتعليمات، فتمت تصفية كثير من القيادات الإسلامية القيرغيزية، منها، وذلك أمر طريف، رئيس عصابات المافيا القيرغيزية، رحمه الله!، فقد كان من أعتى المجرمين في تلك البلاد ذات الطابع القبلي الذي تنشط فيه التشكيلات الإجرامية القبلية، فلم تقو السلطات القيرغيزية على اعتقاله أو التعرض له حال إجرامه، فلما تاب وصار من أهل الصلاح ورواد المساجد خشيت السلطات هناك أن يستغل نفوذه القديم في نصرة الدين وأهله فتمت تصفيته جسديا، وكأي عميل خائن، أو حمار يركب، كما يصف يهود عملاءهم، فهم ثلة من الحمير، كلما نفق حمار ركبوا آخر، كأي عميل خائن، تم التخلص من كرمان بيك في الانقلاب الأخير بمشاركة روسية فاعلة تصفية لحساب مفتوح مع أمريكا، فقد جدد قبل خلعه عقد القاعدة الأمريكية لمدة عام، فدبرت له روسيا هذه المكيدة التي ألجأته إلى الفرار، ولم تعد له قوة ولا ناصر بعد تخلي أصدقاء الأمس عنه، فقد انتهت مهمته، وصار التخلص منه تصفية حساب بين القوى العظمى، التي لا تجتمع إلا على حرب الإسلام وأهله، فإبليس قد يتغاضى عن الخلافات الداخلية بين أعضاء حزبه، فإذا ظهر الإسلام على الساحة، أعلن التعبئة العامة لجنده، فنسي الجميع خلافاتهم مؤقتا واجتمعوا يدا واحدة على أي صحوة إسلامية ناشئة، وتلك سنة الرب، جل وعلا، في هذا الكون، فبالتدافع بين الحزبين: حزب الحق وحزب الباطل تظهر آثار كمال أوصاف الرب، جل وعلا، ويمتاز الخبيث من الطيب، كما تقدم، فتقام الحجة على كل عامل من عمله.

والله أعلى وأعلم.

ـ[القاموس المحيط]ــــــــ[30 - 04 - 2010, 01:28 ص]ـ

جزاك الله خيرا ..

طرح رائع وجهد تشكر عليه ..

ـ[الخبراني]ــــــــ[30 - 04 - 2010, 11:18 ص]ـ

جزاك الله خيرا

على المعلومات القيمة